ويرى الدكتور عادل بلقاسم مختص في علم الإجتماع بذات الجامعة، أنه ولتطبيق هذه المبدأ التشاركي، يجب على المواطن المشاركة في اتخاذ القرارات، كما يجب علينا أن ننبه إلى شيء مهم وهو التقارب من المواطن سواء عبر «الفايسبوك» أو بطريقة مباشرة، لكون أن ذلك جعل هذا التفاعل أكثر في تطبيق القوانين التي تخصّ الحياة الإجتماعية، علاوة على أن ما يجب أن ننبّه إليه أيضا هو إعادة هيكلة الأحياء، إذ أن الشيء الذي أصبح يميزّ المواطن وصار كثقافة هو اهتمامه بالبيئة والنظافة نتيجة وجود مجتمع المعلومات وانتشار المعلوماتية، حيث إن هذا الإنتشار ساهم بقوة في تحسيس المواطن وصار بدوره يتابع يوميا الأحداث بشغف عبر «الفايسبوك» وأهم الصفحات التي انتشرت بقوة والتي باتت تتهم بالحياة الاجتماعية وخاصة السياسية منها ووعي مؤطريه ما يبرز من خلال ما تقدمه كمادة معلوماتية تتماشى مع الواقع اليومي للمواطن على المستوى المحلي والتي بدورها أصبحت كأداة فاعلة تمتاز بالاستمرارية وخاصة لما انفتحت الإدارة على المواطن من خلال هذا «الفايسبوك» الذي مكّن من التقرب من الإدارة الذي لا يكلفك إلا ثوان للاتصال بالمسؤول الأول، كونها أعطت مصداقية الخبر حتى أصبحت مصدرا مهما لمختلف القضايا بما في ذلك الصحافة المحلية، حاثا في هذا الشأن مختلف الهيئات لأن تتخذ مثل هذه المبادرة للبحث في تقويم ما يجري من تفاعل بإجراء دراسات تقويمية استشرافية لخلق نوع من العرف أو التقاليد التي تشكّل قاعدة علمية لاستحداث قيم تضبط مختلف التفاعلات الحاصلة من خلال تأطيرها للتماشي مع الحياة الاجتماعية الحديثة ومسايرة تطور مجتمعنا مقابل المجتمعات القريبة منا في ظلّ الصراعات القائمة في مختلف المجالات والتي تمسّ كل فئات المجتمع من رجال الثقافة إلى الدين إلى السياسة، كما أنه لا يمكن أن ننكر تأثير هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة في خلق مختلف القضايا والظواهر التي تحكمنا من زاوية «كيف كان بإمكان كل مواطن أن يدخل هذه الفضاءات الزرقاء التي باتت بمثابة أرشيف مؤرخ آليا يلخص مختلف مشاهد الحياة ويسمح للمواطن بالتعبير عن أفكاره واقتراحاته وانتقاداته عبر الصورة والصوت، لذلك وجب علينا اليوم ـ حسبه ـ أن نفكر في تأطير مجتمع المعلومات عبر هندسة معلوماتية توافق هندسة المجتمعات شكلا وفكرا مراعاة لخصوصية مختلف المجتمعات المحلية وكذا فئات المجتمع المنظمة والمهيكلة وتشغيل مساحات جغرافية واسعة حتى يرتبط ويتفاعل فيما بينه من خلال ديمقراطية تشاركية تأخذ بعين الإعتبار قيم العقد الاجتماعي الذي يتوافق مع مختلف التشكيلات الاجتماعية لكي يستفيد المجتمع من تنمية ونهضة شاملة تؤسس لمجتمع متوازن ويواكب التطورات الحاصلة على مستوى الجماعات المحلية بالتركيز على القيم المستحدثة التي تنطلق من على مستوى الأسرة والحي إلى المدينة ومفهومها الاجتماعي وانفتاحها على كل مما يحيط بنا من خلال التدفق الهائل للمعلومات في كل جزء من الثانية تقريبا، إذ نجد تأثيرات قوية من خلال بعض الصفحات الناشطة وفي مختلف المجالات والقضايا الاجتماعية الأكثر تدفقا كونها تعبر عن الحياة اليومية وبعض الشخصيات الفاعلة التي تشكل تارة مصدرا مهما للمعلومة المؤثرة في صناعة المواطنة والفعل الديمقراطي التشاركي.