هل يضمن التجار المدوامة خلال يومي العيد؟ هذا ما يتبادر دائما إلى ذهن المواطن عند حلول المناسبات الدينية، موعزا ذلك إلى التّجارب السّابقة التي لم يلتزم فيها هؤلاء بمثل هذا القرار عندما أغلقوا محلاّتهم غير عابثين بأحد، خاصة الإدارة التي أدرجتهم في القوائم وسلّمتهم إيّاهم التسخيرات المتعلّقة بهذا الموعد.
والأرقام المقدّمة في هذا الشّأن تعد حقّا جديرة بالاعتبار سواء تعلّق الأمر بالتجار المعنيّين، والذين تظهر أسماءهم في قيد السّجل المعمول به قانونيا أو بالنّسبة لأعوان المراقبة المكلّفين بمتابعة هذا النّشاط في الميدان لمعرفة مدى الاستجابة إليه أو العزوف عنه، وهذا عبر كامل ولايات الوطن.
ويشترك في هذا العمل كل من الوصاية وزارة التجارة وشركائها من اتحادات ومنظمات وجمعيات عاملة في هذا الإطار، وإلى غاية يومنا هذا فإنّ هناك تنسيقا محكما ومتكاملا بين هذه الأطراف الفاعلة قصد أداء هذا الواجب كما اتّفق عليه، وفق نظرة قائمة على تحسيس الآخر، بدلا من الذهاب إلى الرّدع لأنّ العقوبات واضحة في هذا الشّأن لنقول بأنّها قاسية على كل من يتخلّف عن اليومين المذكورين سالفا، وخاصة المادة ٤١ مكرر من القانون المتعلّق بشروط ممارسة الأنشطة التجارية.
وتسعى الجهات المسؤولة إلى الرّهان على هذا الخيار البعيد كل البعد عن الزجر لأنّ الأمر يتعلق بامتداداتها في الميدان، ولا تريد الإساءة إليهم كون أي تهاون أو بالأحرى غياب سيكلّف صاحبه غرامات مالية ثقيلة أو الغلق، ويدرك التجار هذا الأمر جيّدا وما عليهم إلاّ الامتثال لما طلب منهم.
لذلك فإنّ التّقييم الذي تكشف عنه الجهات المكلّفة كل سنة بمتابعة الملف يشوبه الكثير من النقائص، عندما يعلن عن نسبة من ضمنوا المداومة ومن تخلّف عنها لماذا لأن هناك نقاط لم يفتح فيها المحل طيلة أسبوع كامل، ووصل ببعضهم إلى أكثر من ١٥ يوما، أين نصنّف هؤلاء يا ترى؟ لذلك فإنّ من الصّعوبة بمكان أن يلتزم هؤلاء التجار بالمداومة بالرّغم من تحمّس البعض واعتقادهم بأنّ الأمر محسوم فيه يجب أن يتحلّى هؤلاء بالواقعية، وأخذ الأوضاع كما هي دون السّقوط في هذا المطب لأنّنا وقفنا فيما سبق على حالات لم يتم التحكم فيها، كون الأمر يتعلّق بثقافة معيّنة لا ولن تترسّخ لدى الجميع، فالذي يغلق محلّه على السّاعة الخامسة أو السّادسة مساءً في الأيام العادية ما عدا فضاءات الأكل، ماذا ننتظر منه خلال الأيام الاستثنائية؟ فهو يرى بأنّه بشر كباقي البشر من حقّه البقاء مع عائلته في ذلك اليوم أو الذهاب لزيارة أقربائه بدلا من زيارة محله.