فضاؤها الطبيعي هو الميدان.. هكذا بدت لنا السيدة قطاف ذهبية رئيسة مكتب ديوان ببلدية القصبة، رأسها يعج بالأفكار البنّاءة، المقترحات المثمرة التي تهدف إلى خدمة المنفعة العامة، اعتادت أن تكون في الميدان لترجمة كل تلك الإنشغالات على الواقع بحكم تجربتها عندما نشطت في جمعية الأمل الخيرية، هذه الممارسة اليومية مع الناس فتحت لها آفاقا واعدة وهذا بالانتقال إلى عالم آخر، ألا وهو الفعل السياسي الذي يؤدي حتما إلى البحث عن مواقع أكثر فعالية لإبراز كل المهارات المتاحة.
والسيدة قطاف سلكت مسلكا صعبا من الناحية الاجتماعية عندما كانت عضوة فاعلة في المكتب وأطلعت عن قرب على ما يعانيه المعوزين بكل فئاتهم الهشة، خاصة النساء الموجودات في حالة شدة، لأسباب لا داعي لذكرها هي نتاج عوامل معروفة خلفتها الظروف المعيشية.
هذا التقييم ما زال راسخا في ذهنها ولاصقا في ذاتها أرادت أن تكون إلى جانب هؤلاء على مستوى آخر أكثر حضورا ووزنا وهذا من إطلالة عبر البلدية التي بإمكانها احتضان الجميع من هؤلاء المحتاجين وهذه الرغبة لا تغادر السيدة قطاف أبدا بعد أن تحوّلت إلى قناعة عميقة.
فهل وجدت ما كانت تصبو إليه ؟ من الصعوبة بمكان الإجابة عن هذا السؤال من باب أن السياق يختلف ما بين جمعية وبلدية، غير أن الشغل الشاغل هو البحث عن أفضل الصيغ لإيجاد المخرج اللاّئق وهذا من خلال النضال المتواصل الذي يسمح بالخروج من النفق رويدا رويدا.
وتعترف السيدة قطاف، بأن ما أنجزته حتى الآن على مستوى بلدية القصبة طيلة هذه العهدة الوشيكجة على نهايتها لم يرق إلى المستوى المطلوب. نظرا لعدة اعتبارات ذاتية وموضوعية، وعليه فإن الحل يكمن في إيلاء المزيد من التفهم للمبادارات المقترحة خدمة لمصالح البلدية.
وفي هذا السياق فإن الشرط الأول لنجاح أي مشروع هو الإصغاء إلى الآخر والتحاور معه، ومناقشة فيما يطرحه من أفكار قابلة للتطبيق والتحديات التي تصادف كل من يعمل في هذه البلدية هي السكن، الشغل، وبطاقة الإقامة التي يبحث عنها من استولوا على دويرات القصبة هذا الملف يتفادى مسؤولوا البلدية التحدث عنه نظرا لحساسيته وتمادي الغموض بشأنه.
كل هذه الوقائع لم تفشل السيد قطاف بقدر ما شجعتها على المضي قدما باتجاه الإستفادة من تجربتها مع جمعية «الأمل» الخيرية لقرابة تسع سنوات كاملة.
وهكذا تشرف حاليا على لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة ببلدية القصبة، ففي هذا الشزن أعدّت برنامجا ثريا بمناسبة اليوم العالمي للغابات المصادف لـ ٢١ مار س القادم، بتنظيم ما يسمى بـ «الأسبوع النباتي» من ٢١ مارس إلى ٢٧ منه بساحة الشهداء، وبالمساحة الترابية الموجودة بشارع أوريد مدّاد ويوم ٢٢ مارس هناك محاضرة، ومسابقة في الرسم للتلاميذ وهذا بالمعهد الوطني للموسيقى بشارع أول نوفمبر وفي نفس السياق ستحي اللجنة اليوم العالمي للبيئة والصحة في ٥ جوان ٢٠١٦ قادم وتهدف إلى نظافة المحلات وحملات تطوعية شعارها «نظافة بيئة الوطن حفظ لصحة المواطن»، وتجيير الشوارع، تحسيس أصحاب المقاهي، والمطابخ، والمخابز والحولويات، ومحلات بيع اللّحوم والدجاج.
وتعلق السيدة قطاف آمالا عريضة على هذين العملين نظرا لأهميتهما وكذلك فسح المجال لمبادرات أخرى في الأفق تقضي على الروتين اليومي.