أكّدت المندوبة البلدية لملحقة فوكة البحرية نادية بودربالة بأنّ المرأة المنتخبة بولاية تيبازة كسبت الرهان من خلال العهدة الحالية للمجالس البلدية والمجلس الولائي، مما أهّلها لأن تترك بصمتها واضحة على دواليب التنمية المحلية ناهيك عن كبر رغبتها الجامحة في الترشّح لمناصب أكثر شأنا وتمثيلا.
في ذات السياق، فقد أشارت المندوبة البلدية نادية بودربالة من حزب الأرندي في معرض تقييمها لأدائها خلال العهدة الحالية إلى أنّها تفتخر بما قدّمته من خدمات لفائدة الساكنة بالبلدية ليس فقط على مستوى الملحقة الادارية التي تعتبر أول ملحقة تستفيد من التوصيل بالشبكة المعلوماتية الوطنية الخاصة بالحالة المدنية وذلك منذ عام تقريبا وإنّما يمتّد نشاطها الى عمق الحياة اليومية للمواطن، لاسيما ما تعلّق منه برفع القمامة من الأحياء وتوزيع قفة رمضان وهي العملية التي يتهرّب منها العديد من المسئولين المحليين لأسباب لها علاقة وطيدة بصعوبة إقناع المواطنين بترتيب المستفيدين وفق أحقيتهم في الاستفادة من القفة، وما زاد ممثلة الشعب إفتخارا كونها تعيش أوّل تجربة تمثيلية لها على مستوى المجلس البلدي إلا أنّ ذلك لم يمنعها من تحمّل أصعب المسؤوليات التي يقرّها القانون الساري المفعول وقد لا يطيق الرجال أحيانا تحمّل المسئوليات المنوطة بالنساء، أمّا عن الجديد الذي تراه نادية بودربالة مميزا بالمرأة المنتخبة من خلال العهدة الحالية فقد أشارات إلى أنّ العديد من المنتخبات حظين بمناصب تنفيذية ذات أهمية كبيرة وتمكنّن من إثبات جدارتهن وأحقيتهنّ بالمنصب المشغول سواء تعلّق الأمر بالمجالس البلدية أو المجلس الولائي الذي تشغل فيه فئة النساء منصب الرئاسة لثلاث لجان هامة حظيت تقاريرها الدورية برضى جميع الأطراف بما في ذلك والي الولاية، ويكمن السّر في ذلك حسب محدثتنا في كون المرأة لا تجامل ولا تساهم في تزييف الحقائق وإنّما تشخّص حاجيات المواطن على حقيقتها ثمّ تنقلها إلى السلطة المحلية المعنية بلا قيود وبلا خلفيات فاتحة باب النقاش والتشريح على مصراعيه مما يزيد من فاعلية ثقة المواطن في السلطات الأمر الذي يفتقده العديد من المسؤولين الرجال.
وعن سؤال يتعلّق بالصعوبات التي تتلقاها المرأة المنتخبة في الميدان، لاسيما ما تعلّق منه بعدم تقبّل المجتمع لتمثيلها له فقد أشارت نادية بودربالة إلى أنّ هذه القضية لم تعد مطروحة اليوم عقب إثبات المراة لجدارتها في الميدان ومساهمتها الفعالة في خدمة المجتمع مؤكّدة بأنّ حسن استماع المنتخبة للمواطن وأخذ مشاكله وهموم حياته اليومية في الحسبان قلب الموازين رأسا على عقب وأضحى المجتمع حاليا يفضّل الاحتكام الى العنصر النسوي أكثر من غيره باعتباره يخضع لموضع وجود ضالته، كما أشارت محدثتنا أيضا إلى أنّ الضغوط التي لا تحتمل من لدن المسؤولين لم تعد قائمة اليوم عقب إقرار فخامة رئيس الجمهورية لحقوق المرأة دستوريا إلا أنّ ذلك لا يعني بتاتا بأن المرأة المنتخبة تمرّ بفترة شهر العسل على مدار عهدتها لأنّها كثيرا ما تتضايق حينما لا تتيح لها الامكانات الموفرة والقائمة سبل خدمة المواطن وفقا للحاجيات المعبّر عنها.
وعن علاقة المرأة بالفعل الانتخابي قالت المندوبة البلدية لملحقة فوكة البحرية بأنّ بعض المناطق النائية لا تزال تعتبر نفسها محافظة ولا تتيح للمرأة الافصاح عن قدراتها الكامنة وتجد الطبقة السياسية بذلك صعوبات جمّة لإدراج ممثلات لهذا العنصر بقوائم الترشّح الا أنّه بالرغم من ذلك فإنّ العنصر النسوي يبقى في كلّ الحالات محركا رئيسيا للفعل الانتخابي باعتباره الأكثر إقبالا على صناديق الاقتراع عند كلّ موعد انتخابي، كما أكّدت محدثتنا أيضا على تسجيلها لرغبة جامحة للترشّح للعنصر النسوي في مناطق أخرى من الولاية، لاسيما حينما يتعلّق الأمر بالتشريعيات وقد تكون المرحلة القادمة جديرة بإثبات الوجود النسوي الفاعل داخل مختلف المجالس المنتخبة، وأشارت محدثتنا أيضا إلى أنّ تجربتها المتواضعة بالمجلس البلدي لفوكة أهّلها لأن تترشّح للعضوية بالمجلس الولائي خلال العهدة القادمة وترغب في التكفّل برئاسة إحدى اللجان المعتمدة به تماشيا ونوعية العلاقات والقدرات المكتسبة.
وعن رسالتها للنساء اللواتي لا يزلن في بداية الطريق قالت المندوبة البلدية لفوكة البحرية بأنّه لابد على المراة من المطالبة بحقوقها في الترشّح كاملة وعدم انتظار رأفة الرجل بها لأنّ القانون يمنحها مزايا عديدة، كما أنّه على الأحزاب الفعلة فتح الأبواب واسعة أمام العنصر النسوي لإثبات قدراته وفاعليته في الميدان إلا أنّ في كلّ الحالات فإنّ الاقتداء بالمنتخبات السابقات يبقى حتمية لا مفر ولا مناص منها وتتمنى محدثتنا لو أنّ المجالس المنتخبة للعهدة القادمة تفرز إمرأة على رأس احدها بإقليم ولاية تيبازة التي خطت بها النساء المنتخبات خطوات عملاقة في مجال التمثيل على مستوى المجالس موجّهة شكرها العميق لجميع المنتخبات اللواتي شرّفن الولاية طيلة العهدة الحالية وطالبت إياهن باقحام المرأة الريفية في العملية الانتخابية مستقبلا.——