شهدت بلديات المصيف القلي في الجهة الغربية من الولاية، وبلديات الجهة الجنوبية على غرار أولاد احبابة والسبت ظروفا مناخية قاسية، شلت الحركة بأغلب الطرق الولائية والبلدية، وأصبحت المسالك صعب السير عليها، مما جعل يوميات المواطن أكثر صعوبة، الذين لم يجدوا الا تدخلات افراد الجيش الشعبي، ومرافقة الدرك والأمن، وبمساهمة فعالة لمصالح الأشغال العمومية، في فكّ حصار الثلوج التي وصل سمكها الى 40 سم في المناطق المرتفعة.
استياء لمسناه من قبل المواطنين الذين تحدثت إليهم جريدة» الشعب» من التدخلات الباهتة لمصالح البلديات المتضررة من الاضطراب الجوي، حيث لم تتمكن من تجنيد وسائل كفيلة بالتدخل في الوقت المناسب واقتصر الأمر على إمكانيات الولاية من معدات مصالح الاشغال العمومية ومختلف الاسلاك الأمنية، مما أكد لهم - حسب تصريحاته - أن تلك البلديات لم تضع في حسبانها تقلبات الموسم الشتوي الشديد القساوة بهذه المناطق المرتفعة على سطح البحر، وصعبة المسالك والتضاريس، مما يؤهلها الى العزلة عندما تسوء الأحوال الجوية.
تسأل «محمد الصالح» عامل ببلدية أولاد اعطية عن المبادرات التي كان من المفروض ان تكون من قبل المقاولين بالمنطقة، والذين لديهم معدات متطورة واستفادوا من مشاريع الطرقات بأغلب المصيف القلي، الا انهم عندما تضررت الطرقات بفعل الثلوج لم يظهر لهم اثر، ولزموا بيوتهم، بالرغم من انهم كانوا قادرين على التخفيف على المواطنين»، من جهة أخرى رئيس بلدية أولاد احبابة كان سباقا الى التواجد بالأماكن المتضررة من بلديته ووقف على التدخل لفتح الطرقات، وتمكين المواطنين من قضاء حاجاتهم بالرغم من أن البلدية من افقر بلديات الولاية، ولا تملك الإمكانيات كفيلة بتحسين الوضعية التي شهدتها المنطقة.
الاسلاك الأمنية المختلفة تدخلت بكل قوة ورافقت المواطنين في الطرقات والمسالك الصعبة، بمشاركة مصالح الأشغال العمومية بمعداتها والآلات لإزالة الثلوج عن الطرقات، وتسهيل حركية سير العربات وتنقل المواطنين، خصوصا بالبلديات الأكثر تضررا، مما ترك استحسان سكان المناطق المتضررة من حصار الثلوج، جهود افراد الأجهزة الأمنية من الجيش الوطني، الأمن والدرك الوطنيين، في مبادرتهم في فتح الطرقات المقطوعة، وتنظيم حركة المرور، واجلاء العائلات التي حاصرتها الثلوج بقرى قنواع وخناق مايون، أولاد اعطية، حجر مفروش بعين قشرة ، وبأولاد احبابة على الخصوص لتضاريسها الصعبة.
كما تنقل والي الولاية محمد حجار لتلك المناطق وأشرف على عمليات إزاحة الثلوج وفك العزلة بمناطق الجهة الغربية لولاية، في إطار العمل الجواري، عاين بمعية السلطات المحلية، المدنية والعسكرية عمليات فك العزلة على المواطنين وإزاحة الثلوج التي تساقطت طيلة اليومين الأخيرين إثر التقلبات الجوية التي شهدتها ولاية سكيكدة.
جاء هذا خلال زيارة تفقدية قادته إلى بعض بلديات الجهة الغربية من الولاية «منطقة الطرس، قنواع وبني زيد»، أين تابع عن كثب عمليات إزاحة ورفع الثلوج المتراكمة والتي تسببت في شل حركة المرور، ليتم فتح المسالك ومحاور الطرق الرئيسية، وفي عين المكان أعطى الوالي تعليمات للسلطات المحلية للتكفل باحتياجات المواطنين خاصة بالمناطق المعزولة، لاسيما فيما يخص التموين بالمواد الطاقوية «غاز البوتان والمازوت» والمواد ذات الاستهلاك الواسع.
من جهتها مصالح الأمن بالولاية وضعت كافة الامكانيات البشرية والمادية بغرض مساعدة المواطنين على مستوى تلك المناطق بالتنسيق مع السلطات المحلية ومختلف الشركاء الأمنيين، بغرض فك العزلة عليهم، لاسيما مع تسجيل انقطاع كل من الطريق الولائي رقم 132 وبعض الطرق الفرعية بمنطقة اولاد اعطية وكذا الطريق المؤدية لدوار بوطيب وعين السوق ببلدية السبت عزابة، حيث ساهمت قوات الشرطة في حل شبكة الطرقات المقطوعة باستخدام كافة الإمكانات المادية والبشرية التي تتوفر عليها والتدخل لفائدة المواطنين وإزالة الثلوج من على السيارات العالقة في تلك المناطق المعزولة مع توزيع وجبات للمواطنين العالقين على مستوى منطقة سيوان وعين مسيد، وكذا العمل على تكثيف التواجد على مستوى مختلف محاور الطرقات لاسيما المصنفة كنقاط مرورية سوداء بغية تأمينها وتجنب وقوع حوادث مرور.