حرصت بلدية باتنة، خلال السنوات الثلاث الأخيرة على توظيف عدد معتبر من الموظفين في مختلف الأسلاك الإدارية والتقنية والصحية وحتى العمال المهنيين، لتدعيم المصالح الموجودة بها، خاصة مع الارتفاع الكبير لعدد الساكنة والذي تجاوز 450 ألف نسمة لتحتل البلدية المرتبة الـ5 وطنيا في عدد السكان، وهو ما يحتاج إلى تكفل جيد بانشغالات ومشاكل المواطنين وهو ما يتحقّق بتوفير كوادر بشرية لتسيير مصالح البلدية المختلفة.
حيث يعتبر تواجد الموظف الكفء في المكان المناسب من بين أهم عوامل نجاح دمقرطة وإصلاح الخدمة العمومية بالجزائر، حيث يؤكد رئيس بلدية باتنة عبد الكريم ماروك في هذا الصدد ، أن مصالحه أولت أهمية كبيرة لتوزيع الموظفين حسب كفاءتهم وشهاداتهم الجامعية على المناصب التي تليق بهم وتحتاج إلى تخصصاتهم حتى يستفيد منهم المجلس الشعبي البلدي، وبالتالي تقديم خدمة عمومية لائقة.
يشير رئيس بلدية باتنة لجريدة “الشعب” عبد الكريم ماروك، أنه منذ انتخابه على رأس البلدية أواخر 2012، اجتمع بالمجلس البلدي لأول مرة وأكد على ضرورة إذابة كل الحساسيات الحزبية والتنسيق والتعاون مع كل الأحزاب المشكلة للمجلس خدمة للمواطن بالبلدية، خاصة وأنه بذل رفقة أعضاء المجلس البلدي مجهودات جبارة لاستعادة ثقة المواطن، من خلال فتح جميع أبواب البلدية، وإجراء لقاءات دورية مع المواطنين وفعاليات المجتمع المدني للوقوف على حقيقة انشغالات المواطن بالبلدية بعيدا عن التقارير الإدارية التي تصله، وهي المجهودات التي أثمرت تراجعا كبيرا لعدد الحركات الاحتجاجية بالبلدية، وكذا تفهم المواطن لعديد القرارات التي تصبّ في مصلحته على غرار الاهتمام أكثر بنظافة المحيط من خلال تخصيص ساعات معينة لجمع القمامة، فتح أسواق جوارية جديدة، إضافة إلى غياب الشكاوي ضد أعوان مصالح الحالة المدنية بمختلف المحلقات البلدية.
وتأتت كل هاته الإنجازات من خلال وضع موظفين أكفاء على رأس بعض المصالح الحيوية بالبلدية على غرار مصلحة المالية التي يترأسها السيد خزار لزهر، البناء والتعمير للسيد قادري وغيرها، كما لمسنا خلال زيارة تفقدية قادتنا لبعض الملحقات اقتصار تواجد الأعوان والموظفين العاملين على أجهزة الإعلام الآلي على المهندسين والتقنيين لتسهيل عملية استخراج الوثائق الإدارية الخاصة بالحالة المدنية، حيث يتحكم الأعوان بكفاءة عالية في الأجهزة.
ويتابع رئيس بلدية باتنة حديثه لجريدة “الشعب” بهذا الخصوص، حيث يقول: البلدية حريصة على مواكبة كل التطورات الإدارية والتكنولوجية الحاصلة، في الجزائر والعالم، حيث وفرنا كل الإمكانيات المادية والبشرية لتطبيق إصلاحات وعصرنة الإدارة تنفيذا لتوصيات وتعليمات وزير الداخلية ومتابعة والي باتنة، الذي يحرص خلال كل اجتماعاته معنا على التأكيد على ضرورة الالتزام بخدمة المواطن.
وحتى عمال الاستقبال والتوجيه الموزعين بمختلف الملاحق البلدية تم تكوينهم ورسكلتهم ليكونا في مستوى تطلعات المواطن بالبلدية، يضاف لما تحقق فتح مكتب لخلية الإعلام والاتصال تتوفر على مستشار ثقافي مختص في الإعلام مهمته رفقة فريق العمل تنوير ممثلي وسائل الإعلام المختلفة بواقع التنمية بالبلدية وكذا التحديات التي نواجهها ونسعى بالتنسيق والشراكة مع مختلف الهيئات الإدارية والشريك المهني والاجتماعي للتغلب عليها.
رسكلة دورية وتحفيزات مهنية
هذا ويؤكد “المير” أن مصالح البيطرة التابعة للبلدية تتوفر على أطباء مختصين في الصحة العمومية، وهم في نشاط دائم لمواجهة مختلف الأمراض التي تنتقل عن طريق الحيوانات، حيث تقوم الفرق المختصة بمراقبة دورية للأسواق الشعبية والنظامية المنتشرة بالبلدية خاصة تلك التي تعرض لحوما، حيث يتم حجز كل اللحوم التي ليست بها تأشيرة الطبيب البيطري، كما أن هاته الفرق المختصة تقوم بزيارات تفتيشية خلال فترة عيد الأضحى أين يظهر نشاطها بشكل كبير.
تتوفر بلدية باتنة على 7 ملحقات بلدية أنشأت لتخفيف الضغط على مصلحة الحالة المدنية المركزية بحي الزمالة بوسط المدينة، تتوفر على عدد كبير من الموظفين المؤهلين لتسيير هاته الملحقات، كما يتواجد بالبلدية عدد كبير من العمال المهنيين دورهم الرئيسي تنظيف أحياء بلدية باتنة، التي قطعت أشواطا كبيرة في هذا المجال.
كما يعول مير باتنة على اللقاءات الكثيرة التي تجمعه دوريا بالمواطنين ورؤساء لجان الأحياء للوقوف على المشاكل الحقيقية التي يعانون منها، لتداركها من خلال بعض التغييرات التي يجريها بين الحين والآخر في بعض الوظائف، حيث يلزم موظفي البلدية بالتواجد الدائم بمقارات عملهم والخروج للميدان لتحسس المشاكل ومعالجتها في الحين للتفرغ للمشاريع الكبيرة التي تخدم البلدية وتكون بصمتها واضحة في مجال التنمية المحلية والبنى التحتية.