لازال المشهد الإعلامي بولاية الشلف بعيدا عن زخم أهدافه ورسالته بالرغم من بعض المبادرات المحلية، منها من عرفت توقفا لأسباب مجهولة ومنها من يسجل حضوره باحتشام، خاصة فيما تعلق بالمواقع الإلتكترونية، مع تراجع في التغطية الإعلامية وفتح المجال أمام أقلام لا تمت لمهنة الصحافة بصلة، الأمر الذي جعل حالة من الفوضى تميز الواقع الحالي.
هذه الوضعية التي تسجل تراجعا من عام إلى آخر صارت مثار سخط عند كثير من الإعلاميين أمثال أحمد شناوي من جريدة ليبرتي وعبد القادر دحماني من «الخبر» وأحمد يشكور من جريدة الوطن، حيث طالب هؤلاء بتنظيم واقع المهنة واعتماد مقاييس ومعايير لإعتماد المراسل الصحفي، كون أن بعض الوجوه لا تمت بصلة لقطاع الإعلام والأدهى من ذلك إنها تفتقد اللغة الإعلامية بل تعجز على صياغة جملة سليمة من الأخطاء، وهذا مؤشر على رداءة المنتوج الإعلامي وتشويهه. وهو يعني إحداث غربلة في هذا الشأن حتى لا تفلت أبجديات المهنة وتضيع الرسالة.
هذا الواقع الذي سجل تعفنا وتراجعا رهيبا بحاجة إلى وضعه على السكة ليكون في مستوى التحديات وهو ما يتطلب من الجهة المكلفة بخلية الإعلام والصحافة بالولاية والتي صارت مصلحة بكل صلاحياتها التحرك لإعتماد ميكانزمات لتجاوز هذا الواقع الذي سجل وجود دخلاء شوهوا القطاع والرسالة الإعلامية، ناهيك عن حالة السطو على المقالات بطريقة غير أخلاقية في غياب وسائل الردع من طرف حقوق المؤلف. ومن جانب آخر، فإن بعض المبادرات المحلية الخاصة بالقطاع كجريدة «الشليف «مازالت بحاجة إلى رؤية إعلامية إحترافية بالقسط الذي يضمن لها الديمومة وإيجاد لها مكانة في الخريطة الإعلامية ليس بمحيط ولاية الشلف بل بكل من عين الدفلى وغليزان وتسمسيلت بالنظر إلى الحيز الذي يتحرك فيه المنتسبين لها من أقلام متباينة في المستوى والطرح والمعالجة للمادة الإعلامية وصياغة الروبوتاجات والتحقيقات. وبالرغم من هذا الوجود في الساحة منذ بضع سنوات فإن الوضعية التموين من حيث المادة الإشهارية مازالت ناقصة بل في وضع غير مريح، مما يتطلّب تحركا من طرف مسؤولي هذه الوسلة الإعلامية المحلية التي بدأت تستقطب عددا من القراء.
وفي ذات السياق، يستغرب كل متتبع للمشهد الإعلامي بالولاية سبب اختفاء مجلتي «الشلف» الوجه الجديد الذي كان ظهورها في منتصف التسعينات بواسطة أقلام وصحفيين باللغتين العربية والفرنسية، والتي أبانت عن وجه جديد للجانب التنموي رغم اشتداد وطأة الهجمات الإرهابية التي لم تعطل من صدورها، لكن في بحبوحة الوضع الأمني شاء لها القدر أن تقبر رغم ما تحقق من إنجازات كبيرة وتحسن في الوضع الأمني والتنموي بشكل يدعو المسؤول بالولاية التحرك لإعادة الروح لهذه الوسيلة الإعلامية التي كان صدورها نافذة عن خلية الإعلام وأسرة الصحافة المحلية بأقلامها المتميزة يقوم القراء.
ومن جانب آخر لم يفهم متتبعو هذا المشهد سر اختفاء وتوقف المجلة الرياضية والثقافية والتاريخية «أفاق الشلف» التي صدرت سنة 2008، وهي وسيلة إعلامية نصف سنوية والتي كانت تصدر عن بلدية الشلف، حيث لازال القراء يتلعون لعودتها باعتبارها نافذة تعالج الوضع الثقافي والرياضي بالشلف. فهل تعود نخوة الدفاع عن القطاعين ويعود معها صدور المجلة ليؤدي رسالتها الإعلامية في الميدان مادام هناك طاقات تهتم بهذه القطاعات الحساسة.
لكن يبقى موقع الجرائد الإلكترونية غائبا باستثناء موقع الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان التي تنشر مواضيها باحتشام كبير. هذه الوضعية بحاجة ماسة إلى عودة نشاط جمعيات التي لها علاقة بالإعلام والأقلام المعروفة باللغتين لتعيد رسم المشهد الإعلامي الشلف مع ضمان وصول الجرائد بانتظام يقول القراء.
هذا ولازالت الأسرة الإعلامية بالشلف تنتظرمشروع «دار الصحافة» الذي تعاقبت عليه 3 إدارات بالولاية دون تحقيق بالرغم أن جمعية المراسلين الصحفيين تحوز على قرار انشاء دار الصحافة بالمنطقة المسماة حي الزيتون بالأرضية المقابلة لمديرية الأشغال العمومية، حسب الكاتب العام للجمعية عبد القادر دحماني.