”الشعــــــــــب” ترصـــــــــد نماذج لمؤسســـــــــات صناعيـــــــــة واعـــــــــدة

منتوج وطني متنوّع تنافسي يصنع الاقتصاد المتطوّر

استطلاع: سعاد بوعبوش

 

 تزويـــد احتياجــــات الســـــوق الوطنيــــة..  والتصديـــر لإفريقياهـــدف يـــدرّس
 تجارب ناجحة بأياد جزائرية..وشراكات قوية منتظرة بإفريقيا وبلدان أخرى
تراهن المؤسسات الصناعية الوطنية العمومية والخاصة على تطوير نشاطها من أجل مساهمة أكثر في نمو الاقتصاد خارج هيمنة المحروقات، وهي السلع التي تساهم سنويا بنحو ثلث الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، حيث يتعين على قطاع الصناعة بالجزائر رفع التحدي بتنويع الانتاج ورفع مساهمته في الناتج الداخلي الخام تطبيقا لتوجيهات رئيس الجمهورية في هذا الخصوص وتعزيز تنافسيتها من أجل تلبية الحاجيات الوطنية وبالتالي تقليص الواردات ولما لا الذهاب نحو الأسواق الخارجية للتصدير سيما الافريقية منها.

تطوير قطاع الصناعة في الجزائر، بمشاركة كل الأطراف الفاعلة في الاقتصاد لا يكون إلا من خلال توفير مناخ ملائم للاستثمار واقتراح تسهيلات ودعم تطوير الشعب الصناعية وتكثيف نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وفي مقابل تدابير الدعم لتطوير الإنتاج المحلي والنهوض به، يقع على عاتق النسيج الصناعي تطوير نشاطه من خلال تبني جيل جديد من المشاريع والحلول المبتكرة قادرة على استحداث فرص جديدة للاستثمار سيما في الشعب الجديدة، ما من شأنه تفعيل برنامج التنويع الاقتصادي بالجزائر.
شركة “ديميل” للطاقة والكهرباء التي تعتبر فاعلا مهما في السوق الجزائرية منذ عام 2006، حيث تعمل في قطاعات الطاقة الشمسية والكهرباء الصناعية والهوائية و«الأتمتة” الحوسبة الصناعية من حيث الدراسات والتوريد والإنتاج، وكذا الإنارة العمومية.
منتجـــــات عاليــــة الجـــــــودة في الطاقـــــــــة الشمسيــــــــة والكهربــــــــــاء الصناعيـــــــة
 وأوضح مسؤول التسويق بشركة “ديميل” للطاقة والكهرباء المختصة الكهرباء الصناعية أن المؤسسة تعمل على تقديم العديد من المهارات لشركائها لإنجاح مشاريعهم من مرحلة الدراسة حتى الانتهاء، من خلال مجموعة واسعة من المنتجات والحلول مع توفر دائم، وخدمة توصيل نشطة وديناميكية من خلال تقديم المشورة، الضمان وخدمة ما بعد البيع، وكل هذا بهدف ضمان حلول ومنتجات عالية الجودة لعملائها تلبي توقعاتهم بمعايير تكنولوجية تنافسية بشكل متزايد، مع احترام البيئة.
وبهدف الرفع من مساهمة الصناعة الجزائرية في تلبية احتياجات الاقتصاد الوطني بمؤسساته، أشار مردوخ إلى أن “ديميل” تبنت هذا التوجه من خلال صناعة منتجات جديدة محلية الصنع، تتمثل في أجهزة الحماية الموجهة لحماية الأجهزة الإلكترونية والكهربائية سواء ذات الاستعمال المنزلي كالأجهزة الكهرومنزلية أو الصناعي الصناعي كالآلات الصناعية، موضحا أن هذا يندرج في إطار تلبية حاجيات ولما لا الذهاب نحو التصدير.
وبحسب المتحدّث بما أن شركة “ديميل” تعتبر المورد الأول بالسوق الجزائرية في مجال الطاقة الشمسية فهي تقدم خدمات وحلول متكاملة بأيادي وخبرة وطنية، وقد شاركت المؤسسة في تلبية الطلب العمومي عبر نيلها للعديد من الصفقات من أجل انجاز مشاريع أقرّها رئيس الجمهورية على غرار تعميم الطاقة الشمسية بمناطق الظل، برامج تخفيض التلوث البيئي على مستوى الشركات الوطنية وغيرها..
وأكد المتحدث أن “ديميل” متخصصة في التصميم والتمديدات والتركيبات الكهربائية الكاملة للمصانع والورش الصناعية، ما يؤهلها لتقديم خدمات تصميم مخصص الأسلاك والتركيب تكامل الأنظمة التشغيل والصيانة مزايا خدمتنا، أنظمة كهربائية مصممة خصيصًا لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة، ضمان الموثوقية والسلامة بفضل التركيب الاحترافي، وتقليل وقت التوقف عن العمل مع خدمات الصيانة الوقائية.
