اختتم اتحاد الكتاب الجزائريين موسم نشاطه الثقافي لهذه السنة بتكريمه لرمز من رموز الإعلام الثقافي في الجزائر، ممثلا في شخص الإعلامي والروائي علاوة جروة وهبي، الذي اشتعل في الصحافة الثقافية مع فجر الاستقلال الى غاية تقاعده سنة 2009، الاحتفاء جرى بمقر الاتحاد المركزي بالعاصمة في حضور كتّاب وإعلاميّين وأصدقاء المحتفى به، وبعض المسرحيّين الذين تابعوا تجربته الابداعية والمسرحية.
الاحتفالية الصباحية ركزت على الجوانب المهمة في حياة المكرم علاوة جروة،حيث أكد الشاعر محمد زتيلي في كلمة بالمناسبة جال فيها عبر العديد من المحطات التي رافق فيها صديقه السابق بجريدة «النصر»، حيث كانت تصدر بشرق البلاد، ومن خلال عملهما معا في هيئة اتحاد الكتاب الجزائريين في عهدة المؤرخ العربي الزبيري.
بنوع من الحنين والاعتراف بالجميل أثنى زتيلي على الصحفي ورئيس القسم الثقافي بجريدة «النصر» سابقا، عندما ذهب إليه كمبدع يريد نشر بعض أعماله الأدبية،لتكون تلك المحطة بداية لمسيرة من العمل في الوسيلة الإعلامية إياها وفي هيئة الكتاب الجزائريين بفرع قسنطينة.
زتيلي وعلى هامش سرده للمسيرة التي رافق فيها علاوة، طرح الكثير من التساؤلات حول عدم اهتمام مؤسساتنا الثقافية والإعلامية برموز الإعلام الثقافي، وعلى رأسهم علاوة الذي قاربت تجربته نصف قرن من العطاء «اعلاميا، مترجما، قاصا، مسرحيا»؛ إضافة إلى كونه كاتب للعديد من النصوص المسرحية والتي نالت العديد من الجوائز الوطنية والعربية.
كما ذكر زتيلي في معرض شهادته أن الإعلامي علاوة رجل خدم الثقافة بصدق، وبقي على الهامش يناضل دون أن يتحرك له المركز؛ أو حتى أن يقدم له الشكر باعتباره واحدا من بين أهم الاسماء التي قدمت إضافات للفعل الثقافي والأدبي في الجزائر، ضمن فعاليات مختلفة، وظل على ذلك العهد وفيا إلى اليوم في ترجمة النصوص وكتابة المقالات والمواضيع المختلفة ومرافقة لجان التحكيم في المهرجانات الوطنية والعربية. وهي مسيرة لأكثر من نصف قرن لا تزال تصنع التميز والحضور.
من جهته، أشاد الدكتور والشاعر أحمد حمدي عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر بمسيرة الروائي علاوة جروه، قائلا إن علاقته به تمتد إلى سنوات الستينيات ككاتب ينشر بجريدة النصر، وإلى لقاءات طويلة في اهم الاماكن التي جمعتهما كمقهى البوسفور، كانت تنظم اللقاءات الأدبية بين الأدباء القادمين إلى عاصمة الشرق الجزائري لأجل الدراسة والتعلم او لحضور النشاطات التي كانت تقام هناك كمواعيد قارة، ثم تجدد اللقاء في عهدة قيادة الاتحاد سنوات الثمانينات ، اين عملا معا.
في كلمة خصها لتكريم علاوة وهبي قال رئيس إتحاد الكتاب الجزائريين بأن المحتفى به جاء متأخرا نوعا في حق رجل خدم الثقافة بصدق، وبقي على عهده كما عرفته الأجيال المتعاقبة لم يتغير ولم يغير، بقي على عهده كأحد أهم الفاعلين في المشهد الثقافي والإعلامي الجزائري؛ أما نتيجة التكريم فقد تم اختيار شخصية الشهر بناء على اجتماع الأمانة الوطنية لاتحاد الكتاب الجزائريين، والتي يتواجد بها علاوة جروة وهبي كعضوا منذ بداية مؤتمر 2009 إلى غاية اليوم.
والمؤسسات الثقافية التي لا تكرم أعلامها وصانعيها والفاعلين بها هي مؤسسات مآلها الزوال ولا تذهب بعيدا، كما ذكر شقرة في السياق ذاته بأن تكريم علاوة والاحتفاء انما هو أقل شيء يقدم لشخص خدم الثقافة بصدق ولم يتوقف يوما على العطاء كإعلامي ومترجم ومسرحي.
في اختتام حفل التكريم قال علاوة جروة في رده على سؤال «الشعب» حول علاقة كلمة جروة باللقب العائلي، ليوضح قائلا بأن أصول العائلة من قبيلة جروة الأمازيغية التي سكنت مدينة مسكيانة موطن الملكة الكاهنة، ما يفسر ان هذا النسب له امتداد تاريخي وإنما الرحلات التي كانت تقام قصريا في فترات مختلفة من الاحتلال، هي التي ساهمت في أن هذه العائلات تتنقل عبر ربوع الوطن، وهوالامر نفسه الى عائلته التي استقرت بولاية ميلة.
وعبّر المحتفى به في تصريح لـ «الشعب»، أن هذه المبادرة بقدر ما هي التفاتة طيبة من الاتحاد الا انها تحمل في ثناياها الكثير من الصدق، دون توابل، قائلا إنه لم يتوقف عن الابداع ومرافقة حقل الابداع، لأن ذلك هاجسه الذي لا يفارقه.