تطالب العديد من جمعيات المجتمع المدني باستغلال المواقع التي يتم تحريرها من البناءات القصديرية بأطراف المدينة على غرار حي «الماتش»، الذي يتربع على 12 هكتارا، بأن لا تستغل فقط في بناء السكنات وإهمال جانب هام، يتعلق بالمساحات الخضراء غير الموجودة بالمدينة، خصوصا وأن الاسمنت يزحف على الغابة المسلية بأعالي سطورة، كما تأمل هذه الجمعيات تخصيص مرافق ترفيهية وخدماتية على شاكلة هياكل إدارية يستفيد منها المواطن، وتسهيل متطلبات الحياة، كما أن توسع الاحياء في الجهة الجنوبية يتطلب التفكير في تخصيص مساحة لإنجاز مقر لمصالح الأمن بتلك الجهة من المدينة.
فالمواطن بأغلب أحياء المدينة القديمة منها أو الجديدة، يشتكي من جملة من مشاكل ونقائص ايتخبط فيها في ظل انعدام التهيئة العمرانية وافتقار الحي لمساحات لعب الاطفال، ومرافق خدماتية، تأتي في مقدمة هذه المشاكل الحالة المزرية التي شهدتها الطرق، بالأخص الوضعية الكارثية التي توجد عليها الطرقات الثانوية، حيث أصبح من الصعب استعمالها سواء للراجلين أو لأصحاب السيارات الذين يشتكون من الأعطاب والأضرار المتكررة التي تلحق بسياراتهم، إذ أنهم أصبحوا يجدون صعوبات في الدّخول والخروج من الحي بسبب تردّي الطرقات التي أكثر ما يميزّها الاهتراء وكثرة الحفر.
كما عبّر عديد سكان الاحياء الجنوبية للمدينة عن استيائهم الشديد من الروائح الكريهة المنبعثة من البرك المائية المتجمعة بالحفر على مستوى الاحياء على غرار 20 أوت 55، 700 مسكن، الامل وغيرها، حيث تشكل إزعاجا لهم وتمنعهم حتى من فتح نوافذهم، وأضحت مصدرا للحشرات والطفيليات المسببة للأمراض المعدية، مطالبين من المعنيين وضع حد لهذا الوضع الذي يهدّد راحتهم وصحتهم.
ورغم إعادة تأهيل طريق القل ببني مالك على مسافة 700 مترا وتهيئة الطريق الرابط بين حي قوس قزح ومدرسة بن خوخة الابتدائية بنفس الحي، والتغطية بالزفت لطريق هضبة بني مالك مع أشغال تهيئة طريق سيدي أحمد على مسافة 3 آلاف مترا، إلا أن ذلك لم يغير من معالم الحي، للبريكولاج في الإنجاز، وتجدد ظهور الحفر على أغلب الطرقات التي عبدت مؤخرا.
وفي ظل سياسة التهميش واللامبالاة المنتهجة من قبل السلطات المحلية لبلدية سكيكدة، يبقى المواطنون في انتظار التفاتة المسؤولين الذين تمّ انتخابهم من أجل تحسين الظروف وتنمية أحياء البلدية وبعث المشاريع ذات المصلحة العامة من مرافق خدماتية وترفهية، وتقريب الإدارة من المواطن بإنجاز مشاريع تتعلق بهذا الشأن من ملاحق للبلديات، والبريد وغيرها من مرافق القطاعات الهامة في الحياة اليومية للمواطن في ظل توسع المدينة.
وكل هذا التدهور الذي تعرفه أحياء المدينة، رغم أن بعض الاحياء خضعت لعملية إعادة تهيئة وتحسين حضري منذ مدة، والغرض من العملية كما صرح القائمون عليها، هو العمل من أجل توفير الظروف المريحة للمواطنين داخل أحيائهم، بما يتماشى مع ما يجب أن تكون عليه هذه الأخيرة من مساحات خضراء ومساحات للعب وأرصفة مهيأة وشوارع معبدة وإنارة عمومية، حتى لا تتحول إلى مجرد أحياء مراقد مملة، الا ان بطء عملية الإنجاز حولت العملية إلى نقمة، زيادة الى افتقاد العملية إلى الاحترافية، بعد أن أفرغت من المسحة الجمالية، ناهيك عن انتشار الأتربة والرمل وتضرر بعض المساحات الخضراء، مما ساهم في تشويه المحيط، في غياب شبه كلي لمصالح المراقبة والمتابعة من طرف الجهات البلدية المختصة.