دعا اتحاد الكتاب الجزائريين كل المتحدثين من أحزاب وجمعيات وجماعات وأفراد، إلى احترام مقام المؤسسة العسكرية الرمز ممثلة في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، والذي حدد الدستور إطاره القانوني وعبر عن قناعاته ومواقفه الناطق باسمه، حيث أدان كل المحاولات غير البريئة للزج بها.
طالب الاتحاد بعدم إقحام المؤسسة العسكرية في أي حديث أو برنامج أو تفكير حتى تبقى العمود الفقري للدولة وحامي حمى الأرض والعرض، في ظل التكالب المدبر من أطراف عدة في الداخل والخارج، وتداعيات محيط الجزائر الساخن الذي لا يحتمل تأجيجا، مشيرا إلى أنه بحكم موقعها الاستراتيجي الهام ومواقفها الثابتة والسيدة من القضايا الهامة يجعلها عرضة لكل متآمر وهدفا لكل مغرض.
من جهة أخرى، كشف اتحاد الكتاب الجزائريين وفي بيان له بمناسبة اختتام نشاط موسمه الثقافي 2017 ـ 2018 والذي شهد تكريم الأديب والإعلامي القدير علاوة جروة وهبي، كشف عن ارتياحه للحصيلة والنتائج التي حققها الاتحاد عبر فروعه ورابطاته وفي المركز، كما ثمن النجاح الكبير الذي حققه على الصعيد العربي والدولي، خدمة للثقافة الجزائرية ومساهمته في إشعاعها الثقافي ودورها الهام والمآثر في القرارات ذات الصلة بمختلف الهيئات والفعاليات، مشيدا بجهود أبناء الاتحاد الأوفياء ومناضليه، ومواصلة التفافهم انتصارا لشعارهم «اتحاد واحد.. مستقبل واعد». اتحاد الكتاب الجزائريين وفي بيانه أبان عن امتعاضه الشديد من مواقف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، ومحاولته تقزيم دور الاتحاد الممثل الوحيد للجزائر في كل الهيئات الثقافية العربية والدولية الهامة غير الحكومية كعضو فاعل ومؤثر، مؤكدا عمله بكل الوسائل على تحييد اتحاد الكتاب الجزائريين من الساحة الثقافية بعدم إشراكه، أو حتى دعوته لحضور الفعاليات التي تنظمها الوزارة أو تشرف عليها مركزا أو في الولايات، إضافة إلى الإقصاء المتعمد من كل اللجان والمؤسسات التابعة للوزارة التي أقرتها قوانين الدولة الجزائرية أو الأعراف والمعاملات.
كما أشار البيان لتصريحاته التي تحاول المساس بمكانة الاتحاد وقوة تأثيره، مما جعل الأمانة الوطنية تتدخل في مناسبتين أولهما خرجة رئيس الاتحاد باسمها، عبر وسيلة إعلام وطنية مرئية التي استعملها للمساس بهم، والثانية البيان الداعم لهذا التصريح بعد التشكيك ومحاولة إغراء بعض القيادات الوطنية العصية عليه.
واستنكر الاتحاد تماديه كلما أتيحت له الفرصة الإعلامية لذكر الاتحاد وتدخله في شؤونه التنظيمية وكونه وصي عليه أو مؤسسة تابعة إليه، وهو مدرك تماما أن الاتحاد يتمتع بالحرية والاستقلالية في إطار احترام قوانين الجمهورية، مؤكدا أنهم جنحوا للصلح والتعقل وتغليب المصلحة العامة، بعد تدخل كوادر من قادات سابقة للاتحاد وإطارات سامية، يقول البيان بأنهم يجلون قدرها ويقدرون مواقفها من أجل الصلح وتقريب وجهات النظر، وعلى رأسهم الشاعر أحمد حمدي والكاتب رابح خدوسي والأديب علي ملاحي، أين تم عقد بحسب مصادر «الشعب» جلسة حوار أولى، على أن يتم عقد جلسة ثانية حسب وزير الثقافة عز الدين ميهوبي يوم 26 جوان بحضور قيادة الأمانة الوطنية لاتحاد الكتاب الجزائريين، إلا أن اللقاء لم ينعقد بسبب تغيب الوزير، حيث أدان الاتحاد في هذا الصدد انقلابه على مواقفه ووعوده التي قطعها لرئيس الاتحاد بشهادة مجموعة الصلح، وهو من حدد موعد الجلسة الرسمية مع الأمانة الوطنية، وتراجع عنها دون تبريرات أو تعويضها بموعد آخر يعطي الانطباع على حسن النوايا.
كما أدان اتحاد الكتاب الجزائريين كل التصرفات اللامسؤولة لمسؤولي القطاع ببعض الولايات الذين يكيلون بالكيلين في تعاملهم - بأوامر فوقية أو دونها- ويضعون اتحاد الكتاب وهو الشريك الفاعل والفعال في موضع الخصم والعدو، ولا يتعاملون معه ويجتهدون في عرقلته، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيدفعهم في الموسم القادم لاتخاذ مواقف وإجراءات، لا سيما بعد التصرفات التي التمسها الاتحاد بخصوص الإجراءات التي طالت مسؤولين ولائيين تعاملوا معهم ثقافيا إما بالتحويل أو الإجبار على التقاعد أو الإقالة، الشيء الذي جعل الكثيرون يتخوفون من العمل معهم اتقاء انتقامهم.
وفي ختام بيانه أكد اتحاد الكتاب الجزائريين أن هذه التصرفات غير الحكيمة لا تخدم الثقافة الوطنية ولا الدولة الجزائرية ولا الثقة الموضوعة في شخصه من طرف فخامة رئيس الجمهورية، بل تزيد من الاحتقان الثقافي والسياسي بينه وبين الفاعلين في الساحة، مشيرا إلى أنهم يتبرؤون من هذه التصرفات، ويتحفظون على ما يصدر من شخص الوزير، ومن المسؤولين على المستوى المحلي لإفشال مشاريع الاتحاد التي ما تزال إلى اليوم تصنع الحدث والتميز، كما دعا في السياق ذاته الشرفاء والمخلصين إلى الالتفاف حول وحدة وطنهم والذود عنه، وعدم تفويت أٌية فرصة للم الشمل والإخاء ودعم مسار الإصلاح والمصالحة.