مكنت التساقطات المطرية التي عمت تراب ولاية عين الدفلى من تسجيل ارتياح كبير في أوساط الفلاحين والمصالح المعنية بالقطاع وإدارات الري والموارد المائية، التي سجلت إرتفاعا ملحوظا في منسوب المياه بالسدود والحواجز المائية الموجودة عبر إقليم الولاية، مما يبشر بموسم ناجح على كل المستويات، يشير محدثونا، بعين المكان.
الكميات الهائلة من الأمطار التي عرفتها ولاية عين الدفلى خلال الموسم الفلاحي الجاري ستساهم في توفير مياه الشرب والسقي وتبعث الإنتعاش في القطاعين، بحسب مدير الري والموارد المائية، كما من شأنها أن يوفر الكميات اللازمة التي تحتاجها المنطقة من الماء، ناهيك عن التخزين بالسدود الذي حقق أرقاما مطمئنة
هذه الوضعية المريحة التي تنعش القطاع الفلاحي تحدث عنها الفلاحون وعن مزايا التساقطات في مثل هذه الفترات التي تحتاجها الحقول الزراعية، سواء في ميدان الحبوب أو حقول البطاطا التي قفزت مساحاتها هذا الموسم من 9 إلى غاية 11 ألف هكتار. أما فيما يتعلق بالمساحات المزروعة بمختلف الحبوب كالقمح والشعير والقمح اللين، بما فيها البقوليات الجافة، فقد وصلت ما بين 75 و80 ألف هكتار، بحسب رئيس الغرفة الفلاحية الحاج جعلالي، الذي أبان عن مؤشرات جد إيجابية هذا الموسم، قد نتفاجأ بأرقام قياسية هذه السنة في مختلف الأصناف المزروعة والمغروسة، يؤكد ذات المصدر العليم بحقائق القطاع بالولاية.
أما بخصوص مواقف بعض المنتجين المعروفين بالولاية، أكد لنا كبيرهم الحاج عبد القادر شاشو، المختص في الميدان الفلاحي أن الأمطار التي كانت ولازالت خيرا وبركة على قطاعنا الفلاحي، تعد نافعة للحبوب بكل أنواعها ومادة البطاطس، حيث توفر الإقتصاد في الماء الذي لم نلجأ لحد الساعة إلى السقي من مياه السدود أو الأبار والمجمعات المائية ووادي الشلف. وهذا في ذاته مكسب للولاية وميزة حبا بها الله المنطقة، مما يسمح بتخزين هذه الكميات في الأحواض والسدود والحواجز المائية.
من جهة أخرى يقول الحاج عبد القادر شاشو، إن الفلاحين بهذه التساقطات ترفع عنها مصاريف السقي المكلفة في غياب الأمطار، مما يخلص المنتجين من الأعباء المالية.
فالأمطار توفر للمغروسات الإرتواء من جانب بما فيها الهوامش غير المزروعة، خاصة في هذه الفترة بالذات، الأمر الذي يساعد على تحقيق مردود طيب يفوق السقي اليدوي أو عن طريق الرش أو السقي بالتقطير.
لكن تبقى عملية تهيئة التربة حول النبتة (أو مايسمى بالنقاش) قد تتأخر بفعل ثقل التربة، لكن في كل الأحوال مردود الهكتار الواحد من البطاطا قد يفوق 260 إلى 300 قنطار، يقول الحاج عبد القادر شاشو.
من ناحية أخرى، فإن مردود الأشجار المثمرة، بحسبه، سيكون جيدا في حال لم تهب الرياح القوية على الولاية، خاصة بمحيط سهل الشلف الذي يعرف كثافة في زراعة فاكهة الإجاص والتفاح والمشمش وغيرها من الفواكة المعروفة بذات المحيط، بما فيه أشجار الزيتون والتين والعنب واللوز بالمناطق الجبلية، يقول ذات الفلاح، الذي استبشر بمردود فلاحي ناجح بناء على معرفته بالمواسم الفلاحية، معتبرا أن الموسم الحالي إذا استمر على هذه الحالة سيكون من أحسن المواسم الفلاحية حسب تجربته الطويلة في الميدان الفلاحي.
أما بخصوص وضعية الحبوب بكل أنواعها، فقد أوضح الحاج رشيد من منطقة الفغايلية ببلدية عين الدفلى، أن حقول القمح بوضعية نموها الحالي والذي ترتفع نباتاته على مستوى سطح الأرض بأكثر من 40 سنتيما، سيمكن من تخزين والمحافظة على الثرى على جذور النباتات لمدة طويلة، مما يساعد على توفير الكميات المطلوبة للسنابل وعلى نوعية البذرة التي تكون في مثل هذه الفترة بحاجة إلى سطح لين ويسمح لها بالنمو الطبيعي يقول ذات الفلاح، وهو مؤشر قد يرفع نسبة مردود الهكتار الواحد لأرقام قياسية، خاصة وأن المساحة المزروعة معتبرة بالنظر إلى ما لاحظه بالبلديات المعروفة بإنتاج القمح بالولاية.