تعيش بلدية الحراش تدهورا بيئيا كبيرا نتيجة الانتشار المخيف للنّفايات المنزلية والصّناعية التي تصب معظمها في مجرى وادي الحراش، الذي يشهد حاليا عمليات تطهير وتهيئة لتخليصه من كل المواد الضارة، وبالرغم من هذا فإن معدلات التلوث به لازالت عالية.
تعد قلّة النّظافة وانتشار النّفايات المنزلية والصناعية والقمامات، وكذا تسرب المياه بطرق عشوائية بالاضافة إلى المواد والفضلات التي تلقيها المؤسسات الصناعية وغيرها، من أهم مسبّبات التلوث ببلدية الحراش حيث صارت الأحياء محاصرة من كل جانب بالقاذورات، مع انعدام الحاويات المخصصة لهذا الغرض، ممّا دفع بالكثير من السكان إلى استغلال المساحات الفارغة من الأحياء الموجودة في البلدية، وجعلها مفرغات عشوائية للأوساخ، غير أنّ هذه الأماكن هي نفسها الطرق التي تستعمل يوميا من طرف أغلب سكان البلدية، وهو الأمر الذي من شأنه تعرضهم للإصابة بعدة أمراض منها التنفسية، إلى جانب الحساسية الحادة وحالات أخرى عديدة، نتيجة لما يحيط بهم من جو ملوّث ومحيط مليء بالروائح الكريهة، والقوارض ومختلف أنواع الحشرات الضارة والحيوانات الضالة.
بالاضافة إلى النفايات المنزلية، لازال واد الحراش يمثل خطرا بيئيا بالرغم من الأشغال الجارية لتطهير مجراه من المواد المتراكمة الضارة وخفض نسبة التلوث الناتجة لاستعمال مصادر تتمثل في المصدر الفلاحي بسبب استعمال المواد الكيمياوية المتعلقة بالمبيدات الحشرية، في حين يتمثل المصدر الثاني في المياه القذرة المنزلية، بينما المصدر الثالث فهو صناعي ناجم عن تفريغ الوحدات الصناعية المجاورة للنفايات السامة فيه، وهو أمر يشكّل تهديدا صارخا على المحيط والبيئة ببلدية الحراش والمناطق الجاورة لها.
المواطنون الذين تحدّثت إليهم «الشعب» أكّدوا أنّ التلوث الذي تشهده أحياء بلدية الحراش مردّه نقص الثّقافة الصحية والبيئية للمواطنين والمسؤولين المحليين وأصحاب المؤسسات الصناعية، نتيجة نقص الثقافة البيئية لهؤلاء نتيجة لأسباب عديدة منها تراجع المدرسة في التوعية، غياب الجمعيات المحلية الناشطة، تماطل الجهات المعنية في تقدير أهمية الموضوع واعتباره من يوميات المواطن.
من جانب آخر، اعتبر البعض أنّ النّقص الفادح للامكانيات المادية والبشرية في مجال حفظ البيئة بالحراش، وهو ما يحول دون إتمام مهام مصالح حفظ البيئة والتطهير على أكمل وجه، كما أنّ انعدام المفارغ العمومية في أغلبية البلديات يشكّل عائقا كبيرا أمام مصالح الصحة والنظافة، وأحيانا هذه المصالح تلجأ إلى رمي النّفايات والقمامات والقاذورات في الهواء الطلق، وفي أماكن غير ملائمة إطلاقا، وقد تشكّل مصدر تهديد لصحة المواطن والمحيط.
ورغم وعود السّلطات المحلية على مختلف المستويات لمعالجة هذا الملف، إلاّ أنّ شيئا لم يحدث من ذلك ليغير من هذا الواقع المر، وتبقى النّفايات بمختلف أنواعها تطغى على المنظر العام للبلدية، التي ما فتئت في كل مرة تعلن عن برامج خاصة لتطهير بلدية الحراش وخفض معدلات التلوث بها ليبقى المواطن هو الوحيد من يتحمّل تبعات هذه الظاهرة التي باتت تؤرق السكان وتسبّب مشكل صحية هم في غنى عنها.