تواصل مصالح مديرية الحماية المدنية ببجاية، حملتها التحسيسية بمخاطر حوادث الاختناقات بالغاز الطبيعي، حيث عرفت هذه المبادرة التي انطلقت مؤخرا، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين يرغبون في معرفة مخاطر غاز المدينة. هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان.
وبحسب الرائد صوفي فاتح، «البرنامج ما زال متواصلا ويمسّ جل البلديات، بمساهمة أعوان الحماية المدنية، أطباء وممرضين، وممثلين من مديرية توزيع الكهرباء والغاز ومديرية الصحة بالولاية، سيما على مستوى المناطق التي يكثر فيها استعمال الغاز الطبيعي، ويتضمن تقديم جملة من النصائح والارشادات العامة، لفائدة للعائلات حول الاستعمال الأمثل للأجهزة، والتي عادة ما تكون سببا في حصد الأرواح البشرية بسبب تسربات الغاز، فضلا عن تقديم توجيهات للعائلات التي تعتمد على الخشب في التدفئة، حيث لا يقل خطورة عن الغاز الطبيعي. وفي هذا الإطار، تمّ توزيع منشورات ومطويات على المواطنين لتوعيتهم، بخطورة وسائل التدفئة والطهي القديمة، التي يجب مراجعتها تفاديا لوقوع ما لا يحمد عقباه بسبب تسرب الغاز، وتمّ كذلك عرض أشرطة وثائقية حول حجم خطورة الظاهرة وكيفية التصدي لها، من خلال تهوية المنازل، عدم استعمال التيار الكهربائي، والتبليغ على الفور.
مع العلم أن الحماية المدنية سجّلت منذ بداية السنة الجارية، وإلى غاية نهاية منتصف الشهر الجاري، عشر حالات اختناق بالغاز الطبيعي، وكان آخرها إنقاذ خمسة أشخاص من عائلة واحدة من موت محقّق، جراء استنشاقهم لكمية كبيرة من غاز أحادي الكربون، ويتعلّق الأمر برب عائلة، زوجته وأبنائهم الثلاثة، حيث تعرضوا للاختناق بالغاز المبعث من سخّان مائي لعدة ساعات، ولدى إخطارها من طرف أحد جيران الضحايا الذي شمّ رائحة الغاز في العمارة، تنقلت فرق الحماية المدنية ونقلت الضحايا إلى مصلحة الاستعجالات لمستشفى خليل عمران في حالة حرجة. ومن جهتهم، ثمّن المواطنون الذين التقت «الشعب» بهم، هذه المبادرة من طرف مديرية الحماية المدنية، حيث إنها إيجابية وتهدف إلى تحسيس المواطنين بالأخطار التي قد تحصل بسبب الاختناق، تسربات الغاز، ومخاطر الشرارة الكهربائية.
السيدة لطيفة مواطنة من بلدية تيشي، تقول «يعتبر الغاز بمختلف أنواعه منتوجا ضروريا في الحياة اليومية، حيث لا يمكن الاستغناء عنها أبدا، وهو مصدر طاقة في المنازل للطهي والتدفئة في فصل الشتاء، إلا أن سوء استعماله بدون إتباع إجراءات الوقاية والسلامة، كثيرا ما يعرّض حياة الأفراد وممتلكاتهم إلى خطر الاختناق وحتى إلى الموت». وحسب الشروحات التي تلقيناها من طرف الأعوان، فإن الغاز الطبيعي منتج بترولي عبارة عن خليط من البيوتان والبروبان لا يملك أي رائحة، ولذلك عمدت محطات التكرير إضافة مادة ذات رائحة قوية، بغرض تميز التسربات وتوخي الحيطة والحذر من طرف مستعمليه. وعليه، فاتخاذ جميع تدابير السلامة والوقاية التي توصي بها المصالح المعنية جد ضروري، على غرار التهوية الكافية للمنزل والغرفة التي تستعمل فيها المدفئة، وكذا مراقبة قنوات وقارورات الغاز جيدا من التسرّبات، بالإضافة إلى فحص المواقد والأفران والتأكد من نظافتها وعدم انسداد منافذ الغاز، تفاديا لوقوع ضحايا وحوادث مؤسفة يمكن تفاديها».