سجّل المجتمع المدني والجمعيات المعتمدة رغم قلة عددها ببلدية تبركانين مبادرات محلية أزالت عراقيل تنموية حالت دون تحقيق مشاريع ضرورية ظلت من المطالب الملحة بعدة مداشير، الأمر الذي عكس الدور الفعال للتمثيل الجمعوي المنسجم مع المنتخبين المحليين، حسب ما وقفنا عليها بعين المكان.
لم يجد منتخبو بلدية تبركانين الريفية في عين الدفلى بدا من الكشف عن طبيعة نشاط الجمعيات والمعتمدة قانونا والمجتمع المدني ومنظماته، من خلال الدور الذي يقوم به داخل المجلس المجلس والبلدية، وتحديد الأولويات رفقة المنتخبين، حسب رئيس المجلس الشعبي البلدية محمد كرشوش ونائبه الأول بالمجلس.
موقع هذا الشريك في مجال التنمية المحلية يجسّده الوجه الذي تحدّث عنه السكان إزاء ممثليهم لدى المسؤوليين المحليين، الذين يختلفون من بلدية الى أخرى ومن تفاوت في الإمكانيات المادية لدى هذه الجماعات المحلية التي تختلف هي الأخرى من حيث الكفاءات والقدرة على التسيير لدى هؤلاء المسيّرين، الذين قضوا 3 سنوات من عهدتهم وبموقع مختلف من مجلس الى أخرى، بعض منهم متابعين قضائيا والبعض الآخر حبيسي الصراعات على المصالح والنزوات السياسية.
هذا التحدي الذي تتواجه بلدية تبركانين تعكسه المصلحة العامة التي جمعت بين كل الأطراف من منتخبين ورؤساء جمعيات وأحياء وأعيان المداشر، الذين التفوا حول تنفيذ المشاريع المبرمجة على قلتها يقول السكان، الذين لازالوا بحاجة لعدة عمليات قصد التكفل بالإحتياجات التي يرفعها أبناء المداشر كضروريات يومية، يقول محدثنا من المعياف والروابح الذين استفادوا من مشروع قنوات التطهير شأنهم شأن دوار العلامسية، لكن اعتراض بعض العائلات حال دون انجاز المشروع في وقته، مما جعل أعيان المنطقة يتدخلون كممثلين للسكان ويفكّون لغز التوقف، وتنطلق الأشغال ليجسد المشروع الذي انتظره سكان بني حيي والكرمة والمعايف والسحاري والحجاج وأولاد معيوف.
ولم تتوقّف مسألة تدخل جمعية أولاد معيوف في الشأن التنموي، بل تعدت الى تنفيذ مشروع الطريق الذي انتهت أشغاله بـ 100بالمائة بعدما كان متوقفا، وهي العملية التي كلّلت بالنجاح ليتنفس سكان المرامدية والحجاج والبقلة والكرامة والسلايمية وأولاد معيوف والعواشرية.
هذا الحضور في المبادرات المحلية جسّدته كذلك جمعية أولاد بن سعيد والمجمع السكاني دقيش وكذا تبركانين مركز التي تعد من أكبر التجمعات السكانية بذات المنطقة، حسب ما أكده لنا النائب الأول بالمجلس عبد القادر، وهو نفس الإعتقاد الذي سجلناه لدى رئيس المجلس البلدي، حيث أكد لنا أن اقتراح المشاريع يكون بحضور هؤلاء سواء عن طريق اللقاء المباشربمقر البلدية أو الإحتكاك اليومي واللقاءات الجوارية على هامش المعاينات الميدانية، يقول السكان.
ومن جانب آخر، تجلّى التنسيق بين المنتخبين والجمعيات ورؤساء الأحياء وأعيان القرى والمداشر والسكان في العمليات التنموية التي جسدها هؤلاء في المشاريع التطوعية، كما هو الشأن بتزويد سكان قرية أولاد عمر بالماء الشروب على مسافة 1 كيلومتر، ممّا جنب البلدية مصاريف تصل الى أزيد من 300 مليون سنتيم.
ونفس العملية قد مست منطقة علامسية على مسافة 500 متر، حيث قدمت البلدية مساعدة بواسطة آلة الحفر والعمال المختصين في الربط بقنوات الماء الشروب.
هذا هو الوجه الحقيقي لتواجد الجمعيات وأعيان المداشر ببلدية تبركانين التي مازالت بحاجة الى مشاريع تنموية طموحة تنمحها الولاية لتجاوز النقائص المسجلة في التنمية المحلية، كون أن البلدية تفتقد للمداخل والتحصيل الجبائي نتيجة انعدام الأنشطة الإقتصادية والخدماتية هذا الى إشعار آخر تنتظره السكان مع إنجاز منطقة النشاطات بالمخرج الجنوب الغربي للبلدية.