أقرّت الحكومة تدابير جديدة للرفع من الإيرادات لفائدة الجماعات المحلية، ولا سيما البلديات في إطار السياسة الجديدة للتخلص من تبعية صب الأموال لفائدة البلديات دون فوائد، والذي اعتبر حسب الملاحظين عبئا على الدولة لا سيما بعد تراجع سعر الذهب الأسود.
وللحديث عن هذا، استضفنا الأستاذ الجامعي آيت عامر مزيان عميروش أستاذ في العلوم السياسية ومتابع لشأن الاقتصاد الذي كان لنا معه هذا الحديث:
❊ الشعب: ما مدى قدرة مبادرة ترشيد النفقات بتوفير مصادر تمويل خارج المحروقات؟
❊❊ الأستاذ أيت عامر مزيان عميروش: أظن أنه لا يختلف اثنان في المبادرة، مبادرة إيجاد مصادر لتسيير البلديات وجيمع المؤسسات العمومية ولا سيما أن القوانين موجودة ومقننة، غير أنّ تطبيق قوانين الجباية عندنا صعب ويجب على منفّذي مبادرة الجباية أن يراعوا دخل المواطن البسيط ولا يثقلوا كاهله بالمزيد من الإتاوات والجباية، وأنا مع فكرة إعادة الطوابع لأن تحملها سهل وتدرّ أموالا طائلة كشهادة الجنسية وصحيفة السوابق العدلية، وغيرها من الوثائق التي تستخرج مرة ربما في السنة أو أقل.
❊ لكن القرار تطلّب وقتا معتبرا واتخذ بعد دراسة من طرف مختصين وينتظر التنفيذ؟
❊❊ طبعا القوانين كلها ترى النور بعد دراسة، لكن إصدار هذا القانون هو تحصيل حاصل أي جاء بعد تراجع أسعار النفط لكنه إذا استغل كما يلزم، فمثلا تفرض الجباية على أصحاب الشركات الكبرى و لا سيما على المستثمرين بالبلديات، وتقتطع نسب من مداخيل ملاعب الرياضة والسهرات الفنية والتظاهرات الثقافية وكراء الرافعات والشاحنات للمواطنين واستغلال الفضاءات التجارية، لاضافة مداخيل لصالح الجماعات المحلية .
❊ وماذا عن مداخيل الموظّفين ألا ترى أنها تساهم في الجباية؟
❊❊ الموظفون وجميع العمال يدفعون ضرائب باهضة وهم وحدهم من يسددون مستحقاتهم لكونها تقتطع آليا، وقلت لك لا يجب أن نثقل على المواطن البسيط الذي أصبح يتقزّز من مصطلح الجباية لأن ليس لنا ثقافة دفع الجباية بسبب غلاء المعيشة. الجباية عند الشخص الذي يتمتّع بالمواطنة هي واجب يجب القيام به طواعية ولا سيما أن البلد في حاجة إلى المساهمة، وهناك آراء تتحدث عن ان الجباية تساهم في الرفع من المستوى المعيشي، لذلك يجب فرض إتاوات على السجارة والكماليات لا سيما المستوردة من الخارج، لقد سمعنا عبر وسائل الاعلام أن الموز يكلف ملايين الدولارات جراء استيراده، كذلك الاآات الكهرو منزلية وصل استيرادها حد التخمة، فيجب التخفيف منها أو فرض جباية على المستوردين، والكل يعرف قيمة الجباية التي تسدّد تحسب بملايير الدولارات.
❊ ألا ترى أن هناك تناقض في الطّرح؟
❊❊ لا تناقض بل هي الحقيقة، المبادرة جيدة وتحسب لمن طرحها لكن يجب التريث قبل تطبيق الجباية المحلية، وحتى إن طبقت لا تنفع جميع البلديات لأنّ بعض البلديات إن لم نقل جلّها لا تملك شركات ولا عقارات ولا مصادر يمكن أن تدرّ عليها أموالا جراء الجباية، لذا قلت لا يجب إثقال كاهل المواطن ويجب إيجاد استراتيجية صحيحة وتهيئة أرضية لإقناع المواطن أن ما يقوم به هو خدمة للصالح العام وما يدفعه هو واجب عليه،
وستثبت الأيام أن الأمر إذا أخذ بغير جدية سوف لن يأتي أكله.