ست رقع معروضة للمناقصة ومنافسة قوية بين «إيني» و»توتال إينرجيز»
بلجهم: عقود الاستكشاف ستضيف حوالي 20 مليار متر مكعب في السنة
مشاركة واسعة للشركات العالمية.. ثمرة قانوني المحروقات والاستثمار الجديـدين
تم، أمس، بمقر وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، فتح أظرفة عروض لشركات من جنسيات مختلفة تنافست على الظفر برخص لاستكشاف المحروقات بخمس مناطق في الولايات الجنوبية، في إطار مناقصة «ألجيريا بيد راوند 2024»، التي تم إطلاقها في أكتوبر الماضي خلال مراسم افتتاح الطبعة 12 لمعرض ومؤتمر إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين «ناباك 2024» بوهران.
يأتي إطلاق هذه المناقصة، ضمن برنامج واسع حددت من خلاله «ألنفط» 17 مشروعا للمحروقات، ستطرح للاستثمار عبر سلسلة من المناقصات الموجهة للمؤسسات الدولية، حيث تم تقديم سبعة عروض شملت خمس مناطق، من أصل ست تم عرضها.
وأكد وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة محمد عرقاب، نجاح مناقصة «ألجيريا بيد راوند 2024»، التي أعلن عن نتائجها الأولية بمقر وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة. والنتائج الإيجابية لهذه المناقصة، تعكس الثقة التي يحظى بها الإطار التشريعي الجزائري، وتؤكد جاذبية المجال المنجمي الوطني وتوفر بيئة أعمال مستقرة وآمنة»، كما ستسمح للجزائر بتجديد احتياطاتها وزيادة قدراتها الإنتاجية.
وأضاف عرقاب، بأن المناقصة تمثل «تتويجا للإصلاحات الهيكلية العميقة التي بادرت بها الدولة في ظل توجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خصوصا من خلال القانون 19-13 المنظم لنشاطات المحروقات، والقانون 22-18 المؤرخ في 24 يوليو 2022 المتعلق بالاستثمار، واللذين وفرا إطارا قانونيا ومؤسساتيا محفزا وجاذبا للاستثمار في الجزائر، قائما على الشفافية والتنافسية».
وجدد وزير الدولة دعوته إلى المتعاملين في قطاع المحروقات لاغتنام الفرص الاستثمارية المتميزة في الجزائر، والتي من شأنها المساهمة في تعزيز مكانة الجزائر ‘’كمزود موثوق للأسواق العالمية’’. وأوضح عرقاب لدى الإشراف على مراسم جلسة فتح الأظرفة وتقييم عروض الشركات، أن هذه المناقصة «تتماشى تماما مع رؤية الجزائر في تجديد احتياطاتها وزيادة قدراتها الإنتاجية وتحقيق أمنها الطاقوي، مع الاستمرار في تموين الأسواق الدولية، وخاصة الأوروبية، بصورة موثوقة ومنتظمة»
وأشار إلى أن المشاركة النوعية لمجموعة من الشركات الطاقوية الدولية في هذه المناقصة، يترجم الإصلاحات العميقة التي بادرت بها الجزائر في السنوات الأخيرة، لاسيما من خلال قانوني المحروقات والاستثمار، اللذين وضعا معا إطارا قانونيا ومؤسساتيا جديدا «محفزا وجاذبا».
وأشار وزير الدولة إلى أن المناطق الست المعروضة في إطار هذه المناقصة، تتمتع بإمكانات جيولوجية واعدة وبنى تحتية متطورة، ما يجعل منها فرصا حقيقية للاستثمار الطاقوي «الذكي والمربح»، لافتا إلى أن تنظيم هذه الجولة وإتاحتها ضمن أجندة واضحة تمتد على خمس سنوات، يشكل مؤشرا إيجابيا للاستقرار والثقة.
وشدد عرقاب على أن المنهجية المتبعة في عرض البيانات التقنية عبر غرف البيانات الافتراضية والفيزيائية وتوسيع نطاق المشاركة، «تبرهن عن التزامنا بمبدإ الشفافية والعدالة في منح العقود. وتؤكد مرة أخرى، سعي الجزائر إلى تقوية شراكاتها الاستراتيجية القائمة على المنفعة المتبادلة ونقل التكنولوجيا وترقية المحتوى المحلي».
