من بين الوسائل القوية التي تعتمد عليها القضية الصحراوية، تمسّك شعب الساقية الحمراء ووادي الذهب بتقاليده العريقة وثقافته الضاربة جذورها في عمق الزمن والصحراء، وتمسّك المرأة بارتداء الملحفة داخل وخارج بيتها وفي كل المحافل جاعلة منها رمزا للهوية وامتدادا للخيمة الصحراوية.
في هذا الصدد، تقول غالية محمد يحيى، مديرة جهوية للثقافة بولاية اوسرد في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، إن «الملحقة الصحراوية رمز الثقافة الصحراوية تأقلمت وسايرت العصرنة وتطورت من الملحقة السوداء الأصلية، فكان لازم علينا أن ندخل عليها الألوان حتى يحافظ عليها الكثير اليوم، إلى جانب التمسّك بالحناء التي أصبحت تعتمد على رسومات وأوشام تتماشى هي الأخرى مع العصر».
الدراعة كانت قديما ومازالت تلبس لكن لم تنجح كما نجحت الملحفة، فالدراعة يلبسها الرجل الصحراوي في المناسبات وخلال صلاة الجمعة وفي الأعياد، لكن الملحقة تلبس في كل وقت وهي خير سفير لثقافة شعبنا.
كما لثقافاتنا وتمسكنا بتقاليدنا تقول غالية محمد يحيى دور محوري في نضالنا المستمر، فمن خلال تنظيم المهرجانات الثقافية على غرار مهرجان «سينما الداخلة» ومهرجان «آرت تيفاريتي، ومن خلال كتابنا وشعرائنا وفنانينا نحرص على إبلاغ رسالتنا للعالم إيمانا منا أن الثقافة قادرة على تخطي الحدود الجغرافية ومراوغة التعتيم الإعلامي الذي يفرضه علينا المغرب وقادرة أن توصل صوت الشعب الصحراوي إلى العالم.
و»نحن اليوم نشجّع كل مواهبنا الكثيرة ونسعى لتدوين ثقافتنا وأغانينا وأشعارنا حفاظا على هويتنا ومرجعيتنا الصحراوية الأصيلة»، تقول غالية محمد يحيى بفخر واعتزاز.