استفادت مصالح الغابات بتيبازة من هبة مباشرة من شركة سوناطراك شملت 11 ألف شجيرة من مختلف الانواع تجسيدا للاتفاقية المبرمة بين هذه المؤسسة والمديرية العامة للغابات في 31 جانفي الفارط، بحيث تمّ غرس الكم الأكبر من هذه الدفعة على أن تختتم العملية اليوم تزامنا وتظاهرة اليوم العالمي للشجرة.
وحسب مصادرمن محافظة الغابات بالولاية، فإنّ محيط سد بوكردان شهد حملة تطوعية واسعة شارك فيها أعوان الوكالة الوطنية للسدود وعمال المؤسسة الجهوية للهندسة الريفية و تلاميذ المدارس العمومية والخاصة طيلة الأيام القليلة الماضية، بحيث انطلقت ذات العملية منذ 19 فيفري الماضي وتمّ خلالها غرس القسط الأكبر من حصة 11 ألف شجيرة التي اقتنتها شركة سوناطراك وشملت 7 آلاف شجيرة من نمط السرو الأخضر و1500 شجيرة من نمط الخروب
و2500 شجيرة من نمط الروبينيا، وتمّ إدراج هذه العملية ضمن البرنامج المحلي لحماية الأحواض المتدفقة، مع الاشارة الى كون محيط سد بوكردان كان قد شهد على مدار عدّة سنوات خلت غرس أعداد كبيرة من مختلف الأشجار وفقا للاطار ذاته، ولا يستبعد بأن تشهد هذه المنطقة حملات غرس أخرى لاحقا بالنظر الى الاهمية القصوى التي يكتسيها وجود الشجرة بهذا الفضاء.
وعن البرنامج القطاعي للتنمية المعتمد من طرف محافظة الغابات لتيبازة، فقد تمكّن أعوان القطاع من غرس 47 هكتارا هذا الموسم بكل من قواية والأرهاط، بحيث يعنى 31 هكتار منها بنمط الفلين الأخضر في حين تتعلق الحصة المتبقية بالصنوبر الحلبي فيما أحصت الجهات المعنية مع نهاية العام المنصرم مساحة 481 هكتارا يرتقب غرسها وفقا لهذا البرنامج على عدّة مراحل مستقبلا، فيما شمل برنامج التنمية الريفية المدمجة غرس ٥ ، ٢٠٨ هكتار طيلة الموسم الجاري، وتمّ الانتهاء من غرس 16 هكتارا مع نهاية العام المنصرم 2016 و٥ ، ٩٤ هكتارا خلال الشهرين الاولين من السنة الجارية، على أن يتم الانتهاء من هذه العملية مع نهاية الشهر الحالي تزامنا وانتهاء فترة الغرس السنوية، وهي العملية التي شملت أشجار اللوز والزيتون والرمان والكروم، والتي استفاد منها فلاحو المناطق النائية للولاية.
وتندرج هذه البرامج مجتمعة ضمن المسعى الرامي للتصدي لظاهرة حرائق الغابات التي تأتي على مساحات شاسعة من الغطاء النباتي المحلي كل سنة من جهة ولظاهرة انزلاق التربة التي يتم تسجيلها دوريا بمناطق مختلفة من الاقليم ولاسيما بمحاذاة المناطق الرطبة و الأرضيات الطينية، الا أنّ أهم جانب لا تزال محافظة الغابات بتيبازة تستثمر فيه على الدوام وبدون تردّد يكمن في عمليات التحسيس والتوعية في مختلف الأوساط والطبقات الاجتماعية والمهنية من منطلق كون الحفاظ على الغطاء النباتي يبقى في كل الحالات من مهمة الجميع ولا يرتبط بمصالح الغابات لوحدها. ومن هذا المنطلق فقد حرصت تلك المصالح على إشراك عدّة جهات وقطاعات اخرى في مختلف عمليات الغرس الدوري للأشجار في بادرة تهدف الى حثّ الجميع على الحفاظ على الشجرة من جهة والالتزام بعملية غرسها كلّما سنحت الفرص من جهة ثانية، لتبقى مسألة الشجرة بذلك تعنى بالمجتمع بأكمله وليس بقطاع محدّد دون سواه