فازية آيت أحمد عضو المجلس الولائي ببومرداس

هموم المواطن من أولوياتنا

بومرداس..ز / كمال

تختلف وجهة النظر وأهداف المنتخبين المحليين سواء على مستوى المجالس البلدية او الولائية من منتخب الى آخر، فيما يتعلّق بالاهتمامات الأولية وطبيعة الانشغالات اليومية للمواطن التي يرغب في نقلها الى الجهات الوصية للتبليغ عنها ومحاولة معالجتها بما يخدم الصالح العام، ام ان النظرة الضيّقة للأشياء والأهداف الشخصية غير المعلنة طغت على تفكير المنتخب ووصلت الى عدم الالتزام بمبادئ واهداف الحزب الذي اوصله للمنصب..
نظريا اذا اخذنا الموضوع من زاوية اخلاقية في الممارسة السياسية كل المنتخبين بدون استثناء حاملين شعارات خدمة المواطن والمساهمة في تحسين ظروفه المعيشية بتفعيل مشاريع التنمية المحلية وممارسة مهمة الرقابة على الإدارة المحلية حتى تتقاطع في النهاية المصلحة العامة للوطن والمواطن، لكن ولما نستمع الى حديث المواطن اليومي في المقاهي والجلسات الخاصة، نشعر وكأن المنتخب في واد والمواطن في واد آخر، حيث ما يلبث المواطن توجيه اتهامات للمنتخبين بإدارة ظهرهم بالنسبة للذين اوصلوهم لهذا المنصب ونخص بالذكر هنا رؤساء البلديات باعتبارهم واجهة المجالس المنتخبة التي ترسو عندها مختلف المشاكل والانشغالات اليومية للمواطن، في وقت لا يزال المنتخب او رئيس البلدية يطالب هو الآخر مثلما وقفت عليه الشعب في اكثر من مناسبة بإعادة النظر في قانون البلدية والولاية وتدعيمه بمزيد من الصلاحيات القانونية لممارسة دوره وحقّه الدستوري بكل حرية ومسؤولية للخروج من هذا النفق وضغط المواطن.
ومن اجل فهم اكثر تفكير المنتخب المحلي في علاقته بالمواطن واسباب دخول المعترك الانتخابي حاملا شعار” خدمة المواطن”، نقلنا الموضوع للاستاذة والمحامية فازية ايت احمد عضو المجلس الولائي عن جبهة التحرير الوطني التي تؤكد بالقول “ان دخولي المعترك الانتخابي والنشاط السياسي يحملان هدفين، الأول عبارة عن طموح شخصي اسعى من خلاله الى تحقيق طموحاتي السياسية والإرتقاء في المناصب الحزبية باستغلال قدراتي الفكرية ومؤهلاتي العملية، في حين يحمل الشقّ الثاني هموم المواطن اليومية التي نسعى الى ايصالها للإدارة والجهات المعنية عن طريق منبر المجلس الولائي رغم الصعوبات ونقص آليات الضغط لتمرير وجهة نظرنا والمساهة في معالجة مشاكل المواطن..
وفي سؤال عن طبيعة الصعوبات ودرجة وقوف المنتخب بين تحقيق الوعود الانتخابية للمواطن وكسب ود الإدارة لتمرير مشاريعه، اعترفت عضو المجلس الولائي بصعوبة المهمة قائلة.. “صراحة نحن نملك إرادة ونيّة مخلصة لخدمة المواطن والوقوف الى جانبه على الأقل بالنسبة لشخصي، والعمل على تقديم اضافة في الميدان والتعاون مع الإدارة لدراسة ملفات التنمية المحلية ومتابعة المشاريع المبرمجة في المخططات الخماسية التي سطرتها الدولة للنهوض بالولاية، لكن مع ذلك أعترف بوجود تقصير من طرف المنتخبين المحليين وأخص بالذكر هنا المجلس الولائي الذي لا يزال يفتقد للفعالية في الميدان وكل برامجه تبقى عبارة عن مرافعات وكلام يردّد اثناء انعقاد دورات المجلس نتيجة غياب المتابة في الميدان بما فيها التوصيات المصادق عليها، وتقاعس رؤساء اللجان في آداء مهامهم بالنزول الى الميدان بدلا عن المكاتب والامتيازات، كما يعاني المنتخب من عدم القدرة في تمرير بعض المشاريع وحتى حلّ مشاكل بسيطة للمواطن وكلها عوامل زادت من تراجع ثقة المواطن في المنتخب الذي اصبح يرى فيه مجرد شخص جاء لخدمة نفسه لا مجتمعه..
هي إذن وجهة نظر عن واقع المنتخب المحلي وكيف ينظر الى منصب النيابة كممثل للشعب سواء كمرشح خاص او منضوي تحت قائمة حزبية، والسؤال المفيد هو هل يحمل فعلا مشروع وتصور لمرافقة المواطن وتمثيله امام الإدارة والدفاع المستميت عن افكاره وبرنامجه الانتخابي ام مجرد حضور شكلي والتباهي بمنصب نائب الشعب..؟.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19651

العدد 19651

الأربعاء 18 ديسمبر 2024
العدد 19650

العدد 19650

الثلاثاء 17 ديسمبر 2024
العدد 19649

العدد 19649

الأحد 15 ديسمبر 2024
العدد 19648

العدد 19648

السبت 14 ديسمبر 2024