أضحى موضوع التواصل الدائم بين المواطن والمنتخبين المحليين أحد الدعائم الأساسية لإنجاح مختلف البرامج التنموية التي استفادت منها بلديات بومرداس، ووسيلة لنزع فتيل بعض النزاعات وتهدئة النفوس وكذا معالجة الانشغالات اليومية المتعلقة بمطالب التهيئة وتوفير الحاجيات الأساسية من مرافق عمومية، مياه الشرب، غاز المدينة، تعبيد الطرقات وغيرها من المطالب المشروعة كحق من الحقوق الأساسية المتعلقة بالحق في الإعلام وتوسيع مفهوم الديمقراطية التشاركية..
من هذا المنطلق حاولنا تناول الاستراتيجية الاعلامية المتبعة من قبل بعض البلديات وطرق التواصل بين الطرفين المواطن والمنتخب المحلي وهل هناك بالفعل قنوات جديدة تعتمد على وسائل التكنولوجية الحديثة كمواقع الواب، الفايسبوك وغيرها تماشيا مع المتغيرات أما ان هذه المجالس لا تزال تعتمد على الاتصال التقليدي المباشر من باب فعاليته أو عدم التحكم في التقنيات الحديثة بالنظر إلى طبيعة التركيبة الاجتماعية.
وهنا نقلنا الموضوع إلى رئيس دائرة بغلية عمار سادات للحديث عن هذه الاستراتيجية عبر بلديات بغلية، سيدي داود وتاورقة فعلق بالقول..هناك بعض المحاولات لتغيير قنوات التواصل باعتماد تكنولوجية الاعلام والاتصال الحديثة لكنها محتشمة وأحيانا تبقى غير مفعلة، والسبب في ذلك راجع لتفضيل المواطن للتواصل المباشر والتقليدي مع المسؤول المحلي سواء رئيس الدائرة أو رئيس البلدية على التواصل الافتراضي وهو راجع ربما لتخوفات من طرف بعض المواطنين أن الرسائل والشكاوي التي ترسل عن طريق البريد الالكتروني لموقع الواب في البلديات وحتى في الولاية لا يطلع عليه المسؤول ولا يرد عليها وهو غير صحيح لأن العديد من المنتخبين ورؤساء البلديات الذين بادروا إلى هذه الوسيلة على اطلاع دائم بما ينشر في هذه الصفحات..
وتابع بالقول..في الوقت الحالي يبقى الاتصال المباشر هو المهيمن في بعض البلديات والدوائر، والدليل في ذلك أن عدد الأشخاص الذين يستقلهم رئيس الدائرة كل يوم اثنين يتجاوز أحيانا 100 شخص، وفي الفترة الأخير ة لم يعد الاستقبال يقتصر فقط على الموعد المحدد بل يلجأ المسؤول إلى الاستقبال اليومي للاستماع إلى الانشغالات المرتبطة أساسا بالسكن والشغل..
بالمقابل حرصت بعض المجالس البلدية المنتخبة على إعطاء أهمية أساسية للإعلام والاتصال المباشر والافتراضي مع المواطنين للاستماع إلى الانشغالات وحتى المقترحات المتعلقة بمشاريع التنمية المحلية منها بلدية دلس التي كانت سباقة إلى إطلاق موقع الواب بالولاية، وعن التجربة يقول نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي مصطفى كربوش بالقول..لقد أدركنا أهمية هذا النوع من التواصل الحديث مبكرا خلال العهدة الانتخابية الأولى وبالضبط في سنة 2010 أي قبل موقع الواب للولاية، كما قمنا لاحقا بإطلاق صفحة للتواصل الاجتماعي على الفاسسبوك بالنظر إلى فعاليته ووجود فئة كبيرة من الشباب تفضل هذه القناة على غيرها، كما حرصنا أيضا على تنويع شبكة الاتصال حتى تمس مختلف الفئات الاجتماعية ومنها اللقاءات المباشرة كل يوم اثنين مع إنشاء خلية إصغاء لاستقبال شكاوي المواطنين.
وفي تقييمه لهذه التجربة وفعالياتها ومدى التزام رئيس البلدية بالرد على مراسلات المواطنين، طمأن محدثنا بالقول “إن كل المراسلات والشكاوي يطلع عليها رئيس البلدية حسب أهميتها والحرص للإجابة عليها أو عرضها على المصلحة المختصة لدراستها وفق طبيعتها، كما أن هناك مراسلات وصلت حتى من خارج الوطن للاستفسار عن قضايا إدارية واجتماعية وبالتالي يمكن القول إن هذه التقنية ساعدت كثيرا المجلس البلدي في تكثيف التواصل مع المواطن وتوسيع المعلومة عن طبيعة التسيير والمشاريع التنموية التي استفادت منها البلدية.