يؤكد المتتبعون لشأن حملات التوعية والتحسيس اتجاه حوادث المرور والاختناقات بأنّ السبب الذي يقف وراء تسجيل أرقام جديدة يعود إلى مشكلة التواصل التي يعاني منها المجتمع في السنوات العشر الأخيرة، الأمر الذي يدفع إلى تبني موقف المختصين في معالجة ظواهر حوادث المرور تحديدا.
وكشف، والمختص في علم الاجتماع الاتّصالي، الأستاذ عمر غنومات بأنّ تزايد حوادث المرور في الجزائر يعود إلى تشبع ثقافة الفرد، حيث إنّ الفئة التي تكون ضحية هذه الحوادث هي التي تترواح أعمارها بين 22 إلى 35 سنة، وهي فئة ترتكب مخالفات، ولا تحترم قوانين المرور، وتعيش مشكلة نقص التوعية، الأمر الذي يدفع إلى تركيز التواصل معها بغية تحقيق الأهداف المرجوة، التي تسخر لها الدولة مبالغ مالية للحد من هذه الحوادث، التي تستنزف الخزينة العمومية.
ويؤكد المتحدث على ضرورة تفعيل دور الأولياء في تحسيس هذه الفئة، وإدراج مادة التربية المرورية ضمن الأطوار التعليمية الثلاثة بغية الوصول إلى تكوين جيل مشبع بالثقافة المرورية.
ونظرا لغياب التوزان بين التحسيس وتسجيل أرقام جديدة في حوادث المرور، يدعو المتحدث إلى ضرورة تحقيق التوزان بين التحسيس والردع، خاصة وأنّ هذه الفئة لم تتحمل مسؤوليتها والتزاماتها الاجتماعية فهي تعيش حالة تهور مما يجعلها عاملا أساسيا في وقوع حوادث المرور.
وأكد عمر غنومات بأنّ الاعتماد على التواصل التقليدي مع هذه الفئة لا يجدي نفعا لأنّها خارجة عن منطقة التواصل في ظلّ التطور الحاصل في أجهزة الاتصال والتنكنولوجية الحديثة، مما يدعو بالمكلفين بالتوعية والتحسيس إلى الوصول إلى هذه الفئة التي غالبا تستعمل أدوات اتصالية غير متوفرة عند الهيئات المكلفة بحملة التحسيس.
وبخصوص رسالة المسجد وظروف التواصل مع هذه الفئة فقد ركز محدثونا على أهمية الأئمة في التوعية والتحسيس باعتبارهم أنّهم يتواصلون مع شريحة عريضة من المجتمع، غير أنّ غياب فنّ التواصل عند الأئمة يدفع إلى الابتعاد عن تحقيق الأهداف الجادة من وراء الجهود التي يبذلونها في التحسيس اتجاه الكثير من الظواهر التي يعاني منها المجتمع، مما يدفع إلى تكوينهم واعتبارهم أداة هامة في إنجاح التواصل مع المجتمع.
ويضيف المتحدث بأنّ غياب ثقافة الصيانة والاحترازات الأمنية كذلك من أهم الأسباب التي تدفع إلى تسجيل اختناقات بالغاز، موضحا بأنّ ذلك يكون يسجل على مستوى مناطق أصبحت معروفة على غرار العمارات والسكنات الجديدة، وأنّ ضحايا الاختناق غالبا ما يكون العنصر النسوي، مما يضفي إلى تفعيل دور المدرسة باعتبار التلميذ ناقلا لرسالة للمجتمع، ويشكل عنصر تواصل فعال بين المجتمع والأمّ.