أكّد المنسّق الجهوي لولايات الوسط للمنظمة الوطنية لمدارس السياقة، على أنّ المنظومة الوطنية لتعليم السياقة تحمل في طياتها العديد من أوجه الضلوع المباشر في حدوث مزيد من حوادث المرور عبر الطرق، بالنظر الى التناقضات العديدة التي تميّزها.
وتأتي في مقدمة هذه التناقضات قضية المترشحين الأحرار الذين يودعون ملفات لهم على مستوى مديريات النقل للاستفادة من المشاركة في مختلف الامتحانات الرسمية التي تجرى بمضامير السياقة دون المرور على مدارس التكوين، مما يفوّت على هؤلاء عدّة اوجه للتعلم والتكوين سواء تعلق الامر بطريقة السير أو التعامل مع إشارات المرور أو حتى التعامل مع جلّ مستعملي الطريق.
وبالنظر الى خطورة الظاهرة فقد اضطر مدير النقل لولاية تيبازة مؤخرا على إرغام هذه الفئة على المرور على مدارس السياقة لاستكمال الجانب التطبيقي من التكوين، كما أنّ البرنامج الوطني لتعليم السياقة المعمول به حاليا يتضمّن في إحدى فقراته تمكين المترشح من السياقة بالطرق السريعة في حدود ما تسمح به الامكانيات، الا أنّ الواقع يشهد منع مدارس السياقة من تجسيد هذه الخطوة من لدن أجهزة مراقبة الطرقات وعن احترافية مدارس السياقة في مسألة ضمان تكوين نوعي للسائقين، قال فريد براهيمي بأنّ القانون المعمول به حاليا يقتضي الحصول على شهادة ليسانس بمعية شهادة تحكم مهني في السياقة للحصول على ترخيص بفتح مدرسة دون اشتراط خبرة مهنية عميقة في المجال، في حين يطلب من ذوي الخبرة ممن عملوا لسنوات طويلة لدى مدارس السياقة توظيف إطار بمستوى شهادة ليسانس وحاصل على شهادة التحكم المهني في السياقة، الامر الذي لم يتمكن منه هؤلاء لأن كل من حصل على شهادة ليسانس يفكر في فتح مدرسة خاصة به، ومن ثمّ فقد تمّ رفض 44 طلبا بولاية تيبازة تندرج ضمن هذه الفئة، فيما تم منح التراخيص لـ25 حاملا لشهادة ليسانس دون اشتراط الخبرة المهنية. وعن واقع الطرقات ومضامير السياقة، فقد أشار ممثل المنظمة الوطنية لمدارس السياقة الى أنّ ولاية تيبازة مثلا تحوز حاليا على 94 مدرسة سياقة، أضيفت لها 25 مدرسة جديدة حصلت على تراخيص بالفتح مؤخرا، في حين أنّ المضامير التي يتم التدرب عليها وإجراء الامتحانات بها تبقى جدّ محدودة وفي حالة كارثية،
وتفتقد لأدنى ضروريات العمل المريح كدورات المياه ومواقع الاحتماء من المطر واشعة الشمس وكراسي الاستراحة، بحيث تتعرض النساء بها لحالات رهيبة من الضغط في مواعيد الامتحانات الرسمية، كما أنّ العديد من طرقات الولاية تفتقد للعديد من إشارات المرور التي تعتبر في الواقع أساسية ولابد من نصبها، ولاسيما عند النقاط الدائرية ومواقع تحديد الأولوية للمرور، ومن ثمّ فقد اقترحت المنظمة عقد موائد مستديرة على كافة المستويات لدراسة وتحليل النقائص التي يعاني منها عالم السياقة. ومن المرتقب بأن تقدّم المنظمة قريبا جملة من الاقتراحات الدقيقة والصائبة للوزارة الوصية عقب إتمام تحريرها من لدن لجنة تقنية أنشئت خصيصا لهذا الغرض، مع الاشارة إلى أنّ دور مدارس السياقة يقتصر قانونا في تكوين السائق مهنيا وليست مطالبة بتأهيله تربويا، لاسيما وأنّ تهوّر السائقين عبر الطرق يرتبط أساسا بتكوينهم التربوي داخل الأسرة وليس بتكوينهم التأهيلي بمدارس السياقة.