أوضح الباحثون بالملتقى الدولي الـ 12 حول تاريخ الثورة الجزائرية بجامعة 20 أوت 55 بسكيكدة، واختير له موضوع الحركة العمالية والمسألة الوطنية في الجزائر خلال المرحلة الاستعمارية، أن تاريخ العمل النقابي وتطور الحركات النقابية والعمالية الجزائرية قبل الاستقلال، قد كتب وفق منهاج وتصورات تصب في سياقات التحولات التي مرت بها الحركة العمالية الفرنسية.
دعا الملتقى للتفكير في أسباب فشل المساعي لجزأرة العمل النقابي في الجزائر، حتى في فترة حكومة الجبهة الشعبية التي شهدت مرحلة انتعاش الحراك العمالي مؤقتا، وهو المسعى الذي لم يكن له أن يتحقق على الرغم من تبوّء بعض الجزائريين لمواقع قيادية في الاتحادية العامة وفي فروعها الجهوية، وتشجيع حركة الانتصار لمناضليها من أجل الهيمنة على النقابة وربطها بالمسألة الوطنية.
أوضح الدكتور حيمر صالح من جامعة تبسة من خلال مداخلته «النشاط الثوري للاتحاد ع ع ج في الخارج من سنة 56 إلى 62»، «بأنّه ومن خلال وثائق الأرشيف الفرنسي فإنّ الاتحاد العام للعمال الجزائريين خلال تلك الحقبة الاستعمارية لم يكن مجرّد نقابة عمالية مطلبية عادية، بل كانت أداة فعّالة من أدوات النضال التي وظفتها جبهة التحرير الوطني في معركتها التحررية وذلك من خلال كسب التأييد والمساندة للقضية الجزائرية العادلة في الأوساط العمالية، وكذا التنديد بالسياسة الاستعمارية.
أما الدكتور حبيب حسن اللولب رئيس مركز البحوث والدراسات من أجل اتحاد المغرب الكبير بتونس، فقد بين العلاقة الوثيقة التي كانت بين الاتحاد العام التونسي للشغل، والثورة الجزائرية وذلك من خلال الدعم الذي قدّمه للثورة الجزائرية سواء تعلّق الأمر بالإضرابات وبيانات التنديد بالجرائم الاستعمارية، وباقتطاع الأجور، ناهيك عن الدعم الإعلامي من خلال جريدة صوت الشعب، والأكثر من ذلك تشجيعه من أجل وحدة المنظمة الشغيلة الجزائرية والانسلاخ عن المنظمة العمّالية الشيوعية، ومنه الانضمام إلى الجامعة العامة للنقابات الحرة التي كان مقرّها بروكسل ببلجيكا.
وأضاف بأنّ الاتحاد العام التونسي للشغل الذي كان دائما مع إخوانه العمال الجزائريين، قد احتضن الاتحاد ع ع ج من خلال منحه مقر له بتونس، وتوفير جوازات سفر لمناضليه، والدفاع عنهم بالخارج، كما تطرق المحاضر إلى علاقة الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد العام للعمال الجزائريين، بعد الاستقلال، حيث كانت العلاقة وطيدة ومتجذرة، وتجلت في العديد من المواقف الهامة والاستراتيجية.