تكريس لا مركزية القرار لأجل تقريب الإدارة من المواطن والتزام التشاركية
شدّد رئيس الجمهورية، أول أمس، في أوّل اجتماع للوزراء بعد تعيين الحكومة الجديدة على أهمية ايجاد الحلول باستمرار للانشغالات المطروحة وبالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية، وهذا تفاديا لتراكمها وضمانا لنجاعة التدخلات التي يجب أن تتم في آوانها، ما يترجم تفاعل الجهاز التنفيذي في الميدان كل حسب قطاعه سواء في إدارة المشاريع، أو التكفل بانشغالات المواطن على كل الأصعدة خاصة ما تعلق بحياته اليومية وتحسين محيطه المعيشي.
تركيز رئيس الجمهورية على إيجاد الحلول يترجم إرادته في حلحلة المشاكل المطروحة محليا بعد أن كرّس لا مركزية القرار لأجل تقريب الإدارة من المواطن، والتزام التشاركية في اتخاذه من خلال ضمان اشراك كل المتدخلين والأخذ بآراء الفاعلين بعيدا عن الصورة النمطية للجهاز التنفيذي في إدارة الأمور أو المشاريع، ما من شأنه تحقيق الجدوى المطلوبة من أي تدخل.
وربط رئيس الجمهورية سرعة التدخل بالاحترافية المطلوبة، ما يعني الابتعاد عن الارتجالية سواء في اتخاذ القرار أو التدخل، وذلك بإسناد الأمور لأهلها لأصحاب الاختصاص وعدم الاكتفاء بأحادية القرار أو الرأي، لأنّ الميدان يتطلّب المعرفة الضرورية في الأساليب التنبئية والذكية وحتى الهجينة لإدارة المشاريع، واعتماد أساليب القيادة الصحيحة تحقيقا للفعالية والكفاءة.
وتبرز نجاعة أي تدخل في التكفل بالانشغالات المرفوعة وإدارة المشاريع بالتزام التنسيق والمتابعة كونهما يعدّان ركيزة تحقيق أي هدف من أهداف برنامج رئيس الجمهورية، للحفاظ على المشاريع المسطرة وعلى مسارها الصحيح، وذلك بتنمية بضمان تفاعل الجهاز التنفيذي مع التحديات والتغييرات المحتملة، فيكون التدخل في الوقت المناسب سواء لتذليل العقبات التي قد تعترض تقدم المشاريع، أو بتعديل الخطط أو اتخاذ إجراءات تصحيحية، خاصة وأنّه كان يركّز في كل مرة على أن المشاريع المبرمجة يجب أن ينظر لها كمكاسب محلية قبل أن تكون وطنية.
ويسمح التكفل بالانشغالات المرفوعة بتوسيع دائرة أو هامش المناورة والتحكم وإدارة المخاطر المحتملة والتعامل معها بشكل أفضل واستباقي، وتحليل دقيق للتحديات المحتملة من خلال تحديدها وتقييمها بشكل دوري عبر النزول للميدان وعدم الاكتفاء بالتقارير المرفوعة من أجل اتخاذ الإجراءات الضرورية لتقليل الآثار السلبية المحتملة، ما من شأنه المساهمة في التحكم الفعال في العوامل الخارجية التي قد تؤثر على مسار أي مشروع أو خطة وضعتها الدولة لصالح المواطن أو الاقتصاد.
فالنزول للميدان هو تأكيد من الرئيس بضرورة الإبقاء دائما على قنوات التواصل والاتصال وحتى الحوار لتفادي أي التباس أو تحوير لجوهر المشاريع المسطرة من أجل ضمان التفاعل المستمر والفهم الدقيق للمتطلبات، والتدخل إن لزم الأمر للتوجيه الفعّال لها، وهذا ما يحرص عليه أيضا الرئيس في كل خرجاته تكريسا للشفافية ما يعزّز درجة الرضى وتحقيق أهداف أي استراتيجية أو مشروع بشكل أفضل.
فالسرعة في التدخل وباحترافية صار أمرا مطلوبا أكثر من أي وقت مضى بالنظر للمتغيرات التي يمكن أن تؤثر في إدارة الانشغالات أو حتى المشاريع، وتعزّز القدرة على تكييف الخطط والاستراتيجيات بناء على هذه الظروف المتغيرة أو الأحداث غير المتوقعة، وهو ما يمنح للحكومة أطر وأدوت إدارة المشاريع من خلال آليات للتقييم ودمج للتغييرات، بشكل يضمن بقاء المشاريع سيما ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي متوافقة مع الأهداف التنظيمية المرسومة.