فضحت أكاذيبه وأبطلت أراجيفه وبهتانه وعرّته بالحقائق والندّية

جزائر الأسياد تفزع اليمين المتطرّف وتُوقظ «عقلاء» فرنسا

حمزة.م

 

 ماكرون هو «المرجع الوحيد» لتسويــــــة الخلافات.. الرسالـــــة وصلت
 إنطفــــــاء جمـــــــرة الحــــــــاقــــــــد الصغير  والشرير روتايو وإحالته على خانة التجاهل
 حاقدون فرنسيون: الجزائر لا تأخذ أيّا منّا في الحسبان باستثناء الرئيس ووزير الخارجية

 بعدما أبطلت مفعول الأكاذيب التي اقتات منها لتضخيم استطلاعات الرأي لصالحه، قررت الجزائر وضع وزير الداخلية الفرنسي برينو روتايو، في خانة «التجاهل»، فاضحة بذلك حجمه الحقيقي كظاهرة صوتية مشبعة بالأنانية السياسية لا أكثر.

كانت تصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، التي أدلى بها، في حوراه الأخير، بخصوص العلاقة مع فرنسا، مثل الماء البارد الذي أطفأ جمرة الحقد المتقدة لدى كثير من القوى السياسية في هذا البلد.
أوضح الرئيس تبون، بهدوء وثقة عالية، أن المرجع الوحيد في العلاقات مع باريس، هو «الرئيس الفرنسي أو من يفوضه، أما البقية فلا يهموننا»، قبل أن يشير إلى وزيري خارجية البلدين كمستوى سياسي مقبول ومؤهل للقيام بما ينبغي القيام به.
هذا التصريح، أعاد، برأي مراقبين، رسم محددات أيّة علاقة ممكنة بين دولتين مستقلين، واحدة تمثل قوة إفريقية والأخرى قوة أوروبية. وأكد أن الجزائر غير معنية بحالة الفوضى والانفلات التي تسبب فيها اليمين الفرنسي المتطرف ووزير الداخلية الحاقد، برينو روتايو.
وبمعنى أدق، أكد رئيس الجمهورية، أن الجزائر لن تسمح لنفسها بالنزول إلى مستقنع سياسي فرنسي، تتنافس بداخله أطراف حاقدة تفتقد للنزاهة على نتائج استطلاعات الرأي تحسبا للانتخابات المقبلة، وذلك من خلال «تجاهل» كل ما يصدر عن الصغير روتايو، وحلفائه من اليمين واليمين المتطرف.
ويمثل الموقف الجزائري، ردا تدريجيا على الأزمة المفتعلة من قبل فرنسا وحسب طبيعة الوضع القائم. فبعدما أبطلت بالدليل والحجة وبشكل مرحلي مناسب، كل الأكاذيب التي روجتها الأطراف المعادية، قررت وضع هؤلاء الانتهازيين السياسيين أمام حجمهم الحقيقي، وهو «اللاشيء» أمام مقتضيات العلاقة بين بلدين.
وقد فندت الجزائر الحرة والمنتصرة بالأرقام، كذبة الدعم من أجل التنمية، وبينت بالدليل أن دعمه تمنحه فرنسا لنفسها بنفسها، ودحضت مزاعم فواتير علاج الجزائر في المستشفيات الفرنسية، قبل أن تقرر عدم تحويلهم للعلاج هناك. ثم أكدت برد دبلوماسي سيادي، أن الوحيد الذي يتحمل مسؤولية انهيار العلاقات بين الدولتين هي القوى السياسية الفرنسية المعادية والتي أصبح لها أذرع داخل الحكومة.
ورفضت جزائر الشهداء، خطاب المهل والتهديدات والاستفزازات، وصدت كل مناورات وزير الداخلية الفرنسي بما فيها رفض استقبال المرحلين قسرا باتجاهها دون أدنى احترام للاتفاقيات الثنائية في هذا الجانب.
وقامت بلادنا بالشروع في اتخاذ التدابير اللازمة، أمام وضع مليئ بالاستفزاز والكراهية، بما يحمي مصالحها ومصالح مواطنيها، وفتحت النقاش حول العقارات الموضوعة تحت تصرف السفارة الفرنسية لديها، وأكدت أن ميزان المصالح مختل وبشكل فاضح لصالح الفرنسيين، بينما يواصل الحاقدون هناك إشهار ورقة اتفاقية 1968 والتأشيرات.
