يعتبر مشروع المسبح الأولمبي بمدينة تيارت من أقدم المشاريع التي لم تكتمل، وقد حطّم الرقم القياسي من حيث التأخر في الأشغال، إذ انطلقت به الأشغال سنة 1984 ولم تنته إلى اليوم رغم أن الوالي الحالي السيد بن تواتي عبد السلام ناصر أصر على إتمامه، وأعطى تعليمات صارمة لفتحه أمام الشباب خلال الصائفة القادمة، حيث عزّزه بموارد مالية معتبرة لصالح شباب تيارت. وعن المشروع فقد سجل نفسه في التاريخ عنوة، حيث لم يتمكن العديد من الولاة ورؤساء بلديات ومديري للشباب والرياضة ومديري السكن والتجهيزات العمومية الذين تعاقبوا على ولاية تيارت إتمام مشروع القرن الذي دخل التاريخ.
أما المواطنون ولا سيما الشباب فإنّ المشروع لا يزال كما هو، ومنهم من بلغ 33 عاما أي في سن المشروع، ولم يتمكن من السباحة فيه رغم أنه متواجد بوسط المدينة، غير أنّ مديرية الشباب هي من تتولى الاشراف على إنجازه.
أما سكان حي فريقو ولا كادات يعرفون مشروع المسبح ويعرفهم جيدا، وقد عاشرهم طيلة 33 سنة، إلا أن المولودين في هذه السنوات سوف لن يرونه مشروعا بل يرونه مسبحا أولمبيا وسيسبحون فيه رغم أنه لم يكتمل والاشغال تجري على قدم وساق،
ويبقى يشهد على ميلاد عدة مشاريع منها المشروع مقر المديرية الولائية لصندوق الضمان الاجتماعي للعمال الأجراء ومقر صندوق التأمين على البطالة وثانوية الرائد سي الزوبير وعيادة الولادة الزهرة عوراي، وحتى مشاريع أخرى انطلقت بعد المسبح، منها دار الطفولة المسعفة الذي استلم منذ عدة سنوات والدار تشتغل حاليا بصورة عادية.
ورغم أن مشروع المسبح بتيارت يعتبر من أكبر المشاريع التي برمجت في سنوات الثمانينات، غير أنه يعتبر نكسة للبعض في ذلك الوقت، حيث يتذكّر سكان حي «فريقو» والأحياء المجاورة أنه الذي لم ينته لحد الساعة كان سببا في وفاة طفلين في حادثتين منفصلتين ومتماثلتين، حسب بعض السكان.
ولذلك فإنّ أربع مسابح نصف أولمبية مفتوحة بكل من بلديات فرندة والسوڤر ومهدية وعاصمة الولاية، تستقبل الشباب والأطفال مقابل 100 دينار للحصة الواحدة المقدرة بساعة ونصف ساعة من الزمن أو بدفع اشتراك لمدة سنة بـ 1200 دينار، بمعدل حصتين في الأسبوع يستغلها زوار المسبح في السباحة طيلة السنة. وقد استفادت هاته المسابح من أجهزة تطهير الماء آليا، وهي العملية التي يقوم بها جهاز تصفية.
وكشف المتحدث ذاته عن مشاريع أخرى مماثلة بكل من بلدية واد ليلي التي تقارب نسبة أشغال مسبح جواري بها 55 بالمائة، فيما استفادت بلدية الدحموني من مشروع آخر يوجد حاليا قيد الدراسة سينجز بالمعايير الجديدة.
ورغم أنّ المشروع ينتظر أن يفتح أبوابه نظرا لتقدم الأشغال، زيادة على أن مدينة تيارت بها مسابح أخرى إلا أنه في فصل الصيف تنظّم مديرية الشباب والرياضة من خلاله بالتعاون مع المجلس الشعبي الولائي كل سنة رحلات للاصطياف لفائدة نحو 1800 طفل الى 2000 طفل، وعلى دفعات بمنطقة عين براهيم ببلدية سيدي لخضر بولاية مستغانم الذي تعود ملكيته للفيدرالية الولائية المكملة للنشاطات المدرسية لقطاع التربية المعروفة اختصارا بـ «لافدوس»، والثاني ببلدية بن عبد المالك رمضان «ويليس» بالولاية ذاتها، وهو تابع لمؤسسة الرياض للمطاحن، فيما يستفيد نحو 750 طفل موزّعين على أفواج من 180 طفل من قضاء عطلة لمدة أسبوعين في برنامج لوزارة الشباب والرياضة بكل من شاطئي البلج بتيبازة وعين الترك بوهران.
وعلى بعد نحو 20 كيلومترا من واد تاقدمت، يقع سد بخدة ببلدية مشرع الصفا الممون الرئيسي لسكان 4 بلديات بالماء الشروب، وقد تحول هذا المرفق العمومي إلى مسبح للعديد من الشباب رغم المخاطر المحدقة بهم جراء الأوحال وعمق السد، حيث سجلت به عدة حالات غرق في السنوات الماضية، ما حمل إدارة السد على إطلاق تحذيرات عن طريق أمواج الإذاعة المحلية لتفادي التقرب من السد.
وتفضّل بعض العائلات الفقيرة ومتوسطة الدخل المشاركة في رحلات ليوم واحد تقصد فيها أحد الشواطئ إمّا بولايتي مستغانم كصابلات أو سيدي منصور بوهران مع نهاية الأسبوع تنظمها فيما بينها، وبالتنسيق مع أصحاب حافلات النقل الحضري، مقابل 500 دينار للفرد الواحد.