أكّد مدير غرفة الحرف والصناعات التقليدية لولاية تيبازة «محمد لخضاري» على أنّ نظام الإنتاج المحلي الذي اعتمدته 25 مؤسسة محلية في مجال الفخار، ساهم بشكل كبير في تطوير وترقية واقع تلك المؤسسات بالنظر الى توفر مناخ النشاط وديمومة المؤسسة من خلال تطور سيرورة التسويق وتضامن الحرفيين مع بعضهم في حل الإشكالات القائمة من جهة أخرى.
أشار مدير غرفة الحرف والصناعات التقليدية بهذا الشأن إلى أنّ المؤسسة المحلية الناجحة تنتج منتجات ذات نوعية وتحافظ على مناصب العمل بها ولضمان تفعيل هذه الديناميكية لابد من تفعيل آلية تسويق المنتجات من خلال حثّ مختلف الفئات على استعمال المنتوج الوطني وتمكين تلك المؤسسات من شباك وحيد يشمل مصالح الضمان الاجتماعي والضرائب والبنوك، الشيء الذي يتضمنه برنامج نظام الإنتاج المحلي الذي استفادت منه عدّة مؤسسات نشطة بالولاية على مدار عدّة سنوات خلت، وهو البرنامج الذي يحمّل مسيري المؤسسات مسؤولية إنتاج منتجات ذات نوعية مع الالتزام بدفع المستحقات المالية تجاه العمال وتجاه مصالح الضمان الاجتماعي والضرائب مقابل الاستفادة من دعم مباشر في مجال توفير مناخ ممارسة النشاط من حيث توفير الشباك الوحيد والتوسط لدى الجهات الإدارية لحل الإشكالات القائمة، لاسيما ما تعلق منه بالتناغم مع مقتضيات الانخراط مع المعايير والمقاييس العالمية.
بيد أنّ هذه الحركية الجديدة غير المعهودة بالمؤسسات المحلية التي تعتمد أساسا على تحسين نوعية الإنتاج والمحافظة على مناصب الشغل مع السهر على توفير مناصب إضافية وتوفير حركية اقتصادية على المستوى المحلي تقتضي تجميع عدّة مؤسسات ضمن مجموعة متكاملة على غرار ما حصل مع 25 مؤسسة متخصّصة في مجال الفخار والخزف، وهي المؤسسات التي تتضامن مع بعضها حاليا في مجالات التسويق واستعمال أدوات العمل وتبادل التجارب والخبرات بما في ذلك التعاون الوثيق في مجال توفير أسواق العمل لمختلف الحرفيين وهي الأسواق التي تعنى بتزيين المساجد والفنادق وغيرها، بحيث يسهر منشّط المجموعة الذي تعينه غرفة الحرف والصناعات التقليدية على توافق الحرفيين في تطوير مناهج عملهم والمشاركة في مختلف الصفقات التي يحصل عليها طرف دون آخر، بحيث أشار محدثنا إلى أنّ بعضا من الحرفيين في مجال الفخار والخزف يحوز على آلة خراطة متخصصة ولا يحوز على فرن لطهي المنتجات فيتم إيجاد آلية واقعية لتبادل استعمال هذه الأدوات ما بين الحرفيين في ظروف مهنية سلسة ومعقولة.
وأشار محدثنا أيضا إلى أن مؤسسة «ساحلي» المتخصّصة في الفخار والخزف مثلا كانت تمتهن صناعة اللوحات الفنية في مرحلة سابقة قبل أن تنتقل الى مرحلة إنتاج مختلف المنتجات الخزفية والفخارية بالجملة في مرحلة موالية والمرور الى مشاريع تزيين كبرى المؤسسات والهياكل العمومية والخاصة في مرحلة لاحقة بفعل تميّزها واستفادتها من نظام الإنتاج المحلي الذي دأبت غرفة الحرف والصناعات التقليدية على تلقينه للحرفيين على مدار عدّة سنوات خلت.
كما تمكنت مؤسسة «زاير» المختصة في أشغال الخزف من افتكاك الجائزة الوطنية الاولى في الصناعات التقليدية الفنية، نهاية العام المنصرم، عقب استفادتها من تكوين متخصّص في نظام الانتاج المحلي، والامر نفسه بالنسبة لمؤسسة «ناسي للتدرية والسللة» والتي بدأت فردية في مرحلة أولى قبل ان تتحول الى مؤسسة عائلية في مرحلة لاحقة وأضحت الآن مؤسسة محترفة تسهر على استيراد المادة الأولية من الخارج لتحويلها الى منتجات جاهزة تسوق لمختلف المؤسسات والخواص لغرض الاستعمال المنزلي والسياحي، بالاضافة الى كون 10 مؤسسات من تلك التي سبق لها الاستفادة من التكوين في أنظمة الانتاج المحلي حظيت بدعم مباشر من الصندوق الوطني لدعم الصناعات التقليدية.
تجدر الاشارة أيضا الى أنّ المؤسسات المعنية كانت قد استفادت من عدّة دورات تكوينية في مجال نظام الانتاج المحلي أطّرها خبراء من الجزائر ومن خارجها بحيث استفاد المختصون في الخزف والفخار من عدّة تكوينات متخصّصة من لدن خبراء اسبان في اطار التعاون الجزائري الاسباني في هذا المجال.