تنافس بلغ الذروة
من جهته، أكد رئيس الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات «ألنفط»، مراد بلجهم، أن تقييم النتائج الأولية للمناقصة «إيجابي»، لاسيما وأن نتائج آخر مناقصة أجريت سنة 2014، كانت أربعة عقود من أصل 31 تم عرضها. مضيفا، أن العقود التي سيتم توقيعها بناء على نتائج «ألجيريا بيد راوند 2024» خاصة برقع غازية، لافتا إلى أنها ستضيف حوالي 20 مليار متر مكعب في السنة على المدى المتوسط.
أما بخصوص توقيع العقود بين الشركات الفائزة وسوناطراك، فقد أشار بلجهم إلى أن ذلك سيكون يوم 30 جويلية كأقصى أجل، وذلك بناء على تقدم المفاوضات بين هذه الشركات وسوناطراك.
وبحسب الشروح المقدمة، فقد بلغ عدد المترشحين الذين أبدوا اهتمامهم بالمشاركة في المناقصة 42 مترشحا، 32 منهم وقعوا على اتفاقية السرية وحصلوا على موافقة الدخول، فيما بلغ عدد المترشحين الذين تمكنوا من الحصول على وثائق المناقصة 31 مترشحا، 17 منهم تمكنوا من الدخول إلى غرفة البيانات.
وتم، أمس، في جلسة علنية تقديم سبعة عروض شملت خمس مناطق، من أصل ستٍّ تم عرضها من خلال هذه المناقصة. ويتعلق الأمر بكل من «أهارا» بولاية إليزي، «رقان2» بولاية أدرار، «زرافة2» بولايتي أدرار وعين صالح، «طوال» بولايتي ورقلة وإليزي، و»قرن القصعة» بولايات بشار وبني عباس والبيض وتيميمون، فيما لم يتم تقديم عروض للاستكشاف بمنطقة «المزايد الكبير».
وأسفرت عملية تقييم العروض عن فوز شركات من جنسيات مختلفة برخص استكشاف المحروقات بخمس مناطق في الولايات الجنوبية، حيث سجلت شركات «قطر للطاقة»، «زنغا» النمساوية و»فيلادا» السويسرية و»زيباك» الصينية، دخولها، لأول مرة، قطاع المحروقات بالجزائر. وفاز اتحاد شركتي «زنغاس» النمساوية و»فيلادا» السويسرية، برخصة الاستكشاف بمنطقة «طوال2»، باعتباره صاحب العرض الوحيد. فيما فازت شركة «سينوباك» الصينية برخصة الاستكشاف بمنطقة «قرن القصعة»، حيث كانت هي الأخرى صاحبة العرض الوحيد.
أما منطقة «رقان2» فقد فاز برخصة الاستكشاف بها، بحسب النتائج الأولية، اتحاد شركتي «إيني» الإيطالية و»بي.تي.تي.ا.بي» التايلاندية، الذي كان صاحب العرض الوحيد. وفاز اتحاد شركتي «قطر للطاقة» و»توتال إنرجيز» برخصة الاستكشاف بمنطقة «أهارا»، حيث كان العرض الوحيد الذي اهتم بهذه الأخيرة.
أما منطقة «زرافة2» فتنافس عليها كل من شركة «زيباك» الصينية، اتحاد شركتي «إيني» و»إكينور» النرويجية و»توتال إنرجيز»، قبل يحسم تقييم العروض المنافسة لصالح شركة «»إيني» التي تحصلت على أفضل تنقيط، لتفوز برخصة الاستكشاف بهذه المنطقة.
وتم إطلاق «ألجيريا بيد راوند 2024»، في أكتوبر الماضي، خلال مراسم افتتاح الطبعة 12 لمعرض ومؤتمر إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين «ناباك 2024» بوهران.
ويأتي إطلاق هذه المناقصة ضمن برنامج واسع حددت من خلاله «ألنفط» 17 مشروعا للمحروقات، ستطرح للاستثمار عبر سلسلة من المناقصات الموجهة للمؤسسات الدولية.
للإشارة، جرت جلسة فتح الأظرفة وتقييم العروض والإعلان عن النتائج الأولية، بحضور كل من كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة، المكلفة بالمناجم كريمة طافر، رئيس وكالة «ألنفط» مراد بلجهم، والرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي، رئيس سلطة ضبط المحروقات رشيد نديل وممثلي الشركات المشاركة في المناقصة.
