أولوية السلطات المحلية بباتنة

الحفاظ على صحة السكان

باتنة: لموشي حمزة

إخراج 1099 طن إلى فضاءات الأحياء


يعتبر ملف النظافة من بين أكثر الملفات التي أولتها الدولة اهتماما كبيرا في السنوات الأخيرة، حيث جعل منها والي باتنة الجديد عبد الخالق صيودة أولى أولوياته منذ تنصيبه على رأس عاصمة الاوراس، حيث تتواصل حملة تنظيف محيط مدينة باتنة. فقد تمّ رفع ما يزيد عن  1099 طن من مختلف أنواع النفايات، كانت مرمية بمختلف أحياء مدينة باتنة ومحيطها خاصة المحيطة بها وكذا تلك الموجودة بالقطب العمراني السكني حملة بأجزائه الثلاثة والأسواق، ومختلف النقاط السوداء.

تمّ تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية  للعملية من مختلف المديريات والمؤسسات، ومشاركة بلديتي باتنة ووادي الشعبة، بمشاركة مائة عامل وأزيد من خمسين آلية، لرفع وشحن النفايات.
كما شملت حملة رفع القمامة عدة نقاط سوداء أخرى تتمثل أساسا في واد حي الرياض، وبعض الطرقات منها الطريق الولائي المؤدي إلى مركز مكافحة السرطان، وكلّلت عملية إزالة ورفع النفايات ومختلف المخلفات منذ انطلاقها برفع 1099 طن من النفايات.
وقد شارك في الحملة التي لاقت استحسانا واسعا لدى الساكنة عدة هيئات عمومية ومديريات تنفيذية على بلديتي باتنة ووادي الشعبة، المؤسسة العمومية الولائية لتسيير الردم التقني، مديرية البيئة، مديرية البناء والتعمير، مديرية الأشغال العمومية، مديرية التجهيزات العمومية، ديوان الترقية والتسيير العقاري أوبيجي، مديرية السكن، مديرية الموارد المائية، محافظة الغابات الديوان الوطني للتطهير، ومؤسسات عمومية هي كوسيدار، المؤسسة العمومية للهندسة الريفية الأوراس.
بدورها بلدية باتنة لوحدها أكد مسؤولها الأول عبد الكريم ماروك حرص مصالحه على مواصلة برنامجه الذي أطلقه من 5 سنوات للحفاظ على النظافة وحماية البيئة والمحيط، حيث يعقد دوريا مير اجتماعات مع اصحاب شركات رفع القمامة للتأكيد على ضرورة المتابعة الصارمة لعمل كل الشركات الخاصة برفع القمامة وفي كل أحياء المدينة وكذا الاستماع لانشغالات أصحاب شركات رفع القمامة المنزلية الخواص، حيث تمّ تحديد توقيت رفع القمامة بداية من الساعة الثامنة مساء من كل يوم لتجنب الرفع والوضع العشوائي للقمامة سواء من طرف المواطنين أو من طرف أصحاب شركات رفع القمامة.
وتتوفر مدينة باتنة لوحدها على 35 شاحنة رفع قمامة منزلية تابعة للخواص و35 شاحنة أخرى ملك لبلدية باتنة، تجمع يوميا العشرات من الأطنان الخاصة بالقمامة. ورغم هاته المجهودات الكبيرة التي ما فتئ المجلس البلدي الحالي يقوم بها منذ انتخابه، إلا أن واقع النظافة بالمدينة ما يزال يحتاج لمجهودات أكثر يضيف رئيس البلدية خلال اجتماعه بالمعنيين.
وقد أشار ماروك إلى قيامه بخرجات ميدانية ليلية للوقوف على مدى التزام أصحاب الشاحنات بالأحياء السكنية المخصصة لهم لنقل القمامة، مشيرا إلى رصد مصالحه لأغلفة مالية ضخمة تتجاوز الـ150 مليار سنتيم لتغيير الوجه الجمالي والحضاري لمدينة باتنة، خاصة وأننا على مقربة من فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة وتكثر فيه الأوساخ، وطالب ماروك المعنيين بضرورة الوفاء بإلتزماتهم المتمثلة في جعل بلدية باتنة تتمع بالنظافة كون البلدية وفرت كل الإمكانيات لذلك، متوعدا إياهم بدفتر شروط جديد صارم ما لم يكونوا في المستوى المطلوب.
70 شاحنة لنقل القمامة المنزلية
بدوره السيد خزار لزهر مدير المالية ببلدية باتنة أشار إلى  توفير البلدية لكل الإمكانيات لجعل مدينة باتنة نموذجية في النظافة وهي الحقيقة التي عاشها السكان لمدة 5 سنوات كاملة من عمر العهدة الحالية، حيث تقوم الشاحنات الـ70 التي تتوفر عليها البلدية 35 منها تابعة للخواص بنقل القمامة المنزلية إلى مركز الردم بمنطقة لبيار بلمبريدي بباتنة، لردمها مقابل 1.4دج للكيلوغرام الواحد، إضافة إلى توفير غلاف مالي كبير يفوق الـ600 مليون سنتيم لإبادة مختلف الحشرات من خلال المبيدات التي تّم اقتناؤها واستغلالها خلال فصل الصيف المنصرم، حيث يتم وضع هاته المبيدات في خزانات 4 محركات خاصة بمكافحة الحشرات تتوفر عليها بلدية باتنة، أين ستنطلق العملية قريبا كحل وقائي قبل انتشار وظهور مثل هاته الحشرات الضارة على غرار الناموس، خاصة ببعض المناطق المعروفة محليا كأوكار كثيفة للحشرات والميكروبات، على غرار بعض الأودية التي تشقّ مدينة باتنة.
