انتهت العهدة الإنتخابية بأغلب المجالس الشعبية البلدية بالوطن بسبب قرب تجديدها يوم الـ23 نوفمبر القادم، حيث عكفت بلدية باتنة منذ بداية العهدة على تنظيم لقاءات «محاسبة» مع المواطنين لإشراكهم في تسيير شؤونهم المحلية، حيث حرص السيد عبد الكريم ماروك منذ توليه زمام تسيير 5 اكبر بلدية بالوطن على جعل تعميق التنمية المحلية اكبر رهان.
أشار المير خلال لقائه بجريدة «الشعب» إلى أن أولويات المجلس منذ انتخابه سنة 2012، هو متابعة كافة القضايا العالقة بخصوص التنمية المحلية، حيث عاد ماروك خلال حديثه عن حصيلة إنجازاته إلى إستراتيجية المجلس في مواجهة الأزمة المالية التي تمرّ بها البلاد وعدم الاتكال على خزينة الدولة والتجاوب مع مطالب الحكومة بإلزامية ترشيد النفقات إلى عملية واسعة لتثمين جميع ممتلكات البلدية، وتمكنت البلدية من تحقيق بذلك الاستقلال الذاتي عن ميزانية الدولة، ما ساهم في تحسين الخدمة العمومية بعد فتح العديد من المصالح على غرار مصلحة استصدار بطاقة التعريف الوطنية بالحالة المدنية حيث بلغ معدل عدد البطاقات التي تمّ استخراجها منذ شهر ديسمبر من السنة الماضية 2015، إلى غاية اليوم 25392 بطاقة و15 ألف بطاقة رمادية من ملحقة برج الغولة، بهدف استيعاب التوجهات الجديدة للدولة نحو الرقمنة والإدارة الإلكترونية.
وذكر ماروك بهذا الخصوص انه تمّ التركيز على محورين أساسيين لتحسين الخدمة العمومية وتقريب الإدارة من المواطن لهذا الغرض تتوفر البلدية على 13 ملحقة إدارية مجهزة بـ75 جهاز إعلام آلي وتوزيع مليوني شهادة ميلاد رقم 12 عادية، فضلا عن 23000 شهادة ميلاد 12 خ و3200 شهادة ميلاد خاصة بمولودين خارج الولاية، و3100 شهادة وفاة تمّ توزيعها خلال السنة المنقضية كما سجلت ذات المصلحة عن الفترة المذكورة 3700 عقد زواج في مقابل و18200 مولود جديد، و3100 شهادة وفاة.
وبخصوص التحسين الحضري أشار المير إلى انجاز مشاريع نافورات مائية جديدة بمقاسات وأحجام وتصاميم مختلفة في الساحات العمومية والتي حولتها إلى متنفس حقيقي للعائلات خاصة في الفترة المسائية بعدما تمّ تدعيمها بإنارة تجميلة معاكسة على مياهها كما أحيطت بمساحات خضراء وتمّ تبليط أرضيتها وتدعيمها بكراسي جديدة ويضاف لها حديقة كشيدة، حديقة بوعقال تهيئة المساحات الخضراء الطريق الوسطى بحي عرعار حديقة أول نوفمبر وغيرها. كما اقتنت البلدية 500 كرسي في معظم الحدائق بالإضافة إلى نصب حواجز للطرقات والتي قدر عددها حسب إدارة بلدية باتنة بـ500 حاجز إلى جانب ذلك تمّ وضع الأضواء في ملتقيات الطرق والتي يقدر عددها بـ1000 وحدة. وللقضاء على التجارة الفوضوية أنجزت البلدية عدة أسواق جوارية بمواصفات عصرية كفتح 270 محلا تجاريا.
