استفادت أكثر من 1200 عائلة كانت تفترش سكنات هشة تعود للحقبة الاستعمارية، بحي سيدي سالم المعروف باسم “الكات ميل” من سكنات اجتماعية لائقة، وذلك في إطار احتفالات الجزائر بالفاتح نوفمبر، حيث اعتبرت المناسبة فرصة لتكون الفرحة فرحتين بعيد الثورة المجيدة، ومواصلة تجسيد البرنامج الخماسي للقضاء على البيوت الفوضوية والبيوت القصديرية، تطبيقا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.
شرعت مصالح بلدية البوني بعنابة، بالتنسيق مع ديوان الترقية والتسيير العقاري، في ترحيل عائلات تقطن سكنات المحتشدات الاستعمارية “لاصاص” إلى سكنات اجتماعية لائقة بكل من سيدي سالم والقطب العمراني الكاليتوسة ببلدية برحال، حيث غادرت هذه الأسر سكناتها وسط فرحة عارمة وعلى وقع الزغاريد، وذلك بعد معاناة دامت سنوات داخل هذه البيوت القصديرية التي تعود إلى زمن الاستعمار الفرنسي.
وأجرى والي عنابة توفيق مزهود زيارة لهذا الحي العتيق، حيث وقف على عملية هدم 1142 بناية هشة، والتي تتواصل إلى غاية القضاء عليها، وإعادة إسكان قاطنيها بالكاليتوسة بلدية برحال، حيث أكد توفيق مزهود على أن الأرضية التي تم استرجاعها سيتم استعمالها كمرفق عمومي، لتدرج في إطار الاستثمار وإعطاء صورة جديدة من المحتشد إلى قطب سياحي وعمراني متميز.
عملية الترحيل سخرت لها مختلف الإمكانيات المادية والبشرية، من خلال تجنيد أكثر من 500 عنصر أمن ورجال الحماية المدنية، إلى جانب 250 عون من مصالح أعوان البلدية، وتخصيص أكثر من 30 شاحنة لنقل الأثاث ومساعدة العائلات على الالتحاق بمساكنهم الجديدة، والوقوف ضد أي انزلاق أمني قد يحدث، لا سيما وأن عنابة تعرف احتجاجات في كل مرة يتم فيها الإفراج عن قائمة السكنات الاجتماعية.
وبالمقابل تتزامن عملية الترحيل مباشرة بتهديم الأحياء القصديرية، للقضاء على ظاهرة بيع السكنات الهشة والآيلة للانهيار، حيث شهدت عملية ترحيل 1200 عائلة من سكان “لاصاص” على تهديم بناياتهم قبل تسلم مفاتيحهم، حتى لا تُقدم على بيع سكناتها إلى أشخاص آخرين بهدف استغلالها والتلاعب بها، على السلطات الولائية والمطالبة بترحيلها ضمن برنامج القضاء على السكن الهش، حيث تتخذ السلطات الولائية إجراءات صارمة في حق المتلاعبين، وتقديمهم إلى العدالة إن تطلب الأمر ذلك، وتجريدهم من سكناتهم الجديدة.
وتعتبر عنابة من بين المدن التي تعمل على القضاء على البنايات الفوضوية والبيوت القصديرية، التي باتت تحتل مساحات واسعة، وتنتشر عبر مختلف البلديات بطرق غير شرعية، على غرار بلدية البوني التي ينتشر بها أكبر مجمع فوضوي المعروف بـ«الكات ميل” والذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، حيث يعتبر تهديم المحتشد من أكبر العمليات التي تشهدها الولاية منذ الإعلان عن محاربة البيوت الفوضوية والقصديرية، والوقوف في وجه كل من يحاول تشويه المنظر الجمالي للولاية، وجعلها مدينة فوضوية..
وللإشارة منذ انطلاق السنة الجارية تم هدم أيضا العديد من البنايات الهشة، على غرار هدم 16 بناية فوضوية ببلدتي عنابة وواد العنب، و07 بنايات بحي رفاس زهوان، إضافة إلى 09 أخرى بحي خرازة، فضلا عن سكنات هشة بكل من بلديات الحجار والتريعات وسيدي عمار، ما مكن من استرجاع مساحات هامة واستغلالها في مشاريع استثمارية..