تعتبر مشاركة المرأة في الحياة السياسية أكثر من ضرورة فرضها واقع التقدم، لتعزيز دولة القانون على أسس وقواعد ديموقراطية في المجتمع الجزائري، من خلال مشاركتها في التنمية ومشاركتها بالرأي والدفاع عن حقوقها، حيث تجسّدت وفق الدستور والقانون لتحقيق مبدأ المساواة بين الجنسين.
وفي هذا الصدد، تقول الأستاذة حدوش يمينة: «لقد عرفت بلادنا العديد من التحولات في شتى المجالات، الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما أتاح الفرصة لولوج المرأة التشريعات القانونية، وذهبت إلى تأكيده كل القوانين التي تنص على تساوى جميع المواطنين، في تقلد المهام والوظائف في الدولة، بما في ذلك حق الانتخاب والترشح وممارسة العمل السياسي».
وبالعودة إلى المجهودات المضنية التي أقحمت المرأة في السياسة، أضافت محدثتنا، نجد أنّ بلادنا تحتل المرتبة الـ 29 على المستوى العالمي، في التمثيل النسوي بالبرلمان، حيث أن المراجعة الدستورية الأخيرة، والتي أقرها رئيس الجمهورية بلغ التمثيل النسوي من خلالها إلى 30 بالمائة، ما يعادل 145 منتخبة من بين 462 نائبا برلمانيا.
وأشارت الأستاذة حدوش، إلى التحديات التي يجب أن ترفعها المرأة من أجل الانخراط في المسار التنموي الوطني، خاصة أنها أثبتت أحقيتها في المشاركة السياسية، من خلال ما تقوم به تحت قبة البرلمان، وكانت تدخلات البرلمانيات جد مهمة خلال مختلف الجلسات، فضلا على أن الحضور النسائي في تلك الجلسات كان أكثر من الرجال.
مع الإشارة إلى أن المرأة الجزائرية كانت دائما في الواجهة، سواء ما تعلق بالعمل السياسي أو الثوري، وخير دليل أن تاريخ الجزائر يشهد أن هناك نساء خلّدن أسمائهن بحروف من ذهب، على غرار الكاهنة، لالة فاطمة نسومر، حسيبة بن بوعلي، وذلك بفضل شجاعتهن وإيمانهن بالقضايا التي يناضلن من أجلها، ومن ثم شاركت المرأة في مهمة التشييد والبناء، ففي سنة 1962 تم انتخاب عشرة نساء في المجلس التأسيسي، من بين 194 نائبا بنسبة 5 بالمئة، وهي نسبة مقبولة مقارنة بحداثة استقلال بلادنا آنذاك، وكانت مشاركة المرأة سنة 1976 في المجلس الشعبي الوطني 10، ومن ثم تراجع العدد. وفي سنة 2002 مثلت 27 امرأة المجلس، وكانت الزيادة الفعلية في مشاركة المرأة في البرلمان المنتخب لسنة2007، حيث بلغ عدد النساء المشاركات 34 امرأة أي بنسبة ٣٢ . ٥ بالمئة، وكما نلاحظ أن النسبة بقيت على حالها مقابل النسبة المسجلة سنة 1962، وهذا الضعف في تمثيل النساء في البرلمان، راجع إلى عدم الحضور القوي في القائمات الانتخابية للأحزاب السياسية، لكن المسيرة متواصلة دون هوادة وفرضت المرأة نفسها كشريك فعّال لبناء الوطن بإرادة قوية وبمبادئ راسخة من أجل صالح البلاد والعباد.