منذ إقرار إشراك المرآة في الحياة السياسية، ساهمت هذه الأخيرة في ترسيخ ثقافة العمل السياسي
ا لذي لم يعد حكرا على الرجل، و الدليل هو تقلد المرأة لمناصب عليا في الدولة وإحصاء ثلث أعضاء البرلمان من النساء.
بما ان يوم غد يتزامن والعيد العالمي للمرأة إرتأينا ان نسلط الضوء على دور المرأة في المجالس المنتخبة وما حققته منذ توليها المسؤولية. وبولاية تيارت اخترنا ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المراة و رياضية وهي العضو الوحيد بالمجلس الشعبي البلدي ببلدية عين الحديد بولاية تيارت.
محمدي فريحة عضو المجلس البلدي ببلدية عين الحديد تقول ان انتخابها او ترشحها اصلا كأول امراة منتخبة ببلدية عين الحديد منذ الاستقلال جاء بطلب من حزبها جبهة التحرير الوطني فلبّت الدعوة ولم تنتخب وفق نسبة 30 بالمائة التي اقرها الدستور لكون بلديتها عين الحديد لا تتوفر على نصاب الناخبين الذي يؤهلها للترشح، وقد رحبت بالفكرة كما قالت وهي على راس لجنة مهمة هي لجنة الشؤون الاجتماعية و الثقافة والشباب والرياضة لكونها اطار في المجال الرياضي. وكونها أمينة بلدية النساء الجزائريات، هذه التجارب أهلتها لأن تقوم بتسيير لجنة مهمة بالبلدية على احسن وجه.
ولكون الانسة فريحة محمدي اصغر عضو في المجلس البلدية فان احتكاكها بالشباب وطرح انشغالاتهم ادى الى ايجاد الكثير من الحلول لهذه الفئة التي تعتبر اكثر تمثيلا بالجمعيات والمنظمات.
وقد اقرت بانها وجدت بعض الاعتراضات في بداية العهدة لكون المنطقة لم تتعود على تسيير امراة لمجلس بلدية في مجال اختصاصها لكون احتكاكها بالمنظمات وكونها ناشطة اجتماعية ادى الى التواصل مع الشباب ولا سيما المراة، فهي تحضر وتشرف على تنظيم جميع التظاهرات الرياضية والثقافية. وقد حقّقت الكثير من الأمنيات كما قالت منها تمكين المراة الريفية من الاتصال بالعالم الخارجي بالتكوين المهني بالنسبة للمراة الماكثة بالبيت حيث قامت الآنسة فريحة بمرافقة قافلة متكونة من طاقم اداري وتربوي للتكوين المهني بعين الحديد الى قرى بن عمارة والقليب وغابة عودة وأولاد يحي وعبيد وطرنانش لتحسيس المواطنات الماكثات بالبيت من اجل الالتحاق بمركز التكوين المهني ومدارس محو الأمية وكللت العملية بالنجاح لكون المنطقة محافظة ودور مرآة استطاع الولوج الى القرى وتحسيس النساء بمواكبة العصر والدراسة والعمل والجواري.
وقالت ان مساهمتها في استفادة النساء الارامل والمعوزات والمطلقات ولا سيما في الوسط الريفي فاق التوقعات، حيث في كل موسم تتنقل رفقة الموظفين المكلفين بإحصاء المعوزين وتقوم بإحصاء النساء المحتاجات واغنائهم عن التوجه الى البلدية يوميا من اجل الاستفادة من مساعدة بقفة رمضان، والدخول المدرسي.
اما في مجال دعم الشباب قد صرحت انها دوما مع الشباب في المؤسسات او في القرى حتى في اماكن العمل وقامت بعدة مبادرات جوارية في المناسبات وغيرها كالتنسيق الدائم مع ادارة التكوين المهني بعين الحديد والذي يقدم خدمات جليلة كما قالت للشباب، لم تنس الاآسة فريحة دورها السياسي في حزبها حيث تقوم بهذا العمل خارج أوقات العمل وتنسق مع المناضلين والمناضلات، زيادة على حضور الجلسات التي تعقدها مختلف السلطات والمديريات الولائية من اجل تقييم عملها في المجال الذي تترأسه. الناشطة فريحة محمدي ساعدها الديمومة التي تتمتع بها في اداء عملها لكونها موظفة بمؤسسة شبابية اكتسبت خبرة التسيير والاحتكاك بالشباب كما قالت، وأضافت آن والي ولاية تيارت السيد بن تواتي عبد السلام استفادت منه كثيرا لكونه اداري ومحنك ومسير، له خبرة في جميع المجالات وكانت في كل مرة تحضر لاجتماعاته تدون كل ما يقول مما اكسبها خبرة في مجال عقد الاجتماعات والتكفل بالصالح العام.
اما بمقر البلدية، فإن الانسة فريحة تلتحق يوميا صباحا بمكتبها لتطلع على كل ما هو جديد وهناك تلتقي بالشباب الذي يعرفها جيدا ببلدية عين الحديد، حيث عبر لنا بعض الشباب الذي التقينا بهم قبل تحرير هذا الملف ان فريحة كما يطلق عليها هي امراة نشيطة وتتعامل بلطف، وتستحق ان تكون مرشحة لعهدة اخرى كونها امراة تعرف الوسط القروي والحضري ومطلعة على انشغالات الشباب.
نحن بدورنا نقول ان التسيير لا يحتكر على جنس معين بقدر ما تعطى المسؤولية لمكن يحن التسيير والتعامل بلطف ولباقة مع الآخرين وعيد سعيد لكل نساء الجزائر.
الانسة فريحة أكدت في كلمتها الأخيرة لنا ان العمل السياسي إذ لم يزاوج بالعمل الاجتماعي والمعاملة الحسنة لا ينجح صاحبه حتى ولو اعتلى مناصب عليا.
