أدى التساقط الكثيف للثلوج الذي عرفته بعض بلديات ولاية بجاية، مع الاضطرابات الجوية الأخيرة، إلى غلق الحركة وشلها كلية على مستوى بعض الطرق الوطنية ومنها، الطريق الوطني رقم12 بمنطقة شلاطة، الرابط بجاية تيزي وزو، والطريق الوطني 75 بجاية سطيف بمنطقة إحباشن، ووجدت العائلات نفسها محاصرة في غياب الدعم الكافي لإنقاذها، خاصة أن البلديات لا تتوفر على الامكانيات اللازمة لمجابهة هذه الاضطرابات، ما استدعى تدخل مصالح الأشغال العمومية مرفوقة بالدرك، الأمن، والحماية المدنية.
وخلفت موجة الثلوج وسمكها العالي وتساقط الأمطار الطوفانية لعدة أيام متتالية، العديد من الصعوبات على مستوى المرتفعات وداخل التجمعات السكنية، التي تشكو من نقص في التهيئة وشبكات الصرف الصحي، وفي هذا الصدد أكد ممثل عن قرية إحباشن بكنديرة، لـ»الشعب»، «لم تكن الإجراءات الأولية المتخذة من طرف مصالح البلدية كافية، بالرغم من علم الجميع بالنشرات الجوية الخاصة، على غرار رمي الملح في الطرقات وتجهيز كاسحات الثلوج وتسريح البالوعات وتهيئة المجاري المائية، وهو ما يتطلّب اتخاذ المزيد من الإحتياطات مستقبلا لحماية الأشخاص والممتلكات في مثل هذه الظروف الصعبة، وذلك من خلال إعادة النظر في مخططات حماية المناطق المتضررة والتجمعات السكنية من الثلوج والفيضانات، وأصبح من الضروري الإسراع في رفع هذا الخطر باتخاذ إجراءات وقائية فعالة، وتدعيم بأجهزة التدخل المختصة والمؤهلة للتعامل باحترافية، مع أي طارئ قد يكون مصدر خطر على الممتلكات والمواطنين».
أما الأستاذة صليحة تقول بدورها، «يجب تدعيم جسامة مسؤولية أجهزة الدولة في التكفل بالمواطنين وقت الأزمات، بتوفير الوسائل الضرورية والكفيلة بمساعدة السكان المتضررين، مثل رشّ الطرقات بالملح، تشغيل المركبات وكاسحات الثلوج، تسريح البالوعات والمجاري المائية، وتزويد المدارس بالمازوت، بالإضافة إلى انجاز منشآت تستجيب للمعايير المعمول بها، فضلا عن توفير المخزون الإحتياطي للمواد الغذائية الواسعة الإستهلاك، لتفادي ارتفاع الاسعار وتضاعف معاناة الواطنين.
علما أن وحدات التدخل من طرف الحماية المدنية، مرفوقة بمصالح الأشغال العمومية والأمن، والمدعمة بآليات إزاحة الثلوج لفتح الطرقات عبر عديد الطرق الوطنية والولائية، التي عرفت صعوبة في تنقل المركبات وشللا في حركة السير كانت موفقة للغاية، ولم تسفر الاضطرابات الجوية عن سقوط أي ضحايا، وهو ما أدى إلى تفادي بقاء مستعملي الطريق، من المسافرين والعائلات عالقين بسبب الثلوج التي بلغ سمكها المترين».