تحمل الانتخابات التشريعية القادمة الكثير من الأمل لمواطني ولاية بومرداس، الذين يتطلّعون إلى مساهمة المنتخبين وممثلي الشعب في نقل صوتهم وانشغالاتهم اليومية المتعلقة بالتنمية المحلية، وتوفير الاحتياجات اليومية والمساهمة في التخفيف من حدة الأزمة المعيشية الناجمة عن الأزمة الاقتصادية الحالية بسبب تراجع أسعار المحروقات، التي انعكست سلبا على القدرة الشرائية للمواطن خاصة الفئات الهشة منها.
أجمعت الآراء المستجوبة وحديث الشارع المحلي بولاية بومرداس على أهمية الموعد الانتخابي الذي ستعيشه الجزائر يوم 4 ماي القادم لانتخاب ممثلي الشعب وتجديد السلطة التشريعية بالبرلمان، وتفعيل دورها في رقابة أداء الحكومة والجهاز التنفيذي ومناقشة مختلف مشاريع القوانين التي تخدم المجتمع، وكذا أهمية ودور النائب البرلماني وممثل الشعب في الدفاع على حقوق المواطن والتعبير عن طموحاته، مقابل تذكير المنتخب بمسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه من وضعوا فيه الثقة وعدم التنصل من الوعود المقدمة خلال الحملة الانتخابية لاستمالة أصوات الناخبين.
في هذا المجال، اعتبر «رابح - ب» موظف بدار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس في تعلقيه على الموضوع بالقول: «أطلب من المنتخبين مصارحة أنفسهم أولا ومصارحة الشعب في كل الخطوات المتخذة داخل قبة البرلمان طيلة خمسة سنوات، والمحافظة على الجزائر كأمانة في أعناقهم وجعل الوطن فوق كل اعتبار». وأضاف: «لقد سئمنا من سياسة التّلاعب على المواطن بدلا من خدمته طيلة العهدات السابقة، وبالتالي فكل ما نطلبه هو الوفاء بالتعهدات المقدمة للشعب قبل الانتخابات والتحلي بروح المسؤولية، وأن يكون المنتخب في مستوى الثقة وصوت المواطن الذي أوصله إلى هذا المنصب وعدم إدارة ظهره».
من جهتها، اعتبرت الطالبة «أميرة - ب»، «أنّ الجزائر أمانة في أعناقهم وأمامهم مسؤولية تاريخية أمام الشعب الذي وضع فيهم ثقة التمثيل وإيصال انشغالاته والدفاع عن قضاياه الاجتماعية المختلفة، خاصة في الظرف الحالي التي يعاني فيه المواطن من مشاكل عديدة وأزمة اقتصادية خانقة بسبب غلاء الأسعار وتدني المستوى المعيشي والقدرة الشرائية».
في سؤال عن دور المنتخب وأهمية هذا المنصب التشريعي، وصفت محدثتنا دور المنتخب: «بالفاعل باعتباره يساهم في صنع القرار ورسم السياسات عن طريق التشريع ومناقشة مختلف القوانين والمشاريع العامة التي تهم المواطن مع رقابة الإدارة والجهاز التنفيذي، لذلك أدعو المواطنين من مختلف فئاتهم إلى الإدلاء بآرائهم في الانتخابات القادمة وحسن اختيار ممثليهم في البرلمان القادم على أساس الكفاءة والنزاهة وليس على معايير أخرى».
كما صرّحت «سميرة - م» موظّفة متحدثة لـ «الشعب» عن موضوع الانتخابات «أنّ كل ما يرغب فيه المواطن هو تحقيق تطلعاته المختلفة وضرورة احترام المنتخب للمهمة الموكلة إليه في تمثيل الشعب والتحدث بصوته لتكريس مبدأ الديمقراطية الحقة والتعددية الفعلية في الجزائر».
هي إذن جملة من آراء الشارع البومرداسي حول موضوع الاستحقاق القادم الذي يسعى إلى الاستفادة من مهام الناخب العديدة التي خولها له الدستور لتمثيل الشعب أحسن تمثيل وتذكيره بمسؤولياته في خدمة المواطن ونقل مطالبه لمناقشتها والمساعدة على حلها، رغم ذلك تبقى بعض الآراء الأخرى متخوفة من تجاهل المنتخب الجديد لمهامه ومسؤولياته والاستسلام لمغريات المصالح الذاتية الضيقة على حساب المصلحة العامة بناء على بعض التجارب السلبية السابقة التي شوهت النائب البرلماني نتيجة عدم احترامه لمهامه والتخلي عن مسؤوليته في تجسيد وعوده الانتخابية التي قدمها للناخب أثناء الحملة الانتخابية.