800 مليار سنتيم خلال 4 سنوات
وجدّد ماروك بلغة الأرقام حرص البلدية على استغلال كل الأغلفة المالية لتعميق التنمية المحلية وتحقيق برنامجه الانتخابي بإتمام جميع المشاريع التي تعهد بها خلال الحملة الانتخابية، حيث تمّ تنفيذ 869 عملية تنموية هامة في مختلف القطاعات ذات الصلة المباشرة بيوميات المواطن وتحسين ظروفه المعيشية، بقيمة مالية قدرت 800 مليار سنتيم منها 192 مليار سنتيم وجهت لتهيئة وتعبيد الطرقات الموزعة عبر مستوى إقليم المدينة، فيما تمّ تخصيص أزيد من 76 مليار سنتيم للاهتمام وتهيئة الساحات الخضراء في حين تمّ تنفيذ 57 عملية بمبلغ 29 مليار سنتيم موجه للاهتمام بالمدارس الابتدائية والتي يفوق عددها الـ85 مدرسة ابتدائية أثقلت كاهل البلدية، خاصة ما تعلّق بتسيير مطاعمها، بالمقابل خصصت البلدية ما قيمته 221 مليار سنتيم لاقتناء العتاد والتجهيزات التي تحتاجها مصالح البلدية، يضاف إليها تخصيص مبالغ مالية معتبرة وجهت للعديد من المشاريع الأخرى التي لطالما كانت محل انشغال سكان المدينة.
تعريب 22 وثيقة إدارية خاصة بمراسلات البلدية
كما تطرّق المير إلى انهاء مصالحه وبصفة رسمية من عملية تعريب جميع الوثائق الإدارية الصادرة عن بلدية باتنة ويتعلق الأمر بـ 22 وثيقة منها ما تعلق بوثائق الصفقات العمومية، دفاتر الشروط الاستشارات، الاتفاقيات، المقررات كشوفات أجور العمال، المزايدات، المناقصات وغيرها من الوثائق الإدارية الأخرى. حيث كانت مصالح البلدية تعتمد على 11 وثيقة باللغة الفرنسية قبل انتخاب المجلس البلدي الحالي الذي دأب على إتمام العملية في ظرف قياسي قدر بـ05 أشهر من العمل الجاد وفق ما تطلبته عمليات الترجمة، ويرى أن القرار الذي تمّ اتخاذه يعد قرارا سياديا ومن إنجازات عهدة المجلس البلدي الحالي، وقال أنها خطوة مهمة لتعزيز اللغة العربية بمصالح البلدية، منوها في السياق ذاته أن قرار تعريب المراسلات الأخيرة لا يحمل أي بعد سياسي ولا يستهدف أي شريحة اجتماعية، في محاولة لطمأنة المواطنين. وبخصوص عصرنة الوثائق الإدارية، كشف رئيس بلدية باتنة عبد الكريم ماروك بأن هناك عزم من الدولة الجزائرية للقضاء بشكل نهائي على الوثائق التقليدية الورقية، وتعويضها بالوثائق والسندات البيومترية، وهو ما تجتهد بلدية باتنة لتحقيقه بهدف تسهيل استخراج مختلف الوثائق الإدارية، وتحسين الخدمة العمومية المقدمة للمواطن.
23 هكتارا لإنجاز مقبرة جديدة
كما يعتبر المجلس البلدي خلال عهدة ماروك من بين أكثر المجالس البلدية التي تكفلت بانشغال الساكنة والخاص بضرورة انجاز مقبرة جديدة بعدما عجزت مقبرة بوزوران الحالية عن استيعاب عدد الموتى، حيث خصّصت مساحة قدرت بـ23 هكتارا، بمنطقة تامشيط بالجهة الغربية للمدينة لإنجازها، وأكد المتحدث قيام بعض المحسنين بعرض خدماتهم لتهيئة الأرضية وكذا بناء مسجد وتزويد المقبرة بكل الضروريات الخاصة بإكرام الموتى ودفنهم في ظروف جيدة، لوضع حد لمشاكل دفن الموتى بمدينة باتنة التي تتوفر على مقبرة وحيدة ومسجد وحيد تؤدى فيه صلوات الجناة الآمر الذي يتسبب في اختناق مروري غير مسبوق، بالإضافة إلى امتلاء مقبرة بوزوران عن آخرها.