استمتع رواد ساحة الثورة بعنابة، نهاية الأسبوع، بليلة شعرية صدحت فيها عاليا أصوات شعراء بونة، والذين أضفوا بجلستهم الشعرية سحرا، خاصة على ليالي صيف عنابة، وجعلوا من القافية سلطان الحديث في تلك السهرة، احتفاء بالكلمة الموزونة.
أكثر من 30 شاعرا وشاعرة التقوا بمقهى «الأوراسي» بـ»الكور»، أين فتحوا المجال للكلمة المعبرة لتصدح في سماء بونة، ليتداولوا على المنصة ويلقي كل منهم ما جادت به قريحتهم في عالم القافية، ويقدموا قراءات شعرية متنوعة امتزجت فيها اللغة العربية بالأمازيغية والفرنسية، كما كان للشعر الشعبي مكانة، حيث كان سيد الجلسة الأدبية، أبدع فيه رواده وأمتعوا الحضور بنصوص شعرية متنوعة.
ليلة الشعراء بعنابة ليلة امتزجت فيها القافية بالموسيقى والمسرح، حيث كانت البداية بوصلات موسيقية قدمتها فرقة «منصف لحويلي» والتي زادت الجلسة الأدبية متعة بأغاني من التراث الشرقي للفنان الكبير فريد الأطرش، على غرار أغنية «الدنيا حلوة بس نفهمها».
كان للفن الرابع حضور في هذه الليلة الفنية بامتياز، والتي جلبت إليها حضورا كبيرا من رواد ساحة الثورة وعشاق الفن بأشكاله، حيث قدم الفنان المسرحي نبيل رحماني مونولوغ «رانا هنا» والذي يحاكي قضايا من المجتمع، أهداه لروح الفنان المسرحي «عمو رفيق» الذي وافته المنية منذ أيام قليلة بعد صراع مع المرض.
لتبقى بذلك ليلة الشعراء واحدة من أهم النشاطات الثقافية التي تنعش عنابة أدبيا وفنيا، وتفتح المجال لشعراء المدينة للالتقاء بقرائهم وعشاقهم تحت سماء بونة، حيث أصبح تقليدا سنويا تشرف عليه مديرية الثقافة تحت رعاية وزير الثقافة ووالي ولاية عنابة محمد سلماني.