عاصمـة البلاد قالت كلمتها فـي الاستحقاق المفصلي

انتخاب الرئيس..يد واحدة وصوت واحد من أجل الجزائر

استطلاع: سعاد بوعبوش

انطلقت العملية الانتخابية بمختلف بلديات العاصمة في أجواء هادئة. وفور فتح المكاتب، بدأت مراكز التصويت تشهد إقبالا من المواطنين الذين فضلوا الاقتراع في الصباح الباكر تلافيا للازدحام الذي قد تشهده المراكز مع تقدم ساعات النهار.

توافد العاصميون، أمس، على مكاتب الاقتراع الموزعة عبر كل البلديات. وكما جرت العادة، سجل إقبال للشباب والنساء في فترة ما بعد الظهيرة والمساء، فيما انطلق المسنون في الصباح الباكر إلى مراكز التصويت، وإذا كانت آمال كثيرين متعلقة بمطالب مادية، إلا أن الدافع الأكبر كان حب الوطن.
سجلت الجزائر العاصمة 1904166 ناخبا، موزعين على 658 مركزا و5342 مكتبا، توافدوا تباعا على صناديق الاقتراع منذ الساعات الأولى، خاصة الرجال مقارنة بفئة النساء، وسط تنظيم محكم وهدوء تام سهر على ضمانه أفراد الأمن الوطني، حسب ما رصدته «الشعب» في جولتها الاستطلاعية عبر مختلف مراكز التصويت بالجزائر العاصمة.
البداية كانت شرق العاصمة وتحديدا بمدرسة البشير الإبراهيمي بلدية الرغاية، وهو المركز المخصص للرجال، والذي عرف توافدا لا بأس به منذ الصباح الباكر، وحرص المؤطرون على مساعدة الناخبين من التأكد من وجود أسمائهم في القائمة الانتخابية، واختيار أوراق التصويت المرفقة بصور المترشحين الثلاثة، ومن ثم التوجه نحو المكان العازل للاختيار بكل حرية ومن ثم وضع الأوراق في الصندوق.
في هذا السياق، أوضح عمي محمد، إطار سابق في سوناطراك، أنه لم يتخلف يوما عن الانتخاب، خاصة المهمة منها كالرئاسيات، وهذا إيمانا منه بأن الاستحقاق الانتخابي واجب على كل الجزائريين، قائلا: «هو فرصتنا لإعطاء صوتنا بكل حرية في صندوق الاقتراع، والاختيار يكون فرديا وبحرية تامة وشفافية. كما أن هذا الموعد الديمقراطي يعتبر خطوة مهمة في مسار جزائر الغد.. حتى ينعم أبناؤنا في كنف الحرية والسلام والأمن، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تغيرات وأزمات، ولهذا فإننا اليوم بإمكاننا القول إن الوضع في الجزائر أفضل بكثير».
ونوّه المتحدّث إلى ضرورة التحلي بوعي أكثر من أى وقت مضى حتى نستطيع مواجهة التحديات القادمة، والبداية تكون من خلال القيام بواجبنا تجاه هذا الوطن، مشيرا إلى أن الأمن الذي ننعم به اليوم يجعلنا نفتخر بالمكاسب المحققة؛ لأن الممارسة الديمقراطية تكون في مثل هذه المواعيد التي تعتبر حقا وواجبا، قائلا: «نحن اليوم أمام خطوة مهمة جدا من أجل مواصلة البناء انطلاقا من المكتسبات التي تجسّدت لحد الآن».

مكاتب التوجيه.. حضور فاعل

ويعتقد المتحدّث أن شباب اليوم أكثر وعيا بهذه المسؤولية، في ظل ما يعيشه العالم من تقلبات. داعيا إياهم بصفته مواطنا جزائريا أدى واجبه الانتخابي في ظروف جيدة وأجواء تنظيمية محكمة، إلى معرفة قيمة الأمن الذي يتمتعون به والذي جاء بفضل تضحيات جسام، آملا في أن يقوم الرئيس الفائز بتجسيد مشاريع أخرى تخدم البلاد وخاصة الشباب لأنهم الأساس وتعود بالفائدة حتى على الأجيال الصاعدة.
وبالمدرسة الابتدائية حمود فايزي ببلدية برج الكيفان المخصصة للرجال أيضا، والتي عرفت إقبالا كبيرا منذ الساعات الأولى أدت إلى تكوين طوابير على مكاتب الاقتراع، خاصة من طرف المسنين، ما جعل المؤطرين يلجأون إلى إدخالهم بصفة تدريجية من أجل ضمان سيرورة العملية الانتخابية في هدوء وبكل سلاسة.

