لا يختلف اثنان، بأن وضع مدينة سكيكدة، لم يتغير حتى لا نقول انه اكثر كارثية مما سبق، من حيث التهيئة وغياب النظافة على مستوى كل الاحياء الجديدة منها والقديمة، وبالرغم من حملة النظافة التي تقوم بها بلدية سكيكدة ليلا، لإزالة ما يمكن ازالته من القاذورات وتنظيف الشوارع.
إلا ان الحال بقي على حاله في كثير من الأحيان، وهذا رغم وجود ثلاث مؤسسات تم استحداثها لتسيير النفايات، وهي المؤسسة الولائية لتسيير مراكز الردم التقني «كلينسكي» والمؤسسة البلدية للنظافة والتسيير لمدينة سكيكدة «إيكوناق»، والديوان الوطني للتطهير، ناهيك عن فرقة شرطة العمران وحماية البيئة، بغض النظر عن الأغلفة المالية المرصودة لهذا القطاع.
هذا رغم إمكانيات هذه الأخيرة التي تعد من أغنى البلديات، يتأسف الزائر قبل مواطني المدينة للمشاهد المؤلمة، بدايتها بوضعية الشارع الرئيسي ديدوش مراد، «الأقواس»، حيث تعرف أرصفته وضعا جد متدهور بفعل الأوساخ الكثيرة المتراكمة عليها وعلى أطرافها، بما فيها أعمدة الأروقة وستائرها، ولم يسلم من تلك المشاهد حتى واجهة بعض المحلات التجارية وألواحها الإشهارية التي غطّاها الغبار والأوساخ، بالرغم من بعض محاولات أصحاب بعض المتاجر العمل من أجل إعادة إعطاء الوجه الحقيقي لدكاكينهم، إلا أنّ تلك المحاولات تبقى غير كافية، نفس المظهر تشهده ساحة أول نوفمبر المحاذية للنزل البلدي، التي تعد وجه سكيكدة، لاسيما أنها الممر الرئيسي للسياح والزوار على أساس أنّها لا تبعد إلا بأمتار عن المحطة البحرية لنقل المسافرين وأيضا عن محطة القطار، لترتسم الأوساخ على بلاطها الرخامي ذي الجودة العالية، وما زاد في بؤس الساحة غياب الحس المدني عند العديد من الناس الذين يساهمون بقصد أو دون قصد في اتساخها، بالرغم من المحاولات التي تقوم بها مصالح النظافة من حين لآخر لتنظيف الساحة، إلا أن وضعها يبقى على حاله بسبب سلوكيات المواطنين السلبية.
كما أن أغلب الطرقات الداخلية بالمدينة القديمة تم تخريبها بفعل أشغال شركة مكلفة بتجديد قنوات المياه، قامت بحفر الطريق بطريقة عشوائية وفوضوية، كما صرّح بعض المواطنين، ان الاشغال مخالفة تماما للمعايير المعمول بها، وقد طلب سكان حي ديدوش مراد من والي الولاية التدخل لاحتواء الوضع قبل ان تكون الكارثة، خصوصا وان هذه الشركة حّولت كل الطرقات الداخلية الى خراب بعد ان تم تجديدها، وإعادة تهيئتها، مكلفة غلافا ماليا ضخما من أموال خزينة البلدية.
أما على مستوى الأحياء السكنية، فما يزال القاطنون بها يعانون من الغبار والأوساخ والروائح الكريهة، وانتشار الأعشاب الضارة والحفر، وتدفق المياه الملوثة وما ينجرّ عن ذلك من انتشار البعوض والحشرات الضارة، بل حتى الحيوانات الضالة، في مشهد كارثي، أمام فوضوية رمي النفايات المنزلية التي يتحملها المواطن بسلوكياته السلبية التي ساهم هو الآخر في تلويث المحيط، ومن المفارقات الغريبة التي وقفنا عندها في العديد من أحياء وشوارع سكيكدة، بأنّه رغم وجود كم هائل من السلال المخصّصة لرمي النفايات، إلا أن المواطن السكيكدي يفضل رمي بقايا النفايات في الشارع، مما زاد من تدني الوضع لتبقى ثقافة المحافظة على البيئة جد منعدمة أصلا في سلوكيات المواطن الذي غابت عنده روح التمدن.