وضع حدّ لروائح مفرغة الابيار
وفي نفس السياق تمت عملية تنظيف المحور الرئيسي الذي يربط مطار مصطفى بن بولعيد وباتنة على مسافة 40 كلم وذلك بمشاركة 200 عامل من مختلف الهيئات والمديريات يمكن حصرها في مديرية الأشغال العمومية، مركز الردم التقني، مديرية الموارد المائية، الديوان الوطني للتطهير، المؤسسة الجهوية للتهيئة الريفية، ديوان الترقية والتسيير العقاري، وأسفرت هذه العملية على رفع حولي 100 طن من النفايات بمختلف أنواعها  كما تمّ تقليم الأشجار على مسافة 05 كلم وتجيير 40 منها على مستوى الطريق الوطني رقم 75 إلى جانب تنظيف مجاري مياه الأمطار على طول 1000 م.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأشغال كانت بمثابة العمل تمهيدي للعملية الكبرى التي أشرفت عليها المؤسسة الجهوية للتهيئة الريفية المتمثلة في غرس على مستوى هذا المحور من باتنة إلى غاية فسديس.
ورغم هاته المجهودات الجبّارة التي تبذلها مختلف المصالح إلى أن مشكلة الروائح الكريهة المنبعثة من المفرغة العمومية المتواجدة بمنطقة الأبيار بمدينة باتنة بجانب الطريقين الوطنيين 03 و77  تصنع الحدث، حيث طالب سكان وقاطنوا القطب العمراني الجديد حملة بأجزائه الثلاثة وكذا مستعملو هذين الطريقين من السلطات المعنية التدخل العاجل لوضع حل لرائحة النفايات المنزلية المنبعثة منها تزامنا وحملة والي باتنة عبد الخالق صيودة الخاصة بالنظافة خاصة بمحيط مدينة باتنة،حيث ناشدوه ضرورة تخصيص يوم لإزالتها أو على الأقل تنظيم عملية توزيع هاته النفايات وعدم حرقها خاصة في الفترة المسائية، حيث يقوم عمال النظافة الخواص والذين تعاقدت معهم بلدية باتنة برمي مخلفات النفايات بطريقة تجعل من انتقال رائحتها أمرا سهلا خصوصا مع هبوب الرياح.
وأشار المواطنون إلى أن المفرغة العمومية تتواجد بالقرب من جانب مركز الردم التقني المتخصّص في جمع النفايات وإعادة تدويرها، حيث تسببت لهم الروائح الكريهة في إصابة عدد منهم بأمراض جلدية وحساسية مفرطة خاصة لدى الأطفال الصغار وكبار السن، حسب ما أفادوا به.
بدورها مصالح مديرية البيئة نفت مزاعم المواطنين مؤكدة أن المفرغة أنجزت وفق معايير حديثة تتماشى وطبيعة المنطقة ونوعية النفايات وحجمها، والروائح بعيدة عن السكان ولا تصلهم مشيرة إلى حرصها على عمل هاته المفرغة العمومية وغيرها بما يتماشى وشروط السلامة البيئية.
تسجيل عجز كبير في المفارغ
تواجه عاصمة الأوراس باتنة عجزا كبيرا في عدد المفارغ العمومية بأغلب بلديات الولاية، الأمر الذي حوّل من عديد أحيائها لفضاءات لرمي القمامة والأوساخ رغم مجهودات بعض البلديات لوضع حدّ لانتشار القمامة والأوساخ في كل مكان كبلدية باتنة.
وأشارت مصادر من مديرية البيئة لولاية باتنة على أن هذا العجز مردّه توفرها  على 03 مراكز فقط للردم التقني منتشرة عبر بلديات باتنة، عين التوتة وبريكة  وتفتقر للمواصفات الحديثة بسبب قدم تجهيزاتها كما توجد 06 مفرغات عمومية مراقبة، عبر بلديات المعذر بالجهة الشمالية ورأس العيون بالجهة الشمالية الغربية وتيمقاد بالجهة الشرقية وكذا مروانة بالجهة الغربية ونقاوس بالجهة الغربية الجنوبية، وأريس بالجهة الجنوبية لا تستطيع وحدها مواجهة العدد الكبير من الأوساخ والقمامة التي تجمعها البلديات يوميا، كما أن مخلفاتها أضحت محط استياء وشكاوي من المواطنين بسبب وصولها إلى الأوساط الحضرية، خاصة ما تعلّق بدخانها وروائحها الكريهة بعد الحرق، هاته المفارغ تستقبل يوميا نفايات 25 بلدية أخرى، في حين ترمي البلديات الأخرى المتبقية والمقدر عددها بـ36 بلدية نفاياتها بالفضاءات العشوائية وبطريقة فوضوية في الوديان والغابات وحتى المساحات الخضراء والطرقات وكذا مداخل ومخرج البلديات.——

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024