وفي مجال أسلاك الخزانات تقوم بتوصيل أسلاك الخزانات الكهربائية عالية الجودة، مما يوفر حلا كاملا لتلبية احتياجات الأتمتة والتحكم والتوزيع الكهربائي. مع فريق من الخبراء ذوي الخبرة يشرفون على خدمات التصميم والتخطيط بالأسلاك الدقيقة متكاملة المكونات مع الاختبار والتشغيل.
وتقوم أيضا الشركة بتركيب أنظمة التأريض لضمان السلامة الكهربائية للمنشآت الخاصة، وهو أمر ذو أهمية بالنسبة لحماية الأشخاص والمعدات والمباني من المخاطر الكهربائية، عبر تعزيز عنصر السلامة بالالتزام بالمعايير لتجنب المخاطر الكهربائية من خلال التركيب الاحترافي.
ويرى مردوخ أن المؤسسات الجزائرية قادرة على رفع التحدي وذلك انطلاقا من كونها مطالبة بالإنتاج وتغطية السوق الوطنية التي ما تزال عذراء، ومساحة الجزائر واسعة وتمتلك كفاءات مشبعة بالتكنولوجيات الحديثة من أجل استحداث صناعة قائمة على الجودة قادرة على منافسة الشركات الأجنبية والمتعددة الجنسيات، خاصة مع وفرة المواد الأولية الى جانب البعض منها الذي يستورد.  
توفـــــــــر المــــــــادة الأوليــــــــــــــة حلقـــــــــــة هامـــــــة في مرافقــــــــــــة تطلعـــــــــــــــات الصنــــــــــــــاعيين..
بدورها شركة “ ERCM” للدراسات والانجاز والانشاءات المعدنية التي تنشط منذ عام 2013، المتخصصة في المجمعات الصناعية، والتي تعمل من خلال نشاطها على تطوير القطاع الصناعي في مجال البنية التحتية، حيث أوضح محمد صغير قايس المدير التقني للقسم التجاري، أن مؤسستهم تتطلع إلى تلبية احتياجات المصنعين في انجاز مشاريعهم بحسب الطلب والحاجة، بنظرة تقنية واقتصادية.
وأوضح قايس أن “ ERCM” تعتمد في انجاز المشاريع الصناعية على المادة الأولية الوطنية من خلال مرافقة الصناعيين منذ اختيار الموقع إلى غاية انجاز المشروع بأكمله بمنتوج جزائري محض وبخبرة محلية أيضا، مؤكدا قدرتهم على تغطية الطلب الوطني خاصة وأنهم منفتحون على أحدث التقنيات والتكنولوجيا في مجال نشاطهم والتي تسمح لهم التعامل والتحكم في المساحات الكبرى التي تحتضن المشاريع الصناعية بدون أعمدة.
وبحسب المتحدّث تعد “ ERCM” شركة محترفة بوسائل تكنولوجية حديثة وورشتان داخليتان لإنتاج الإطار المعدني، ولتصنيع إبداعاتها المختلفة بمساعدة فريقها من العمال المحترفين على مدار السنة وأثناء الطقس السيئ، من أجل تقديم كافة الخدمات اللازمة، من خلال وسائل مناولة ونقل البضائع وأفضل العروض وأفضل مواعيد التسليم، بداية من الدراسة حتى تجسيد المشروع، من خلال تقديم خدمات الدراسة والتصميم لضمان التجميع والتسليم، الهندسة المدنية لضمان حماية البيئة الخاصة بكل مشروع. التصنيع في ورشة العمل المصممة خصيصا تسمح بإنتاج 400 طن شهريا، ومن ثم التجميع والتركيب في الموقع فالتثبيت والكسوة.
التغليـف المعدني لمرافقة تطور الصناعة التحويلية
من جهتها تمثل المؤسسة الوطنية للتغليف المعدني “EMB” إحدى فروع الشركة الوطنية للحديد (إميتال سابقا) احدى أهم المؤسسات التي ترافق الصناعة التحويلية بالجزائر من خلال منتجاتها بمختلف الأحجام والنماذج سواء تعلّق الأمر بالطباعة المعدنية، تحويل الصفيح إلى علب متنوعة، تحويل الصفيح إلى علب الأيروسول، بالإضافة إلى بيع النفايات والخردة الناتجة عن أنشطتها.
وأوضحت زوينة باييت رئيسة قسم التسويق بالشركة الفرع “EMB”، أن مؤسستهم تقوم بمرافقة الصناعة التحويلية بالجزائر من خلال منتوجات متنوعة موجهة للتعليب من خلال صناديق اسطوانية مجعدة بفتحة كاملة أو كلاسيكية أو إغلاق بالسحب الموجهة لتخزين المنتجات المصبرة كالطماطم، الهريسة، العصائر، المربى، الجبن، اللحوم، التونة، أو دلاء متنوّعة بأحجام مختلفة كصفيح مطبوع، جزء داخلي مكشوف أو قاع مفصل على شكل حرف V مع تجعيدات مزدوجة أو ثلاثية بحسب السعة والطراز، بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من الاسواق والشركاء محليا وذلك في اطار توجيهات رئيس الجمهورية في هذا الخصوص.
