من قرية أولاد بونوة إلى رأس جنات معاناة يومية
تشهد شبكة الطرق بولاية بومرداس الممتدة على مسافة 1681 كلم حالة تدهور متفاوتة خاصة على مستوى الطرق الولائية المقدرة بـ383 كلم والطرق البلدية البالغة 960 كلم، ورغم برنامج الصيانة التي أعلنت عند مديرية الأشغال العمومية للولاية لإعادة تهيئة المقاطع المتضررة، إلا أن غياب المتابعة المستمرة لتصريف سيول الأمطار وانجاز دعائم إسمنتية لتجنب ظاهرة انزلاق التربة قد زاد من حجم الأضرار ولم تفلح معه بعض الأشغال التجميلية العابرة..
حالة شبكة الطرق بولاية بومرداس ينطبق عليها مثال «ليس من رأى كمن سمع»، هذا الوضع قد يفاجئ الزائر إلى الولاية ليكتشف حجم الكارثة التي وصلت إليها الطرق، حيث لم يقتصر الأمر على المسالك البلدية وحتى الولائية التي لم تستفد من عمليات صيانة منذ فترات طويلة، بل امتد إلى الطرق الوطنية التي كان من المفروض أن تشكل شريانا حقيقيا لتسهيل حركة المرور ونقل البضائع داخل الولاية ومن خارجها، وأكبر مثال على ذلك هوالطريق الوطني رقم 24 الساحلي الرابط بين عاصمة الولاية والبلديات الشرقية وصولا إلى بجاية عن طريق تيقزيرت، حيث تحول فعلا إلى نقطة سوداء خاصة في المقطع الممتد من قرية أولاد بونوة حتى المخرج الغربي لرأس جنات ولم يعد صالحا للسير وحتى عملية التصنيف بسبب اهتراء الزفت وتقلص المساحة القانونية للطريق نتيجة تراكم أوحال السيول على الحوافي وغيره من العقبات الأخرى التي تحولت إلى كابوس فعلي للمسافرين وأصحاب المركبات.
كما زادت عملية الأشغال التي لا تنتهي لمشروع ازدواجية هذا المقطع على مسافة 16 كلم انطلاقا من الصغيرات إلى رأس جنات من متاعب المسافرين، وهو المشروع الذي عول عليها لفك ظاهرة الاختناق اليومي وتسهيل حركة المرور بتقليص المدة الزمنية التي تتجاوز حاليا في فترات الذروة ساعة ونصف لأقل من 60 كلم. وبالعودة إلى المشاريع المبرمجة من قبل مديرية الأشغال العمومية لصيانة ورد الاعتبار لشبكة الطرقات، نلاحظ أن أغلب المشاريع لم تر النور أولا تزال تسير بخطى بطيئة في عملية الانجاز على غرار الطريق الاجتنابي لمدينة بومرداس انطلاقا من تيجلابين إلى المخرج الشرقي، عملية إعادة الاعتبار للطريق الوطني رقم 29 الرابط بين بودواو، قدارة وحدود ولاية البويرة، اجتناب منطقة بن مرزوقة ومدينة قدارة، ازدواجية الطريق الوطني رقم 68 الرابط بين رأس جنات وبرج منايل، أشغال معالجة انزلاق التربة بالطريق الوطني رقم 68 الذي يربط بلدية شعبة العامر، تدعيم الطريق الولائي رقم 66 على مسافة 20 كلم ومعالجة المنحدر الصخري بعمال، ومشاريع أخرى صنفتها المديرية المذكورة في طريق الانجاز كتدعيم الطرق الولائية على مسافة 45 كلم، وصيانة 151 كلم من الطرقات البلدية.
واللافت في هذه القضية، حسب شهادات المواطنين في مختلف بلديات الولاية، أن مشكل الصيانة وانجاز مجاري المياه عبر كافة الطرقات تبقى السبب الرئيسي في حالة التدهور المستمر لشبكة الطرق بالولاية، وبالتالي لم تفلح معها بعض الأشغال السطحية كإعادة تزفيت أجزاء معينة سرعان ما تعود إلى حالتها بمجرد سقوط الأمطار، متسائلين عن دور فرق الصيانة التابعة لمديرية الأشغال العمومية بدوائر الولاية في الحفاظ على المكاسب التي تدعم بها القطاع، وأسباب عدم تدعيم هذه الفرق بالعتاد اللازم وبعدد كافي من العمال بدلا من الإكتفاء بعدد لا يتجاوز أصابع اليد لصيانة شبكة الطرق أحيانا عبر دائرتين أوأكثر وبطريقة عمل تثير السخرية..