أجواء تنظيمية محكمة

تميز سير العملية الانتخابية الخاصة بالرئاسيات، أمس السبت، بتنظيم محكم على مستوى المراكز الانتخابية الموزعة على بلديات وسط الجزائر العاصمة، مع تواصل توافد الناخبين على صناديق الاقتراع في الفترة المسائية.
وفي جولة شملت عددا من المراكز الانتخابية، لوحظ تجند مؤطري العملية الانتخابية من رؤساء مراكز ومكاتب وكذا المساعدين لاستقبال الناخبين، وتوفير لهم كل الظروف اللازمة لأداء واجبهم الانتخابي.
في هذا الإطار، تجند المؤطرون بمركز «ماسينيسا» ببلدية باب الوادي، منذ السابعة صباحا، لوضع آخر الروتوشات على المكاتب العشرة المخصصة لاستقبال أزيد من 3000 ناخب، بحسب ما أفاد رئيس المركز، منصور فلاق.
وأوضح المتحدث، أن العملية الانتخابية تسير في «ظروف جيدة» من الناحية التنظيمية، متوقعا تزايد الإقبال على المركز في الساعات القادمة، لاسيما من قبل الشباب.
نفس التنظيم الجيد طبع سير العملية الانتخابية ببلدية القصبة، على غرار ما هو الحال بمركز «دبيح شريف» الذي يتوفر على أربعة مكاتب تصويت.
ولم يختلف الوضع ببلدية الجزائر الوسطى، وتحديدا على مستوى مركز «مريم وردية عزيز» (الوردة سابقا)، الذي يضم قرابة 2200 ناخب موزعين على 8 مكاتب تصويت، حيث ينتظر أن يكون الإقبال في  ذروته في الفترة المسائية، يقول رئيس المركز، عبد المؤمن إمجدوبن.
وعلى مستوى مركز «باستور» الذي يتوفر على 18 مكتب تصويت لفائدة حوالي 4200 ناخب، أشار رئيسه، سعيد لونيس، إلى أن العملية الانتخابية «تجري في ظروف مريحة»، مع تواصل توافد الناخبين على صناديق الاقتراع.
بدورهم، أبرز عدد من الناخبين أهمية هذا الموعد الانتخابي «في ترسيخ الديمقراطية»، منوهين بالظروف التنظيمية المحكمة التي تميز سير العملية الانتخابية.

من أجل الجزائر

وبالجهة الغربية للعاصمة، وتحديدا من ابتدائية بن فضة عيسى ببلدية زرالدة، وهو المركز الانتخابي المخصص للرجال، عرف توافدا تدريجيا في بداية الاقتراع، غير أنه مع مرور الوقت بدأ الناخبون يتوافدون تباعا، على مكاتب التصويت من أجل اختيار الرئيس الجديد، وهي نفس الأجواء سجلت بالعاشور بمدرسة الإخوة عبد العزيز، التي عرفت إقبالا معتبرا منذ الصبيحة إلى غاية منتصف النهار.
وببلدية عين بنيان عرفت مراكز التصويت استعدادات وتحضيرات ظاهرة للعيان لإنجاح هذا الموعد الانتخابي، من خلال انتشار  وتواجد عناصر الأمن التي تجنّدت لتأمين مراكز التصويت ومكاتبها، معززة بعناصر الحماية المدنية والإدارة لتأطير الانتخابات.
فبمدرسة الصخرة الكبرى بعين البنيان سجلت الساعات الأولى حضورا محتشما لبعض المواطنين الذين يشتغلون في أماكن بعيدة عن مقر سكناهم، حيث قال أحد الناخبين إنه ينتظر للإدلاء بصوته ومن ثم الالتحاق بمكان عمله لأنه يشتغل عند القطاع الخاص، ومرورا بمتوسطة جنان مبروك أيضا ببلدية عين بنيان، التي لا تبعد كثيرا عن المركز السابق ذكره والمخصصة للنساء واللاتي فضلن الإدلاء بأصواتهن مبكرا، حتى يتسنى استغلال بقيه اليوم في قضاء أمور أخرى أو زيارة الأقارب، على حد قول إحداهن.
وبمدرسة الشهيد بوحجر بأعالي الأبيار وتحديدا بـ»كليرفال» أو الرستمية، التي تعرف نفس الأجواء التنظيمية والتأطيرية لإنجاح الموعد الانتخابي لاستقبال الناخبين المتوافدين على مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.
وشهد المركز الانتخابي «المصالحة الوطنية» ببلدية دالي إبراهيم، تنظيما وإجراءات محكمة سهلت على الناخبين الوافدين إيجاد مكاتبهم والتوجه إليها لأداء واجبهم الانتخابي، بحسب ما ذكرته رئيسة المركز، حمدي يمينة.
وأكدت يمينة، أن الساعات الأولى شهدت توافدا «معتبرا في انتظار أن يتزايد العدد مع الفترة المسائية».
وحول إحصائيات المركز، قالت إن عدد مكاتب المركز خمسة، ثلاثة للرجال وإثنان للنساء، فيما يبلغ عدد المسجلين على مستوى المركز 1765 ناخبا.
أما بمركز «خميستي محمد» ببلدية شراقة، أكدت رئيسة المركز، هادف رقية، أن إقبال الناخبين يسير في «جو هادئ منذ الساعات الأولى وبدأ في التزايد مع منتصف النهار».
وذكرت رقية أن عدد الناخبين المسجلين في المركز هو 3958 مقسمين على 14 مكتبا و6 مؤطرين في كل مكتب.