وكشفت باييت عن الشروع في دراسة السوق الافريقية كالسينغال وموريتانيا لتدعيم ومرافقة الصناعة الوطنية الجزائرية في الخارج، حيث شاركت “EMB” في صالون دولي بالكاميرون ومصر، مشيرة أن هذا التوجه يتماشى ويتكيف مع النتائج الإيجابية التي حققتها الفلاحة بالجزائر والتي تتطلب من نسيج المؤسسات مواكبته في مختلف حلقات الصناعة التحويلية من أجل تعزيز السيادة الصناعية الوطنية.
إنتاج الحديد الأبيض بالجزائر بشراكة تركية..
وبخصوص المادة الأولية أكدت المتحدّثة أن نشاط الشركة يعتمد على الحديد الأبيض والتي يتم حاليا استيرادها، كاشفة عن تعهد رئيس الجمهورية بتجسيد مشروع لإنتاجه محليا بالشراكة مع الأتراك في آفاق سنتين أو ثلاث سنوات على الأكثر ما سيعطي دفعا قويا للصناعة التحويلية بالجزائر عبر تلبية احتياجاتها محليا وتجاوز مشكل التعليب.
أما شركة “سارل جايب” المختصة بالتعليب الصناعي، بمختلف الأحجام والتنسيقات بالاعتماد على المادة الأولية وطنية 100 بالمائة وبكفاءة مهنية جزائرية متخرّجة من مراكز التكوين المهنية، تم استحداثها منذ أربع سنوات وفتحت خط انتاج منذ ثلاثة أشهر وحاليا هي تشغّل حوالي 65 عاملا في مناصب عمل قارة.
وبحسب المدير التقني الحاج بن زهرة تحرص الشركة على جودة المنتوج المقدم لشركائهم حتّى يكون قادرا على منافسة الجودة الأوروبية، وبالتالي تلبية حاجيات الصناعة الوطنية كل في مجال تخصصه وبالتالي الرفع من مساهمة الصناعة في الاقتصاد، من خلال انخراط كل الصناعيين في هذا التوجه بمختلف حلقاته، حتى يكون المنتوج الوطني درعا وأحد الركائز التي يستند عليها الاقتصاد الوطني.
ويرى المتحدّث أن الصناعة الجزائرية يمكن أن تحقق قفزة نوعية وتحقيق قيمة إضافية للاقتصاد الوطني، خاصة وأنه كان لها تجربة سابقة في السبعينات، وهو أمر ليس بمستحيل تحقيقه خاصة مع وجود شباب طموح ومبدع وخلاّق مشبع بأحدث التكنولوجيات ومتحكم فيها في كل المجالات وهي كلّها مفاتيح يمكن أن تمهد طريقا حافل بالنجاحات تدريجيا خاصة وأن الإرادة السياسية موجودة.
التعليــــــــب الصنـــــــــــاعي متوفّـــــــر لتخزيـــــــن زيـــــــــــــــــــوت وشحـــــــــــــــــــوم المحركـــــــــــات
وأكد ممثل مؤسسة “سارل جايب” أن عامل التكنولوجيا يعد عاملا فاعلا ومهما في نجاح أي مشروع صناعي وتطوير نشاطه ومحفّز باعتباره قلّص الكثير من العوائق ومنح الكثير من التسهيلات في اختصار الوقت وعملية التسويق، سواء من خلال المواقع الالكترونية للمؤسسات، أو من خلال المشاركة في مختلف التظاهرات والصالونات الاقتصادية بهدف التعريف بالمنتوج الوطني لاستقطاب زبائن جدد ولما لا شركاء.
وأشار بن زهرة أن منتوجهم المتمثل في براميل معدنية موجهة لتخزين الزيوت الصناعية والتشحيم الخاصة بمحركات السيارات ومختلف محركات العتاد والآلات العملاقة، آملا في بروز مصانع زيوت وطنية لتلبية احتياجاتهم خاصة مع وجود قدرة تامة لتغطية السوق الوطنية.
وأكد المتحدّث أن المستثمرين والصناعيين الوطنيين مطالبين أكثر من وقت مضى بالاستثمار في كل المجالات والحلقات الإنتاجية التي تحتاجها الصناعة الجزائرية لتلبية حاجيات السوق الوطنية والمساهمة في التخفيف من فاتورة الاستيراد وهو الهدف الذي لا يمكن  إلا بالتطوير والدفع بعجلة الإنتاج الوطني بالجودة المطلوبة التي تستجيب لمقتضيات الاقتصاد الوطني خاصة في شعبه الاستراتيجية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19654

العدد 19654

الأحد 22 ديسمبر 2024
العدد 19653

العدد 19653

السبت 21 ديسمبر 2024
العدد 19652

العدد 19652

الخميس 19 ديسمبر 2024
العدد 19651

العدد 19651

الأربعاء 18 ديسمبر 2024