تعج السّاحة بعشرات الجمعيات في مختلف الميادين الثقافية، الرياضية، الاجتماعية وغيرها إلا أنه في الميدان تجد القليل التي لها وجود فعلي من حيث العمل المجسّد، من خلال برامجها وأهدافها التي وجدت من أجلها، والأمر اللافت في الآونة الأخيرة التي اهتدت اليه العديد من الجمعيات هو أخذ الصور ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي، لإبراز نشاطها وفي الغالب ما هو إلا أخذ الصور للذكرى، وبواقع الميدان شيء آخر.
كان لـ «الشعب» حديث مع «حشيشي - ر» رئيس جمعية الاعلام الآلي الرائدة بمدينة سكيكدة، التي أنجبت العديد من الكوادر عبر مسيرتها الجمعوية، تأسّست خلال سنوات التسعينيات وقدّمت الكثير في ميدانها، حيث أوضح رئيسها بخصوص دعمها ماليا من قبل المصالح المختصة، هذا الأخير أكّد أنّ «الجمعيات الهادفة التي تحترم أهدافها وتسعى لتحقيق برامجها تجدها مدرجة من قبل هذه المصالح خصوصا البلديات في خانة الجمعيات غير المرغوب فيها»، مؤكّدا في ذات الوقت أنّ «العديد من الجمعيات التي توجد على الورق فقط، مع هذا تعرف الأموال طريقها لخزينتها بكل سهولة، ودون مراقبة أو محاسبة»، مضيفا «أنّ هذه الجمعيات لا تقوم بشيء للصالح العام، وأنّها لا تحترم الأهداف التي وجدت من اجلها».
أما «الطيب - م» أحد المتمرسين في العمل الجمعوي الرياضي، يقول إنّ «هذا الميدان مند سنوات وهو يعيش الفوضى، وأغلب الجمعيات الرياضية لم تتمكّن من الاستمرار، من أجل تحقيق أهدافها وبرامجها بأرض الميدان، لغياب الدعم المالي من الوصاية، وكل الأموال المرصدة للقطاع الجمعوي تذهب لفرق لم تقدّم المطلوب منها، بغض النظر عن فريق شبيبة سكيكدة، الذي يعد فريق كل أبناء الولاية»، ونفس الامر ذهب اليه رئي جمعية مهرجان المسرح، بن خلاف - عبد المالك، الذي رفع نداءه للسّلطات المحلية من أجل الالتفاتة الجادة للجمعية التي صنعت الفرجة وأنعشت الساحة المسرحية، بتنظيم الأيام الوطنية للمسرح لمدينة سكيكدة لسنوات، لتجد نفسها غير قادرة على الاستمرار، بسبب الدعم المادي الذي انقطع مند 04 سنوات متتالية، من قبل المجلس البلدي لسابق، الذي حرمها من الدعم رغم أنها رائدة في مجالها ومن بين الجمعيات التي تعد على أصابه اليد، التي لها وجود فعلي في الميدان، ويأمل بن خلاف من المجلس البلدي المنتخب حديثا، أن يراجع طريقة منح الدعم، حتى تستفيد منه الجمعيات التي تقدم الإضافة لمدينة سكيكدة، في المجال التي تنشط فيه.
ومن جهة أخرى، أكّد «يوسف - ع» نائب رئيس بلدية سكيكدة المكلف بالثقافة والرياضة، أنه «يعمل من اجل تنشيط وإنعاش الحركة الجمعوية، خصوصا التي تعمل من اجل الصالح العام، ولن نبخل عليها بمختلف أنواع الدعم، المادي، والمعنوي، قدر الإمكان ووفق منهجية عادلة».
هذا، ويعاب على بلدية سكيكدة قيامها بتخصيص مبالغ هامة لفرق كرة القدم، وعلى راسها شبيبة سكيكدة، وإغفال مختلف الرياضات الأخرى، التي شرفت المدينة، في العديد من المناسبات، ككرة اليد، وكرة السلة، وغيرها من الرياضات الجماعية، التي لم تجد نفسها معنية بالدعم منذ سنوات خلت.