تعتبر عاصمة الأوراس باتنة، من بين الولايات ذات الغطاء الغابي الكثيف، والذي يمتد على مساحة تقدر بـ324.914,67 هكتار ما يمثل نسبة 27 % من مساحتها الإجمالية، ومعروف أنّ غابات الولاية تتربّع على مساحة تناهز 250.000 هكتار، جلها بجبال بلزمة، بوعريف، بني فضالة، وبني املول جنوبا.
تتكون غابات الولاية أساسا، بحسب رئيس مصلحة توسيع الثروة الغابية وحماية الأراضي بمحافظة الغابات، ياسين قاروني، من الصنوبر الحلبي، البلوط الأخضر، العرعار بأصنافه الثلاثة والدردار، هذه الطاقات الطبيعية تحتاج إلى عناية وتكفل تام لمواجهة مختلف الأخطار التي تهدد الغطاء النباتي والغابي بالولاية، غير أن مجهودات الجهات المعنية تبقى دون مستوى التطلعات خاصة ببعض البلديات التي تواجه ظاهرتي التصحّر والانجراف، واقتلاع الأشجار، من طرف المقاولين والبنائين لاستغلالها في عمليات البناء.
بخصوص حملات التشجير الكثيرة التي تبادر بها محافظة الغابات لولاية باتنة، بالتنسيق مع الحضيرة الوطنية لبزمة ومختلف الفاعلين من جمعيات مدنية ناشطة والمهتمين، رفعت المحافظة تحدي غرس 32200 شجيرة غابية بغلاف مالي معتبر فاق الـ 1,43 مليون دج، ضمن حملات تطوعية أسبوعية، انطلقت منذ شهر أكتوبر من العام الماضي وستختتم، اليوم الثلاثاء، الموافق لـ21 مارس، بمناسبة اليوم العالمي للشجرة.
أوضح المتحدث في لقاء مع جريدة «الشعب» إلى أن هذه العملية التي برمجت بالتنسيق مع الحظيرة الوطنية لبلزمة بولاية باتنة وتندرج العملية، وفق نفس المصدر، في إطار اتفاقية أبرمت بين المديرية العامة للغابات وشركة سوناطراك، ومست 20 ولاية، منها باتنة عبر الشريط الساحلي والهضاب العليا، لاسيما المناطق التي تتواجد بها الحظائر الوطنية وذلك بهدف إعادة بعث الغطاء النباتي وتعزيز المساحات الغابية.
ذكر نفس المتحدث بأن ولاية باتنة، شهدت ما بين سنة 2010 و2014 غراسة 6 آلاف هكتار من الأشجار، تدعيما للثروة الغابية التي تتكون في الغالب من أشجار الأرز الأطلسي والبلوط الأخضر والصنوبر الحلبي والعرعار وتأتي في المرتبة الأولى وطنيا من حيث المساحة.
بما أن عمليات التشجير والحفاظ على الغطاء الغابي لا تتأتى إلا بدعم ومساعدة الفلاحين والمقيمين بالأرياف فقد قطعت، بحسب قاروني، بمحافظة الغابات بولاية باتنة، أشواطا كبيرة في مجال التنمية، حيث رافقت الفلاحين في العديد من مشاريعهم التنموية وقامت بدعمهم من خلال برامجها القطاعية المتتالية، خاصة في المناطق النائية التي هجرها سكانها في العشرية السوداء، بسبب صعوبة تضاريسها الوعرة.
بذلت المحافظة مجهودات لفك العزلة عن المواطنين وجلب مشاريع توطن الفلاحين في أراضيهم حتى في أبعد نقطة من الولاية، على غرار عملية تشجير لمساحة 1600 هكتار من تراب الولاية في 2014 موازاة مع تحديد المعالم الغابية في 400 منطقة وإنجاز برج المراقبة مع صيانة الأشجار المتواجدة في مختلف غابات الولاية على مساحة 1400 هكتار.
نظرا للأهمية البالغة للشجرة، تم تسطير برنامج مكثف لإعادة تشجير المساحات الغابية التي تفوق 253 هكتار بولاية باتنة، منها برنامج تأهيل السد الأخضر والأشجار المثمرة، حيث تعمل جهات مختلفة بحسب قاروني ياسين، على مجابهة الآثار الناجمة عن التغييرات المناخية من تصحر واضمحلال للأرز الأطلسي الذي تتميز به باتنة بهدف ديمومة الغابة. ينتظر، بحسب قاروني، غرس 15 ألف شجيرة من صنف الأرز الأطلسي المهدد بالانقراض في إطار هذه العملية بالحظيرة الوطنية بلزمة وعدة بلديات أخرى.
تتمثل أهم أهداف محافظة الغابات في التكثيف من عمليات زراعة الأشجار في حماية الغابة وتخفيف الضغط عليها من حيث الاعتداءات على الثروات الطبيعية المتواجدة بها وتثبيت الشراكة بين الفلاحين والمربين القاطنين بجوارها للمحافظة على المحيط البيئي المحاذي لها وكذا حماية الأراضي من التدهور والتصحر وتجديد الغطاء النباتي بالمساحات التي أنهكها الرعي الجائر، وكذا تثبيت سكان المناطق الرعوية. تبذل محافظة الغابات بباتنة، بحسب قاروني، دائما مجهودات كبيرة للمحافظة على الثروة الغابية التي تتربع على حوالي 325 ألف هكتار، أي بنسبة 27 بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية وغراسة 3 آلاف هكتار من الأراضي، عبر 22 بلدية بالولاية، على أن تمتد إلى غاية سنة 2030 ، بهدف تجديد الغطاء النباتي وتعزيز الحزام الأخضر بالمنطقة.
باتنة: لموشي حمزة