مناضلة من اللحظة الأولى، طبعتها الحركة الطلابية بالجامعة في قالب نضالي حماسي جعلها تتبوأ مكانة متقدمة في أوج نشاطها بجامعة تيزي وزو، وقتها كانت البرلمانية الحالية السيدة العرفي كسال وريدة طالبة بمركز الحقوق والعلوم الإدارية بعد حصولها على شهادة البكالوريا بعزازقة سنة 1979، وبالنظر إلى حيويتها ورغبتها الجامحة في النجاح وتكوين شخصيتها داخل المجتمع، عملت إلى جانب الدراسة كملحقة إدارية بالإقامة الجامعية للبنات بمدوحة حتى حصولها على شهادة ليسانس، ثم تدرجت في المسؤوليات إلى غاية تعيينها مديرة للإقامة الجامعية باسطوس سنة 2004..
كان اللقاء بمقر ولاية تيزي وزو بمناسبة زيارة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، لفتت انتباهنا في طريقة تعاملها مع الجميع ومع الأسرة الإعلامية بالخصوص بحديثها العفوي ودون بروتوكولات، تعرفنا عليها وعلى منصبها الحالي كبرلمانية وعضو لجنة المالية والميزانية عن حزب الارندي، فكانت فرصة للحديث واستقراء الماضي النضالي للسيدة العرفي وتجربتها السياسية خاصة وأن المناسبة مواتية للتعريف بشخصية متعددة المواهب الثقافية والرياضية والجزائر تحتفي بعيد المرأة التي هي قبل كل شيء، الأم، الزوجة والأخت سليلات حسيبة بن بوعلي، جميلة بوحيرد ووريدة مداد بطلات الجزائر..
وعن تجربتها النضالية والسياسية تقول السيدة العرفي كسال وريدة..»اعترف بالفضل الكبير للجامعة التي صقلت موهبتي العلمية، النضالية وحتى الرياضية لأني شاركت في أول عدو جامعي بعنابة سنة 1986 بمشاركة طالبتين فقط في تحد كبير، كما أنا فخورة لمروري بالجامعة كطالبة أولا لأني كنت ممثلة للجنة البيداغوجية ولجنة الطلبة بالمركز الجامعي لتيزي وزو من سنة 1980 إلى سنة 1986، ثم مسؤولة ومديرة بالإقامة الجامعية بعد إعادة الهيكلة سنة 2006، حيث ساهمت في تخريج أحسن الإطارات حاليا على المستوى الوطني وتسيير أصعب دخول جامعي بتيزي وزو سنة 2007 التي شهدت استقبال 14 ألف طالب جديد منهم 69 بالمائة طالبات في ظروف نقص هياكل الاستقبال وتحدي إيواء 8 آلاف طالبة بالإقامات الجامعية، لكننا بفضل الإرادة وحسن التدبر استطعنا إنقاذ الموسم وتوفير أماكن إيواء لجميع الطلبة..»
ولدى تقييمها للتجربة السياسية الفتية التي بدأتها من الانتخابات التشريعية لسنة 2012 عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، عادت المناضلة العرفي وريدة للحفر في الماضي وتعترف بفضل أيام الثانوية والجامعة على تكوينها بالقول»في الحقيقة ومن الناحية العملية هي ليست قصيرة إنما تمثل تراكم لـ29 سنة من النضال والممارسة السياسية الحرة خارج الأطر الحزبية، انطلقت من الثانوية ثم بلغت ذروتها بالجامعة في عز نشاط حركة «م، سي، بي» الثقافية بولاية تيزي وزو، ثم امتزجت هذه التجربة مع مرحلة ثانية من التسيير الإداري لتكتمل عصارة هذا الجهد بدخول قبة البرلمان سنة 2012، وحاليا أنا أمارس نشاطي السياسي كممثلة لمواطني الولاية، وعن رأيها في دور المرأة بالمجالس المنتخبة والعمل السياسي ككل، اعترفت السيدة العرفي» بأن خلفيات الإقصاء والتهميش للعنصر النسوي في المجتمع الجزائري لا توجد إلا في ذهن المرأة نفسها، لأن كل الأبواب مفتوحة أمامها كالتعليم، العمل والمساهمة في النشاط الإقتصادي، لتأتي مرحلة الممارسة السياسية كحق اكتسبته المرأة الجزائرية بفضل تشجيع رئيس الجمهورية الذي حرص على تخصيص كوطة لها في الانتخابات وفي قوائم الترشيحات الحزبية، للمساهمة في إثراء النشاط السياسي والتعددية لخدمة المواطن، وكل ذلك في إطار احترام عادات وتقاليد المجتمع الجزائري والاعتراف للأسرة وأيضا الزوج فلولاه لما وصلت الآن إلى هذا المنصب من المسؤولية..