أكّد محمد بوسماحة، محافظ مهرجان الراي بسيدي بلعباس، بأن جمهور المنطقة لم يقاطع التظاهرة ولم يرفضها، وإنما احتج على أسماء روّجت بعض الجهات لمشاركتها، وهو ما تمّ تفنيده. كما رأى بوسماحة في هذا المهرجان فرصة للتأكيد على أصول “الراي” الجزائرية، آملاً في أن يحضر نجومنا العالميون الطبعات المقبلة، وهو ما سيتم العمل عليه منذ الآن.
أشار محافظ المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الراي لسيدي بلعباس، محمد بوسماحة، في اتصال مع “الشعب”، إلى وجود فرق بين الاحتجاجات التي شهدتها بعض المناطق ضد حفلات فنية، وبين احتجاج مواطني سيدي بلعباس الذي لم يكن ضد مهرجان الراي في حدّ ذاته، وإنما ضد بعض “أشباه الفنانين” كما وصفهم، من الدخلاء على هذا النوع من الموسيقى، والذين كان سكان بلعباس يظنون أنهم ضمن الفنانين الذين سينشطون المهرجان. وأضاف بوسماحة أن الأمر كان محاولة من مواطني المنطقة للتعبير عن غيرتهم على مدينتهم وثقافتهم، ورفضهم المشاركة المزعومة لهذه الأسماء غير الحاضرة أصلا في المهرجان، وحينما اتضحت الصورة لم يقاطعوا التظاهرة والدليل هو توافد الجمهور لحضور السهرات الفنية للمهرجان التي تختتم اليوم السبت.
سألنا المحافظ عن الجهات التي روجت لهذه المعلومات الخاطئة، فأجاب بأنه يوجد من استغل طيبة المواطن الجزائري وغيرته على وطنه بهدف حصد الإعجاب والانتشار وحتى الأموال على مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر بوسماحة أن نشر مثل هذه المعلومات المغرضة والمزيفة فيه تشويه لصورة الثقافة الوطنية وضرر يطال الموروث الثقافي الجزائري الذي يحاول البعض السطو عليه. وفي هذا الصدد، ذكّر بوسماحة بوجود دول تحاول الاستيلاء على موسيقى الراي وتدّعي أنه لها، في حين أن الراي موروث جزائري خالص.
وعن تأثر مهرجان الراي، على غرار مختلف المهرجانات، بتقليص الميزانية وتناقص دعم الوزارة المادي، قال بوسماحة إن محافظة المهرجان تمتثل لسياسة ترشيد النفقات مع محاولة إيجاد حلول بديلة، وأشاد بالدعم الذي وجده لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، إلى جانب الاستعانة ببعض الممولين الخواص.. ومع ذلك، فإن “المسألة ليست مسألة مال فحسب”، يقول بوسماحة.
وعن الترويج للتظاهرة خارج الجزائر، والدفاع عن “جزائرية الراي”، قال المحافظ إن هذه مهمة وسائل الإعلام، التي حبذا لو تلعب دورها وتكون سندا للمهرجان حتى يصل العالمية. أما عن مشاركة نجوم الراي الذين حققوا شهرة عالمية، قال محافظ مهرجان بلعباس إنها مسألة وقت وتنظيم، فالشاب خالد مثلا لديه برنامج مسطر على مدار السنة ويجب الاتصال به وترتيب أمر مشاركته قبل موعد المهرجان بأشهر: “الأولوية الآن هي إنجاح هذه الطبعة، ثم سيكون أمامي سنة كاملة إن شاء الله لتحضير الطبعة القادمة”.
وأضاف بوسماحة، خرّيج مدرسة “ألحان وشباب” ومحافظ هذه الطبعة العاشرة من مهرجان الراي: “هي تجربتي الأولى على رأس هذا المهرجان، وقد وثق بي وزير الثقافة رغم كوني شابا وأشكره على ذلك”، مشيرا إلى أن من أهداف مهرجان الراي المقبلة استقدام خالد ومامي وبلال وغيرهم، حتى تكون التظاهرة بصبغة عالمية. وناشد بوسماحة نجوم الجزائر العالميين، لأن لا ينسوا فضل بلادهم عليهم: “نتمنى أن نوجه إليهم الدعوة وأن يقفوا إلى جانبنا، فالجزائر أم وتفرح بأبنائها”.
للإشارة، فقد شهدت الطبعة العاشرة من المهرجان (من 1 إلى 4 أوت) مشاركة العديد من الفنانين والفرق، على غرار راينا راي، حكيم صالحي، عقيل الصغير، الشيخ النعام، الشابة خيرة، إبراهيم حدرباش، توفيق الندرومي، الشابة سهام، الشاب الخالدي. وفيما خصص اليوم الثالث لمحاضرة / نقاش، سينشط السهرة الختامية اليوم فنانون منهم الشيخ بلمو، قانا مغناوي، حسين نجمة، الشاب محفوظ، محمد العباسي، والفنانة ياسمين عماري.