التخزين، كلفة النقل، الوقود والحرائق أكبر مشاكل يثيرها الفلاحون لـ«الشعب»
يتوقع أن يحقق إنتاج الحبوب هذا الموسم بڤالمة نفس النتائج المسجلة السنة المنصرمة، حسب ما كشف عنه مسؤول تنظيم الإنتاج والدعم التقني بمديرية الفلاحة، غجاتي السبتي لـ»الشعب»، قائلا أنه من المنتظر أن تجمع تعاونية الحبوب والبقول الجافة محاصيل تقدر بـ1.320.000 قنطار.
في هذا الإطار، أكد غجاتي أن المساحة الإجمالية المخصصة للحصاد في مختلف الأنواع المنتوجات من قمح صلب، قمح لين، شعير وخرطال قدرت بـ84.515 هكتار، منها المساحة المخصصة للبذور بمجموع 5.794 هكتار، ومن المتوقع إنتاج ما يقدر 145.000 قنطار من البذور.
وحسب غجاتي، فإن الموسم الفلاحي 2016، عرف ظروفا مناخية ملائمة كانت متذبذة في بدايتها، حيث لم تسجل أي كمية في شهر سبتمبر بعدها عرف تحسنا فسجلت كمية من الأمطار 447 ملم إلى غاية 16 أفريل، وهي كمية تفوق ما سجلته نفس الفترة السابقة المقدرة بـ40 ملم مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
وعن مراكز الجمع المتوفرة، أوضح ذات المسؤول بأن عددها يقدر بـ13 مركزا بسعة تقدر بـ779.000 قنطار، كما تم تعيين نقاط جمع محل كراء بسعة تقدر بـ289.000 قنطار بالركنية، ڤالمة، سيدي عيسى، عين بن بيضاء وبن عمر، مشيرا إلى أن فتح هذه المراكز كان مباشرة مع بداية شهر جوان ويتم عملها كل يوم وكذا أيام العطلة حتى تسهل عملية تسليم المحاصيل تطبيقا للتوجيهات.
في حديثه عن النقل، أوضح أن سعة النقل لتعاونية الحبوب والبقول الجافة تقدر بـ220 طن كل يوم وبدورتين، إضافة لوسائل المنتجين التي قدرت بـ1000 طن كل يوم وهذه الوسائل تعتبر كافية. حيث تم إدماج شركة «أغرو- روت» في عملية الحصاد والدرس لتخفيض الضغط الناتج أثناء جمع المحصول من خلال مساهمتها بوسائل النقل (شاحنات).
ومن ناحية تأطير الحملة، عمدت «نفطال» إلى تزويد الفلاحين بالبنزين والزيوت المتوفرة، بمن فيهم الذين يستهلكون أكبر من 300 لتر في اليوم بكمية تقدر بـ400 لتر، كما وفرت تعاونية الحبوب والبقول الجافة حوالي 151.754 كيس جديد و592.596 كغ من الخيط.
ومن جهة، مؤسسة توزيع العتاد الفلاحي جندت أعوانها لانجاح الموسم الفلاحي واعتمدت نظام المناوبة خلال أيام العطلة وكذلك أيام الأسبوع، وجندت فرقة متنقلة للصيانة وتوفير قطاع الغيار، وفيما تعلق بالحظيرة، أكد بأنها متوفرة على الحاصدات وجاهزة واستعمالها العقلاني يسهل إتمام العملية في ظروف عادية وفي أوقاتها المناسبة وتحويلها إلى مناطق إنتاج أخرى، حسب ظروف تقدم العملية، وبلغ عدد الحاصدات الجاهزة 434 منها 42 تابعة لتعاونية الحبوب والبقول الجافة، 02 حاصدات تم اقتناؤها في إطار الدعم الفلاحي هذا الموسم، 113 حاصدة تم تجديدها.
وفي إطار الإجراءات الوقائية للمكافحة ضد حرائق المحاصيل والغابات، أكد غجاتي أن تعليمات أعطيت إلى الهيئات الفلاحية على مستوى الدوائر والبلديات لتحسيس منتجي الحبوب وذلك لتطبيق قرار الوالي الخاص بتجهيز الحاصدات بآلات إطفاء النار، وبتنصيب ورشة ضد الحرائق والقيام بتأمينات ضد الأخطار.
