تؤكد إحصائيات، مصالح الحماية المدنية لولاية باتنة، ارتفاع نسبي في عدد حوادث الاختناق بالغاز مقارنة بالسنوات الماضية، لتتحوّل بذلك أهم مادة حيوية يعتمد عليه الإنسان في حياته وهي طاقة الغاز من نعمة إلى نقمة تعصف بأرواح العشرات، على اختلاف فئاتهم وأعمارهم ومستوياتهم، بسبب تسرب غاز ثاني أكسيد الكربون، رغم عديد الحملات التحسيسية التي قامت بها المصالح المعنية منذ دخول فصل الشتاء.
سجّلت باتنة منذ دخول فصل الشتاء مصرع أكثر من 15 ضحية، تصدرت بها ترتيب ولايات الشرق الجزائري، وهو الرقم الذي تمّ التصريح به دون الحديث عن حالات الوفاة في المناطق النائية والتي لم يتم تسجيل تدخلات للحماية المدنية بها.
ويعود السبب الرئيسي في حوادث الاختناق بالغاز والمؤدي في أغلب حالاته إلى الموت المحقق، إلى أن الاستعمال غير السليم والمكثف لأجهزة التدفئة، خاصة تلك القديمة أو المستعملة أو التي تمّ استيرادها من جنوب شرق أسيا، حسب ما أفاد به بعض أصحاب المحلات الكهرومنزلية الذين التقت بهم «الشعب» لإفادتنا بتفاصيل حول الأجهزة التي تسبّبت في وفاة مستعمليها.
وكشفت مصالح الحماية المدنية لولاية باتنة في تصريح لجريدة «الشعب» أن أغلب تدخلاتها، تسجّل خلال الفترة الليلية بسبب استنشاق غاز ثاني أكسيد الكربون المتسرب داخل المنازل، ليبقى السبب الرئيسي لهذه الحوادث نقص التهوية في المنازل بسبب عدم احترام المقاييس الأمنية الخاصة بتركيب واستعمال أجهزة التدفئة يضيف المكلف بالإعلام على مستوى الحماية المدنية، ويبلغ المعدل الشهري لحوادث الاختناق بالغاز بباتنة 5 حوادث تقريبا وخلال أيام الشتاء القارس ارتفع المعدل قليلا.
حملات تحسيسية لمواجهة الخطر
كثفت مصالح الحماية المدنية بباتنة، من إجراءات مواجهة الاختناقات بالغاز خاصة في فصل الشتاء وبالمناطق النائية، حيث اتخذت جملة من الإجراءات والتدابير الوقائية منذ دخول فصل الشتاء على غرار تنظيم حملات توعوية وتحسيسية وكذا قوافل للتوعية للتعريف بالاستخدام السيئ، لقارورات غاز البوتان، بالإضافة للدورات التدريبية من أجل تلقين المواطنين سبل التدخل السريع وتقديم الإسعافات الأولية قيل وصول وحدات الإسعاف والإنقاذ، وقد أتت هاته الدورات أكلها في عديد المرات.
إلا أن أخبار الموت بالغاز تطلّ هاجسا حقيقيا يقلق السلطات المعنية ويهدّد حياة المواطنين بسبب تداخل العديد من العوامل، خاصة وأن موجات البرودة التي تشهدها المنطقة خلال الشتاء، تزيد في وتيرة حوادث الاختناق التي تسجل بشكل شبه يومي، إضافة إلى التهاون في مراقبة التوصيلات الداخلية والخارجية لشبكة الغاز، بالإضافة إلى الجهل بخطورة هذه المادة الطاقوية خاصة بالنسبة للمناطق حديثة الاستفادة منها وما أكثرها بباتنة، حيث فاقت الـ3000 عائلة مستفيدة مؤخرا، دون إغفال ما للمدافيء الصينية سيئة الصنع من أخطار على حياة مستعمليها، وقد أشار محدثنا إلى أن السنة الجارية سجلت اختناقات أغلب ضحاياها عائلات بأكملها تزامنا مع انخفاض درجة الحرارة.
ارتفاع عدد ضحايا الاختناقات بالغاز
يتساءل المواطنون بباتنة، عن سرّ ارتفاع ضحايا الاختناقات بالغاز كل سنة، حيث أثارت حوادثه الرعب والهلع في نفوسهم مطالبين من السلطات المعنية التدخل العاجل لإيقاف الموت ويحدث هذا تزامنا مع الطوابير الطويلة من أجل الحصول على قارورة غاز البوتان، بعدة مناطق من الولاية خاصة البعيدة على غرا امدوكال، غاصرو، تيغرغار، أولاد سي سليمان...وغيرها حيث تعهد الوالي بتخصيص 1600 مليار سنتيم لوضع حدّ لمعاناة العائلات جراء غياب هاته الطاقة ولكن هل سيكف إيصال الغاز لبيوت السكان، ويقلل من حوادث الاختناقات آم أن الأمر يحتاج فعلا إلى تدخل جدي من طرف جميع الشركاء والفاعلين، للتحسيس أكثر بأهمية مراقبة المدافئ قبيل كل شتاء واتخاذ الإحتياطات اللازمة وغيرها من الأمور التقنية في الغالب، التي تقلّل من خطر الاختناقات، التي غالبا ما كان لتدخل مصالح الحماية المدنية دورها الكبير في إنفاذ أرواح المئات منهم.
فعلى سبيل المثال نجد أصحاب العمارات لا يقومون عند بداية فصل الشتاء بعمليات الترميم والصيانة والمراقبة لمداخل ومنافذ التهوية للعمارة والتي تكون مليئة بالأوساخ وفي حالة انسداد كبيرة كون العصافير تصنع فيها أعشاشها في فصل الصيف وترحل مع اقتراب فصل الشتاء، تاركة وراءها تلك الأعشاش مسببة تراكم في غاز أكسيد الكاربون، والذي بعد تجمع نسبة كبيرة منه يؤدي إلى كوارث حقيقية.