روتايو يعود إلى حجمه
كل ما فعلته الجزائر، حسب متابعين، كان عبر بيانات واضحة لوزارة الشؤون الخارجية، وإجراءات عملية حققت المطلوب، وأكدت أنها لن تخضع ولا يمكن إرغامها على شيء، خاصة إذا كان في الجهة المقابلة سياسي مغمور، يريد ركوب موجة «عداء الجزائر» من أجل بلوغ وجهة سياسية تنفيذا لأطماع شخصية.
وكل السياسيين ذوي الخبرة الحكومية في فرنسا، أجمعوا على خطة «القوة» أو «القبضة الحديدة»، لن تجدي نفعا أمام الجزائريين، باستثناء اليمين المتطرف وحليفه الجديد وزير الداخلية برينو روتايو.
هذا الأخير، أخذته الحماسة الزائدة ليجرب سياسة رعناء شعبوية، فانتهى به الأمر إلى درج «التجاهل»، بل إنه بات مطالبا بتقديم نتائج ملموسة عن سياسته التصعيدية الذي أخذ الوقت الكافي لتجريبها مع الجزائر.
وحتى القنوات الفرنسية، التي فتحت له بلاطوهاتها صباح مساء، أصبحت تستضيف أصوات العقل، التي تطرح السؤال «ماذا جنينا من قبضة روتايو؟»، بل إن بعضها بدأ يقدم ضيوفا متخصصين في إحصاء الخسائر الاقتصادية لفرنسا في السوق الجزائرية، خاصة في قطاع الحبوب.
والجميع في فرنسا، بات مدركا أن هذا الوزير المشبع بالحقد على كل ما هو جزائري، اتخذ ملف العلاقات الجزائرية- الفرنسية، كبساط سحري، سيوصله إلى رئاسة الحزب الجمهوري، ولمَ لا قصر الإليزيه في الرئاسيات المقبلة؟.
وحتى حلفاءه الطبيعيون من اليمين المتطرف، سخروا منه في اليومين الماضيين، وتساءلوا أين أصبح «التصعيد التدريجي ضد الجزائر؟».
والمؤكد أنهم لن يغفروا له استفراده بالهجوم على الجزائر، بعدما كانت اختصاصهم الوحيد الذي صعدوا به في سلم السياسة الفرنسية، حين اتخذ موقعه كوزير للداخلية من أجل الاستثمار في هذه النقطة قدر المستطاع.
وصرح واحد من أشد الحاقدين على الجزائر، وهو العنصري سيوتي، معلقا على تصريحات رئيس الجمهورية، بالقول: «اتضح أن الجزائر لا تأخذ أي منّا في الحسبان، باستثناء رئيس الجمهورية الفرنسية ووزير الخارجية»، مفيدا بأن الوزير روتايو «صعد إلى قمة الأبراج في هجماته ضد الجزائر ولكن النتيجة كما نراها لا شيء».
الاعتراف بالهزيمة أمام صلابة الموقف الجزائري المتجاهل للاستفزازيين الفرنسيين، والذي سيسمح، دون شك، بتحييدهم من المؤسسات الرسمية الفرنسية المخولة بالتعامل مع الجزائر، بات على لسان حتى أولئك الذين هندسوا مخطط التصعيد غير المسبوق. وعلى رأس هؤلاء السفير السابق، كزافي دريانكور، والذي كان يشير على الحكومة الفرنسية، باتخاذ القوة كلغة وحيدة مع الجزائر، اعترف على قناة «بي.أف.أم.تي.في»، أن الجزائريين كلهم يدعمون رئيسهم عبد المجيد تبون، قائلا: «كل الجزائريين، بما فيهم الجالية هنا بفرنسا، فخورون برئيسهم الذي يتحدى المستعمر القديم».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19734

العدد 19734

الثلاثاء 25 مارس 2025
العدد 19733

العدد 19733

الإثنين 24 مارس 2025
العدد 19732

العدد 19732

الأحد 23 مارس 2025
العدد 19731

العدد 19731

السبت 22 مارس 2025