شعبة الحليب بباتنة..خطوات عملاقة

250 مليون لتر سنويا

باتنة: لموشي حمزة

حقّق قطاع الفلاحة بعاصمة الأوراس باتنة نتائج إيجابية في ميدان الاكتفاء الغذائي محليا وجهويا في عدة شعب فلاحية، خاصة تلك التي لها علاقة مباشرة بالاستهلاك اليومي للمواطن، على غرار شعبة الحليب، الأمر الذي يساهم كثيرا في دفع عجلة التنمية المحلية خاصة مع التحديات الجديدة التي تواجه الجزائر بعد تراجع أسعار النفط وسياسة الحكومة بضرورة ترقي وتطوير المنتوج المحلي الفلاحي لخلق بدائل ثروة جديدة والتقليل من فاتورة الاستيراد.
وقد انتبهت السلطات الولائية إلى مدى أهمية تطوير الإنتاج الفلاحي من خلال اتخاذها لجملة من الإجراءات كتشجيع فرص الاستثمار، حيث استفادت القطاع الفلاحي منذ سنة 2000 من أغلفة مالية ضخمة تتجاوز الـ 21 مليار دج، خصصت لمختلف برامج الدعم للنهوض بهذا القطاع الحساس.
وقد صنّفت بذلك الولاية في المرتبة الأولى وطنيا سنة 2013 فيما يخص التشغيل الفلاحي بتوفير 129 ألف منصب شغل، وتعمل الولاية من أجل تكوين اقتصاد فلاحي متميز بالديمومة والنجاعة يضمن نموا سنويا قارا، حيث سجلت باتنة في الـ 5 سنوات الماضية إحدى أعلى نسب نمو في الاقتصاد الفلاحي وطنيا بتحقيقها لنسبة 29 بالمائة، ويأتي إنتاج البيض واللحوم البيضاء والحليب من بين أهم الشعب التي شهدت تطورا ملحوظا بولاية باتنة، حيث تحتل حاليا المرتبة الأولى وطنيا في إنتاج البيض بـ 1 مليار و400 مليون بيضة في العام ونسبة مساهمة في الإنتاج الوطني في هذه المادة تقدر بـ 26 بالمائة، وتحتل أيضا المرتبة الأولى في إنتاج اللحوم البيضاء بـ 440 ألف قنطار في السنة وبنسبة مساهمة تقدر بـ 16 بالمائة في الإنتاج الوطني كذلك تأتي الأولى وطنيا في إنتاج الأعلاف، أما فيما يخص إنتاج الحليب الذي تحتل فيه الولاية المرتبة الثانية فوصل في السنتين الأخيرتين إلى 300 مليون لتر، فيما تم تحويل 40 مليون، وهناك طموح في الآفاق المتوسطة لتحويل 50 مليون لتر.
وكشف مدير الفلاحة محمد كمال الدين بن الصغير في عدة لقاءات مع الفاعلين في القطاع وخلال اجتماعات المجلس الولائي، عن إجراءات جديدة لصالح المربين ومهنيي شعبة الحليب، حيث تم رفع نسبة دعم الحليب الطازج وتشجيع الاستثمار في إنتاج الحليب وتغذية الأنعام.
وتسعى الدولة ممثلة في وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري إلى التقليل من استيراد مسحوق الحليب في أفق 2019 وتشجيع الإنتاج الوطني والاستثمارات في هذا المجال، الذي أكد بشأنه مدير ملبنة الأوراس بأنه سينتهي بالولاية مع آفاق سنة 2018 إن سارت العملية بالحركية المطلوبة.
ويتّفق المنتجون والفلاحون بولاية باتنة، على غرار باقي ولايات الوطن على الحجم الكبير للدعم الذي تقدمه الدولة وتوليه لإعادة بعث شعبة الحليب، من خلال وضع استراتيجية واتخاذ جملة من الإجراءات على المدى المتوسط لوضع حد نهائي لمشاكل استيراد هاته المادة الحيوية.
وأشار بعض الفلاحين والمستثمرين الذين التقيناهم إلى تقديم الولاية لتسهيلات كبيرة بهذا الخصوص، خاصة ما تعلق بتمكين المستثمرين والمربين وحتى الفلاحين من العقار الفلاحي ليتمكنوا من العمل في جو مريح ومناسب يجعلهم يطورون شعبة الحليب، وتطمح السلطات العمومية في هذا الإطار إلى تعزيز ودعم إنشاء مزارع عصرية متكاملة ومدمجة لتربية الأبقار الحلوب وإنتاج الحبوب والأعلاف.
وتسعى مصالح مديرية الفلاحة بولاية باتنة، جاهدة لكسب تحدي ورهان تطوير هاته الشعبة خاصة مع الإمكانيات والدعم الكبير الذي تقدمه الدولة للفلاحين، حيث تتوقع أن يتجاوز إنتاج الحليب الطازج 350 مليون لتر.
ويعود تطور إنتاج الحليب بهذه الولاية إلى زيادة نسبة تكاثر القطيع التي تجاوزت 85 بالمائة. حسب ما توصلت إليه التحقيقات الميدانية الإحصائية للمصالح الفلاحية وفق العينات المأخوذة لدى المنتجين، حيث تتوفر الولاية حاليا على 65 ألف بقرة حلوب.
كما ساهم الاعتماد بشكل أكثر على تقنيات التلقيح الاصطناعي التي تلقى رواجا بين المربين بالمنطقة من خلال التحسين الجيني للسلالات إلى الرفع من مردود البقرة الواحدة، ويصاحب التطور السريع لشعبة الحليب بباتنة حسب مصادر مديرية الفلاحة إقبال ملحوظ للمستثمرين من داخل وخارج الولاية على مشاريع تثمين الإنتاج من جمع وتحويل خاصة بمناطق تيمقاد، المعذر وسريانة وجرمة، إضافة إلى تخفيف الإجراءات الإدارية لمنح قرض «التحدي»، وصيغ أخرى من القروض الفلاحية، وكذا تعميم التمويل عبر البنوك الأخرى على غرار ما يتم العمل به في بنك البدر.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19651

العدد 19651

الأربعاء 18 ديسمبر 2024
العدد 19650

العدد 19650

الثلاثاء 17 ديسمبر 2024
العدد 19649

العدد 19649

الأحد 15 ديسمبر 2024
العدد 19648

العدد 19648

السبت 14 ديسمبر 2024