مواصلة ما قام به الشهداء والمجاهدون

وأعربت بويحياوي يمينة، البالغة 85 عاما، عن سعادتها لأدائها واجبها الوطني، مؤكدة أنها و»منذ حصولها على بطاقة الناخب أول مرة، لم تتوان يوما عن الإدلاء بصوتها».
وأشارت إلى أن أداء الواجب الانتخابي هو مواصلة لما قام به المجاهدون والمجاهدات، «في الدفاع عن أرضنا وإحلال السلام والأمن»، مضيفة: «نحن اليوم نؤدي واجبنا لمواصلة هذا المسعى وللرقي بالجزائر وصون كرامة شعبها وخاصة شبابها».
وعلى مستوى بلدية أولاد فايت، توجه الناخبون لمركزي الاقتراع «علي شكير» 1 و2 منذ ساعات الصباح الأولى، بحسب ما أفاد به رئيسا المركزين.
وأوضح رئيس المركز2 مهدي ميهوب، أن عدد الناخبين المسجلين على مستوى المركز بلغ 1345 مقسمين على 10 مكاتب، مشيرا إلى أن المركز استقبل إلى حد الساعة العاشرة صباحا قرابة 300 ناخب.
وحول الأجواء السائدة في المركز، أكد ميهوب أن «أعداد الوافدين لأداء الواجب الانتخابي في تزايد وسيزداد العدد في الفترة المسائية».
بدوره، أشاد رئيس المركز 1 السيد محمد بوشهدة، بمستوى التنظيم والترتيب الذي شهده المركز منذ الساعات الأولى.
وشهد مركز «القرية الفلاحية» ببلدية سطاوالي «إقبالا معتبرا» من الناخبين من مختلف الفئات منذ فتح المركز أبوابه، بحسب ما صرح به رئيس المركز بوراحلة بوعلام.
وحول أجواء الانتخابات على مستوى المركز، أكد الشاب حمدوش نصرالدين، البالغ من العمر 36 عاما، بعد أداء واجبه الانتخابي، أن التنظيم سهل العملية الانتخابية، داعيا جميع الشباب للانتخاب من أجل مستقبل الجزائر.
بدورها، أعربت مليكة أوراغي، البالغة 79 عاما، عن سعادتها بأدائها الواجب الوطني والتي لم يمنعها مرضها وتباطؤ خطواتها من التوجه لمركز الاقتراع.
كالعادة، انطلقت في حدود الثامنة صباحا عملية الاقتراع لاختيار رئيس الجمهورية، في أجواء عادية التحق خلالها المؤطرون بمراكز الاقتراع قبل موعد الانطلاق، حيث شهدت حضور ممثلي الأسلاك الأمنية من شرطة ودرك وكذا أفراد الحماية المدنية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19565

العدد 19565

الأحد 08 سبتمبر 2024
العدد 19564

العدد 19564

السبت 07 سبتمبر 2024
العدد 19563

العدد 19563

الخميس 05 سبتمبر 2024
العدد 19562

العدد 19562

الأربعاء 04 سبتمبر 2024