عرفت أسعار مختلف المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع ارتفاعا مذهلا، لاسيما بالمناطق الغربية من الولاية ومنطقة أولاد احبابة والسبت، التي تأثرت بفعل الاضطراب الجوي الأخير الذي تشهده أغلبية مناطق الولاية، مما جعلها في عزلة تامة بسبب انقطاع الطرق، وسمك الثلوج حال دون وصول المساعدات إليها، وفتح المجال أمام الاحتكار والمضاربة من بعض التجار لفرض منطقهم من خلال رفع الأسعار.
مؤشر ارتفاع أسعار المواد الغذائية بأسواق ومحلات الولاية أمر اعتاد عليه المواطن السكيكدي، خصوصا في أوقات الظروف المناخية كالتي تشهدها الولاية أو خلال المناسبات، لهذا الغرض قامت جريدة «الشعب» بجولة وهي نفس الأوضاع التي تشهدها المحلات والأسواق الموجودة بالمنطقة الغربية التي تشهد عزلة بسبب الثلوج المتساقطة، بعد شل جميع الطرق المؤدية إليها، مما صعب من عمليات التموين ووصول المواد الأساسية ذات الاستهلاك الواسع، على غرار الدقيق والحليب وغاز البوتان، كل هذه العوامل وأخرى يراها بعض التجار مناسبة وفرصة للربح غير المشروع.
ارتفاع الأسعار مسّ تقريبا أغلبية الخضر، حيث قفز سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا من 40 إلى 65 دينارا، فيما تجاوز سعر الكيلوغرام من الطماطم 150 دينارا، نفس الشيء بالنسبة للكوسة التي قفز سعرها من 100 إلى 160 دينارا للكيلوغرام الواحد، أما الجزر فقد بلغ سعره 70 دج والفلفل الحلو الى 120 دج والسلطة 120 دج، والجلبانة بلغت 180 دج، ومن الخضر التي شهدت ارتفاعا ملحوظا أيضا نجد القرنون بـ 120 دج، البادنجان بـ 140 دج، الخيار بـ 100 دج، والليمون ارتفعت أسعاره الى 150 دج، ونفس الأمر بالنسبة لبعض المواد الاستهلاكية الأخرى.
المواطن البسيط المتضرّر الأكبر من هذه الظاهرة، وجّه أصابع الاتهام إلى تاجر التجزئة، وهذا الأخير يرجع سبب ذلك إلى الاضطرابات الحاصلة في الأسعار والتقلبات التي تعرفها أسواق الجملة هذه الأيام، معتبرا الوضع متوقعا بسبب تكرار نفس السيناريو في كل سنة، لغياب الرقابة عن المحلات.
«س - عمار» تاجر بسوق الجملة بصالح بوالشعور، اعتبر «ارتفاع الأسعار شيء طبيعي بعد الاضطراب الجوي الأخير، لأنه منع المزارعين من الالتحاق بحقولهم الزراعية لجني مختلف المنتجات الفلاحية، على غرار البطاطا والبصل، ناهيك عن توقف الموزعين من أصحاب الشاحنات على تزويد أسواق الجملة بالكميات المطلوبة من الخضر، الامر الذي أدى الى نقص المنتوجات الفلاحية بأسواق الجملة والتجزئة، وتسبب في ارتفاع الأسعار»، وأضاف: «فقلة العرض بسبب الامطار والثلوج يعد من بين عوامل غلاء الأسعار مع اقتصار غرف التبريد على تخزين أنواع جد محدود من الخضار، وهي في غالبها البطاطا والبصل في وقت تضيع غالبية الخضر».هذا الارتفاع الملحوظ في أسعار الخضر، قوبل باندهاش المواطنين الذين انتقدوا الزيادات المبالغ فيها، رافضين الحجج الواهية للتجار الذين أرجعوا الزيادات إلى سوء الأحوال الجوية التي أثّرت على نشاط الفلاحين والناقلين، كما فنّد أحد تجّار التجزئة بوسط المدينة هذه الأسباب، مؤكّدا لجريدة «الشعب» أنّ تجار سوق الجملة بصالح بوالشعور يتلاعبون بنوعية الخضر وفي الميزان، ممّا يضطر تجار التجزئة إلى رفع الأسعار حتى يمكن له تجنب الخسارة، وبالتالي المواطن هو الذي يدفع الثمن في ظل غياب الرقابة. سكيكدة: خالد العيفة