يضاف إلى ذلك وضع جهاز وقائي لمكافحة حرائق المحصول عن طريق الحرث المضاد للنيران على طول حدود مساحات الحبوب، بالإضافة إلى القيام بأولوية حصاد مساحات الحبوب القريبة من السكان والطرق والسكة الحديدية، ومن ناحية أخرى تم وضع برنامج تحسيسي عبر دوائر الولاية من طرف اللجنة، كما تم اقتراح 9 مراكز متقدمة.
تحويل المنتوج إلى الولايات المجاورة
توجهت «الشعب» لتعاونية البقول والحبوب الجافة بطريق بلخير للوقوف مباشرة على عملها، فلم نجد عند مدخلها الطوابير التي كانت تشهدها في مواسم فلاحية سابقة تحديدا على طول الطريق المؤدي للتعاونية (من بداية جوان لغاية شهر أوت).
حسب نزار عبد العزيز، مدير الموارد البشرية بذات التعاونية، فإن عملية استقبال المحصول الفلاحي شهدت تحسنا مقارنة بالسنوات السابقة، حيث تم العمل وبذل مجهودات كبيرة للتقليل من المشاكل التي يواجهها المزارع بالتخزين.
في هذا السياق، أكد نزار بأن قدرة استيعاب المخازن للكميات المتحصل عليها من طرف الفلاحين بڤالمة غير كافية، وتم الأخذ بعين الاعتبار جميع الانشغالات بتحويل كميات كبيرة دخلت للتعاونية إلى ولايات مجاورة كسوق أهراس وتبسة، وهذا ما سهل على المزارع عمله بدل الانتظار طويلا، مضيفا بأن التعاونية جمعت ما يقدر بـ 811.793 قنطار حتى الآن.
عن الحلول المقترحة لاستيعاب المنتوج المتحصل عليه في السنوات القادمة، قال نزار بأنه تم اتخاذ مبادرات على مستوى بلديتي بلخير وتاملوكة بخلق مساحات تخزين، سعة كل وحدة 200 ألف قنطار ونسبة الانجاز تقدمت بـ30 ٪ بمركب بلخير، في حين بتاملوكة تمت الموافقة على المشروع مؤخرا بعد تسوية مشاكل إدارية كانت عالقة، وانطلقت الأشغال.
وفي السياق ذاته، اعتبر نزار ما تم تحقيقه من نتائج إيجابية يعود إلى ما قامت به تعاونية الحبوب والبقول الجافة بالتنسيق مع اللجان التقنية من خلال تسطير عمليات تحسيسية، حيث قام الفلاح بدفع منتوجه مبكرا وتحصل على مستحقاته ولم يتم تسجيل أي نزاع يذكر في هذا الصدد - وحسبه - الأمور تسير على أحسن ما يرام.
وفي مقارنة بالسنوات السابقة، أشاد نزار بالإنتاج المحقق، مؤكدا بأن الأرقام متقاربة والفلاح بڤالمة بذل مجهودا كبيرا من أجل الحصول على مردود جيد، كما أوضح أن الموسم عرف نجاحا قويا في المناطق العليا بكل من تاملوكة ووادي الزناتي.
وحول الانشغالات والمشاكل التي يعاني منها الفلاح، أكد المزارع عبد الله ابراهيم لـ»الشعب»، أن أكبر مشكل يواجهه المزارعون هو التخزين بالإضافة إلى معاناتهم مع النقل وارتفاع أسعار الوقود، يليه مشكل الحرائق الذي سبب للفلاحين خسائر كبيرة بمساحة تقدر 174 هكتار أي خسائر ما مجموع 4849 قنطار من الحبوب.
كما أوضح ذات المتحدث أن الرياح الجافة التي ضربت أواخر شهر ماي ساهمت في ضعف الإنتاج وظهور أمراض في بعض المناطق بڤالمة.