زاد سقوط الأمطار على الولايات الجزائرية من مخاوف المواطنين من حوادث الطرقات التي عادة ما يكون سببها الأول انسداد البالوعات وانفجار قنوات الصرف الصحي التي تسبب انتشار المياه على مستوى الطرقات مما يحدث انزلاقا يسمح بتعثر المركبات وحدوث حوادث السير، إلا أن بعض البلديات ونحن على وشك دخول منتصف شهر نوفمبر لم تنطلق بعد في أشغال تهيئة وتسريح البالوعات ومجاري المياه. وقد حمّل بعض الأميار بعاصمة الاوراس باتنة مسؤولية هذا الإشكال إلى تراكم النفايات والقمامة الصلبة، خاصة على مستوى هذه الأخيرة، ما يصعب من مهمة عمال البلديات ومصالح الري في تنظيفها وجعلها جاهزة.
وأشار العديد من المواطنين الذين تحدّثت إليهم «الشعب» أنّ تأخّر سقوط الأمطار إلى غاية شهر نوفمبر لا يعني أن تجاهل المسؤولين خاصة المحليين لتنظيف البالوعات والمجاري التي تظهر في الوقت الحالي مسدودة بالأتربة المتراكمة، حسب ما وقفنا عليه بعديد أحياء الولاية.
وقد باشرت بإيعاز من والي باتنة محمد سلماني في عديد اجتماعاته وخرجاته الميدانية بلديات الولاية حملة تنظيف البالوعات وتنقية المجاري المائية وقنوات الصرف، خاصة بالأحياء الشعبية والعتيقة والموجودة بالعمارات السكنية إضافة لتهيئة الوديان من أجل تفادي خطر فيضان. وانطلقت العملية بالتنسيق مع مصالح مديرية الري ومؤسسات مختصة في هذا المجال، ويدخل ذلك حسب بعض اميار باتنة الذين تحدثت إليهم «الشعب» في إطار التحضير لفصل الشتاء خوفا من حدوث فيضانات في طرقات وشوارع الولاية، ولأجل شتاء ممطر وآمن.
وقد شدّد كل من الوالي محمد سلماني ورئيس بلدية باتنة بالخصوص عبد الكريم ماروك على ضرورة احترام المواطنين لبرامج التطهير والتحضيرات التي تتابعها مصالح البلدية تحسبا لموسم الشتاء، من خلال المحافظة على محيط الأحياء ونظافة المجاري، الأمر الذي من شأنه تجنيب السكان انسداد القنوات والمجاري، من خلال اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات وقائية للحد من النقائض المسجلة في المواسم الماضية.
وقد طالب والي باتنة بضرورة توفير المواد الطاقوية لمواجهة كل الاحتمالات جراء الاضطرابات الجوية خاصة في المناطق النائية، حيث كشفت بعض مصادر رسمية من مدريات الري، الأشغال العمومية، الطاقة والمناجم وكذا شركة سونلغاز باعتبارها المعنية الأولى بمواجهة الندرة في فصل الشتاء، استكمالها للتحضيرات الخاصة بمواجهة هذا الفصل المعروف ببرودته القاسية والتساقط المعتبر للأمطار والثلوج، خاصة بالمرتفعات الجبلية، كما أكّدت مديرية النشاط الاجتماعي تسطيرها لبرنامج خاص بفصل الشتاء كتوفير الإمكانيات المادية والبشرية للتدخل لفتح الطرق جراء الثلوج وتزود المواطنين بقارورات غاز البوتان.
ومن المنتظر أن يعقد والي باتنة قريبا اجتماعا مع جميع مسؤولي الولاية، للتطرق لقضية تغطية بعض الوديان وتنظيف بعضها الأخر تفاديا للانسداد بعد تهاطل الأمطار، وما يشكله ذلك من خطر كبير على التجمعات السكنية المحاذية.
كما سيتم التطرق إلى الإمكانيات التي تتوفر عليها الولاية للتصدي لكل الأمور التي تتزامن مع الفترة الصعبة خاصة مع التضاريس وطبيعة بلديات ودوائر الولاية باتنة، حيث أن الفكرة التي ستبنى على المعطيات الشتوية للسنة الفارطة مع احتمال العديد من النقاط التي من الممكن أن تحصل.
