بالرّغم من الخطر الذي تشكّله

إقبال كبير للمواطنين على محلات بيع الأعشاب

بجاية: بن النوي توهامي

تشهد محلات بيع الأعشاب ببجاية إقبالا واسعا للمواطنين قصد التداوي، وأصبحت هذه الفضاءات مصدر ربح كبير للتجار في ظل وضع المرضى، حيث تعرض مختلف الوصفات والجرعات المجهولة المكونات.

وتقول السيدة عليوة لـ «الشعب»: «بالرغم من الأخطار المحدقة بالمستهلكين، إلا أن هذه التجارة تلقى إقبالا كبيرا، حيث العديد من المواطنين يدفعهم الجهل وفقدان الأمل في الشفاء إلى وضع ثقتهم في منتجات مجهولة، وهي عبارة عن مراهم وجرعات مجهولة المصدر، وتجد التاجر يؤكد أنه ذو دراية كبيرة بعلم الأعشاب، في حين أن الحقيقة هي أن معارفهم في هذا المجال جد محدودة وغالبا ما تكون خاطئة».
وفي هذا الصدد، أكّد أحد بائعي هذه المنتوجات: «أنا لدي زبائن يثقون في الوصفات التي أقدمها لهم، حيث بعدما يتم عرض الحالة علي أقوم بإقناع المرضى لاقتناء  الأعشاب الضرورية لكل حالة، سيما ما تعلق بأمراض الربو والأنفلونزا، كما أنصحهم باستعمال الزنجبيل الذي لديه فوائده صحية خاصة خلال فصل الشتاء، كونه مضاد للأنفلونزا، كما أقوم بتصفيف أنواع أخرى من العلاجات باستعمال العسل للتداوي من عدة أمراض باطنية كالأنيميا».
ولدى سؤالنا لإحدى السيدات عن الآثار الجانبية لهذه الأعشاب، قالت أنها لا تعلم شيئا عنها، إلا أنها تعتمد على تجربة الآخرين من جيرانها أو أفراد عائلتها، حيث تعتبر أن محلات الأعشاب متنفسا لها، لكنها لم تخف أن هناك أعشاب تتسبّب في آلام ونزيف حاد، وهو ما يجعلها تتّخذ كافة سبل الحيطة والحذر، وهذا دائما اعتمادا على تجارب السابقة للآخرين، والمهم هو أن ترتاح وتجد الشفاء».
أما السيد صالحي مختص في الأعشاب يقول: «يعتمد بائعو الأعشاب الطبية على مستوى الأسواق الأسبوعية، إلى ذكر فوائد الأعشاب الطبية بغرض بيعها، على مرأى ومسمع الجميع، بالرغم من الغموض الذي يحيط بنشاطهم ومنتجاتهم، والعديد من رواد السوق يقبلون على اقتناء هذه الأعشاب، ولا يجد التجار في بيع منتجاتهم أي عناء حيث يقصدهم المواطنون، نظرا لجهلهم وفقدان الأمل في الشفاء، ويقوم التجار بعرض مثل هذه المنتجات الطبية، والمراهم والجرعات المجهولة المصدر للبيع، زاعمين أنه يقدم علاجا وهم على دراية كبيرة بعلم الأعشاب، في حين أن الحقيقة أن معارفهم في هذا المجال جد محدودة وخاطئة وقد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه».
السيد عمران صيدلي صرح بالقول: «تجدر الإشارة إلى أنه خلافا لما نراه في هذه السوق، تستدعي هذه الممارسات كفاءة ودراية عاليتين في بلدان أخرى، ذلك أنّ الأعشاب الطبية تتكون من عناصر نشطة لها تأثير على جسم الإنسان، شأنها شأن المواد الصيدلانية، ولعل هذا ما يدفع الأخصائيين في هذا المجال، إلى النصح بالاستعمال العقلاني لهذه المواد، والحرص على تحديد الكمية التي يجب تناولها بدقة، حيث أن سوء استعمالها قد يؤدي إلى نتائج كارثية، بعيدة كل البعد عن النتائج المرجوة. غير أنه ووفقا لما توصلنا إليه، ليس لهؤلاء البائعين المعالجين المزعومين، العاملين الأسواق، أي معارف في علم الصيدلة الطبيعية».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024