يواجه سكان عدة أحياء ببلديات خميس مليانة وعريب ومليانة وعين الدفلى متاعب في تهيئة وإزالة التوحل، وربط شبكة الصرف الصحي والغاز وتمديد قنوات الماء الشروب بسبب مظاهر فوضى المباني، وعدم احترام المخطط العمراني أثناء عملية الإنجاز، وهو ما يجعل مسؤولية الوضعية الكارثية مشتركة بين السكان والمصالح المعنية.
وبحسب الوضعية التي عايناها بذات المناطق رفقة ممثلي السكان، فإن مظاهر الإختلال العمراني أصبح نقطة سوداء في يوميات هؤلاء، الذين شيّدوا بناءات لا تستجيب للمخطط العمراني بل تتعارض مع كل توسيع أو إنجاز مرفق من المرافق الخدماتية والتنموية بذات الأحياء التي بعضها مازال يفتقد لأدنى شروط الحياة الكريمة، حسب تصريحات السكان الناقمة عن الوضع الذي يتخبط فيه هؤلاء، الذين اعترفوا بأنهم جزء من حالة الفوضى التي خلفتها مواقعهم السكنية التي أغلق بعضها كل المنافذ لدخول هذه الأحياء بطريقة سهلة، وهو ما جعل هذه المناطق تعد نقاط سوداء في يوميات محدثينا من السك.
هذا الإختلال العمراني لمسناه في حيي الدردارة وسوفاي الشمالية بمدينة خميس مليانة، حيث تسببت الظاهرة في حرمان السكان من المرافق الحيوية كفتح الطرقات وإقامة قنوات لصرف مياه الأمطار مع كل تساقط مخلفة بركا مائية، وتتحول حسب معاينتنا إلى روائح كريهة، ناهيك عن الأوحال وتعرقل المرور بالطرقات الضيقة التي تفتقد للمعايير التقنية مع انتشار الفضلات والأوساخ كون أن شاحنة جمع القذورات لا تستطيع دخول هذه الأزقة الضيقة، «محمد»، «علي» و»خالد» من سكان الناحية الذين حملوا المسؤولية لأبناء الحي بالدرجة الأولى والمصالح التقنية والعمرانية لبلدية خميس مليانة.
ومن ناحية أخرى، لازالت منطقة الزاوية ببلدية عريب محرومة من عدة مشاريع كتهيئة الطرقات الداخلية الضيقة، والتي حالت دون تلبيسها حسب وقوفنا بعين المكان، حيث تنتشر الأوحال وبعض المباني الطوبية المشوهة للعمران، وهو ما يتطلب اتخاذ اجراءات استعجالية لحل هذه المعضلة، يقول أحد السكان الذي رافقنا لكشف هذه المهازل التي صارت لا تطاق.
ونفس المناظر المشينة وقفنا عليها بقرقاح وحي الفونال بأعالي مدينة مليانة التي جعلت من المنطقة ذات المناظر السياحية ملوثة ومهددة للواقع البيئي، وهذا في غياب المنتخبين المحليين والمصالح التقنية الغائبة عن المراقبة خاصة بالجيوب العقارية الضيقة التي صارت مرتعا للبناءات المشوّهة والغلق العشوائي والفوضي لبعض المداخل والمخارج لذات الحي الذي فقد كثيرا من معالمه، يقول أبناء المنطقة الأصليين.
وأمام هذه الظروف والمظاهر، يناشد السكان ورؤساء الأحياء بعدة تجمعات سكانية بتشديد المراقبة وتنظيم المحيط العمراني المتدهور، والتي حال دون استفادة هذه المناطق من مشاريع تنموية طالما طالب بها السكان لتحسين ظروفهم المعيشية، يقول هؤلاء المغبونون ضحايا الإهمال والتسيب والتخلي عن المسؤولية في وقت سابق.