وكان مدير الطاقة والمناجم بولاية باتنة قد طمأن في عدة مرات أن كمية توزيع المواد البترولية متوفرة إلى حد بعيد، كما تمّ اتخاذ جملة من الإجراءات من طرف سونالغاز لتوفير مخزون غاز البوتان، حيث تم إنهاء عمليات تصليح وصيانة وحدات الإنتاج خلال بداية شهر أكتوبر 2016، صيانة كل العتاد والوسائل المستعملة، وكذا الحرص على توفير مخزون البوتان بحوالي 80 بالمئة من القدرات الموجودة مع الرفع في مستوى مخزون قارورات الغاز، كما تلعب سونالغاز دورا حاسما ومهما خلال فصل الشتاء، حيث تسهر لمنع أي انقطاع في التيار الكهربائي، خاصة أثناء التقلبات الجوية، كما استكملت مصالح نفطال بولاية يباتنة تحضيراتها من خلال توفير غاز البوتان وإيصاله إلى المناطق النائية والمعزولة، وهو ما دفع بالشركة ذاتها إلى مضاعفة نشاطها خلال الأيام الأخيرة بتشغيل مجموعات مناوبة لتوفير أكبر كمية من غاز البوتان.
الحماية المدنية جاهزة
ومن المنتظر ككل شتاء أن تحضّر السلطات الولائية بباتنة لموسم الشتاء ومواجهة أي طارئ بسبب التقلبات الجوية، من بينها تهيئة مجاري المياه وتهيئة الطرق، وتوفير كافة اللوازم المتعلقة بالتدخلات في حال وقوع حوادث، كما سيأمر والي باتنة محمد سلماني، السلطات المحلية بالدوائر الـ 21 المشكلة لباتنة، بضرورة تجهيز مراكز الإيواء، بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن الوطني، كما يتم غالبا تكليف مديرية الأشغال العمومية بمتابعة شبكة الطرق خلال موسم الشتاء وتساقط الأمطار، واحتمال تساقط الثلوج أيضا، عن طريق وضع كافة إمكانياتها لهذه المهمة، كما تستعد بدورها مصالح الحماية المدنية للحدث من خلال تكثيف نشاطها في هذا الفصل.
بدورها مديرية التجارة مكلفة بمواجهة احتمال تسجيل بعض الندرة بالمواد الأساسية خلال فصل الشتاء، حيث جنّدت إمكانياتها واتّخذت كل التدابير اللازمة لمتابعة عمليات مراقبة الأسواق الشعبية المختلفة.
وأشارت مصالح الحماية المدنية إلى ضرورة متابعة النشرات الجوية والالتزام بالإرشادات والتوجيهات الصادرة عن مصالحها لمتابعة حالة الطرق في الشتاء، وأيضا لمتابعة الحالة الجوية.
كما تقوم ذات المصالح قبل دخول فصل الشتاء بمراقبة مدى جاهزية المركبات والآليات والمعدات اللازمة للتعامل مع أي حالة طارئة بفعل الاضطرابات الجوية، ويتم إصدار تعليمات شاملة للتعامل مع الظروف الجوية، ويتم وضعها موضع التنفيذ في الظروف الجوية غير الاعتيادية، واستعدادا لاستقبال فصل الشتاء والتعامل مع الظروف والأحوال الجوية الطارئة والحوادث الكبرى.وأكّد العقيد دحمان شليحي مدير الحماية المدنية لولاية باتنة في عديد المناسبات، أن سلامة المواطن تمثل الأولوية الأولى في سلم اهتمامات مصالحه تنفيذا لتعليمات القيادة في هذا الخصوص، حيث تقوم المديرية بتوعية جميع شرائح المجتمع، وتثقيفهم بطبيعة المخاطر التي قد يتعرضون لها، فضلا عن إصدار نشرات التوعية التي تصدر خلال الحالة الطارئة لترسيخ مفهوم الوعي الوقائي بين المواطنين.